28-ديسمبر-2016

الشاعر والناشر خالد سليمان الناصري (حميد حوالي/ الكويت)

أعلنت "منشورات المتوسط" عن إطلاق سلسلة أدبية بعنوان "الأدب أقوى"، إذ إنها ستصدر طبعة فلسطينية لعدد من كتبها بالتزامن مع صدور طبعتها في العالم العربي، ما يمثل فرصةً لكتبِ الدار في أن تكون جزءًا من العمل المقاوم لسلطات الاحتلال، من خلال كسر التضييق الذي يُفرض على القارئ الفلسطيني، وعلى الكتب الراغبة بالتواجد على الأراضي الفلسطينية المحتلة. السلسة التي بدأت مع رواية الزميل عباد يحيى "جريمة في رام الله"، سوف تستمر مع كتاب آخرين، حيث يجري التحضير حاليًا لطبعة فلسطينية من مجموعة قصصية للكاتب الفلسطيني مازن معروف.

المتوسط: طباعة الكتب في فلسطين جزء من العمل المقاوم لسلطات الاحتلال

في حديث معه، شرح الشاعر والناشر خالد سليمان الناصري لـ"ألترا صوت" كيفية ولادة هذه الفكرة: "عندما كنتُ في فلسطين للمشاركة في معرض رام الله للكتاب، تأخرتْ كتب الدار حتى آخر ساعتين من المعرض، فقد كانت محجوزةً في الحدود، لدى الجمارك الإسرائيلية، وكان سبب التأخير هو العطل الدينية الكثيرة كما فهمنا من شركة الشحن، إضافة إلى بعض المزاجات الشخصية لدى جنود الاحتلال، الذي كانوا يغضبون ويؤجلون التسليم. فرصة التواجد بلا عمل في فلسطين، سمحت لي بالقيام بجولة في بعض المدن الفلسطينية، واستغربت من وجود نسخ مزوّرة من كتب الدار في إحدى مكتبات نابلس. وعند النقاش مع صاحب المكتبة أخبرني عن إشكالية وصول الكتب إلى الداخل الفلسطيني، وأنهم يضطرون لاستنساخ الكتب من أجل التغلب على الصعوبات التي يفرضها واقع الاحتلال الإسرائيلي".

 

اقرأ/ي أيضًا: طفل الشيعة المسموم من إناء "دار الجديد"

ويضيف: "في الحوارات مع الكتّاب والقرّاء، على حد سواء، لمستُ أن هناك حلمًا لدى الجميع بوصول الكتب العربية إلى الداخل، لا سيما لدى الكتّاب الذين يطبعون كتبهم خارج فلسطين، لكن قلما تصل الكتب إليهم، وإذا وصلت فإنها تصل بكميات قليلة لا تغطي الحاجة أبدًا".

قلما تصل الكتب العربية إلى فلسطين، وإذا وصلت فإنها لا تغطي الحاجة أبدًا

يشير الناصري إلى أن هذه التجربة والحوارات التي تخللتها قد أوحت له بالفكرة، بالإضافة إلى أن هناك تجارب أخرى، مثل تجربة المشاركة في معرض "عمّان الدولي للكتاب"، قد ساهمت في تقوية تلك الرغبة، فحيث إن هناك مكتبات فلسطينية رغبت في اقتناء كتب الدار، إلا أنّ عائق أجور الشحن، واحتمال مصادرة الكتب على الحدود من قبل الاحتلال، كان يجعل من اقتناء الكتب من خارج فلسطين نوعًا من المغامرة.

كما أن إشكال دخول كتب "المتوسط" من خلال موزّعها المعتمد إلى معرض رام الله، إذ تأخرت لأكثر من شهر ونصف، فرض على الدار دفع ضريبة كبيرة للإفراج عنها، ذلك أن الاحتلال الذي يمارس التأخير بشكل مقصود على البضائع الفلسطينية، يجبر الجميع، بمن فيهم الناشرين، على دفع أجور التخزين للإسرائليين. 

 

يقول الناصري: "كل هذه العوامل دفعتنا إلى أن نجد حلًا لعمل الدار. فكرنا لماذا لا نجرّب طباعة كتبنا في فلسطين". وقد انطلق المشروع فعلًا مع رواية "جريمة في رام الله"، التي صدرت بطبعتين عربية وفلسطينية. الطبعة الفلسطينية تطبع وتوّزع داخل فلسطين، بحسب الناصري: "بهذا نسقط عقبة الحدود التي يفرضها الاحتلال".

تطمح "المتوسط" إلى أن تتسع الطبعة الفلسطينية في المستقبل، لتشمل كتابًا عربًا وعالميين، بما يناسب القارئ الفلسطيني. وبالنسبة للدار لا توجد خسارة، ما دام المهم هو توفير أعمال الكاتب الفلسطيني ضمن حيزه الجغرافي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مصر.. عصر تشميع المكتبات بدأ بـ"الكرامة" أولًا

32 مخرجًا في منحة الخريف لمؤسسة "الدوحة للأفلام"