24-ديسمبر-2016

صورة مشهدية (Getty)

إذا أصرّت الحكومة المصرية على رغبتها في تشميع سلسلة مكتبات "الكرامة"، التابعة للناشط الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ستكون بين اتهامين، أنها ضد القراءة، أو ضد "الكرامة". سيزيد من فرص الاحتمال الأول ما يتردّد من أنباء عن إلغاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، المقرر أن يكون في كانون الثاني/يناير المقبل، أمّا الاحتمال الثاني فهو الأقرب للصحة حتى الآن.

انطلقت حملة أمنية شرسة تستهدف مكتبات الكرامة، التي تقدم خدماتها الثقافية في الأحياء الشعبية والفقيرة في مصر

وبدأت حملة أمنية شرسة تستهدف مكتبات الكرامة، التي تقدم خدماتها الثقافية في الأحياء الشعبية والفقيرة في مصر، وأغلقت الفرع الأول لها بالزقازيق بواسطة قوة أمنية، واستكملت حملتها بإغلاق مكتبتين، الأولى في حي طرة البلد جنوب القاهرة، والثانية بدار السلام.

اقرأ/ي أيضًا: في مصر.. عدو الحريات رئيسًا للجنة حقوق الإنسان

ووصف بيان للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، منذ أيام، القوة الأمنية بـ"البوليس السياسي المصري"، وروي ما جرى وفقًا لشهود عيان: "قامت قوات أمن بإغلاق المكتبة العامة الثالثة من سلسلة مكتبات الكرامة بعدما جاؤوا بسيارة تقلّ بعض أفراد الشرطة في بداية الأسبوع، وتحديدًا، بعد يومين من توجه بعض الضباط للحي الذي توجد به المحكمة ومحاولة تأليب الجمهور ضد المكتبة".

رفض أهل المنطقة وجيران المكتبة، والمتطوعون، تصديق أكاذيب الضباط، ما جعلهم يتوجّهون إلى المكتبة ويقومون بتشميعها سرًّا وفي وقت متأخر من الليل حتى لا يتصدى لهم الأهالي والأطفال المستفيدون من المكتبة، وفقًا لرواية شبكة حقوق الإنسان.

ولم تقدم عناصر الأمن التي نفذت قرار غلق المكتبة أيّ أوراق أو محاضر أو إذن قضائي بغلق المكتبة، ولم تقدم، في الوقت ذاته، أسبابًا أو مخالفات واضحة، خاصة أن المكتبات متوقفة عن العمل منذ أكثر من أسبوعين.

وتعهّدت مشيرة خطاب، مرشحة مصر لرئاسة هيئة اليونسكو، فور علمها بشروع قوات أمنية في غلق سلسلة مكتبات الكرامة، بالتدخل والتوسط لدى الدولة لحل الأزمة، ووقف إغلاق المكتبات، لعدم حرمان الأطفال من الخدمات الثقافية والمعرفية التي تقدمها المكتبة، على أمل أن يدعم ذلك الموقف فرصتها في تولي منصب دولي.

تتردد أنباء عن إلغاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، المقرر أن يكون في كانون الثاني/يناير المقبل

وعلّقت الشبكة العربية على ترشح مصر لرئاسة اليونسكو في حين أنها تغلق المكتبات الشعبية قائلة: "إغلاق هذه المكتبات جاء على حساب المواطنين والأطفال والشباب في الأحياء الشعبية الذين يستفيدون من هذه المكتبات وأنشطتها الثقافية والتعليمية والفنية، ويُعرض المنصب الذي تسعى إليه السفيرة مشيرة خطاب لموقف صعب، حيث لا يعقل أن ترأس أهم مؤسسة ثقافية أممية، في الوقت الذي تغلق فيه مكتبات عامة في أحياء شعبية قدمت الخدمات لنحو ربع مليون مستفيد ومستفيدة في بلدها عبر خمس سنوات، هو عمر هذه المكتبات".

وفسّرت الشبكة الأزمة، التي اعتبرتها "مفتعلة دون سبب"، برغبة الحكومة المصرية في الانتقام من المحامي الحقوقي جمال عيد "لكشفه الانتهاكات الفظة التي ترتكبها الدولة بشكل شبه يومي، وتحاول إجباره على التواطؤ عبر غلق المكتبات وفبركة قضايا سياسية ضده".

اقرأ/ي أيضًا: عسكر مصر والعربي الجديد.. خوف الطغاة من الحريات

وشنّ النشطاء الحقوقيون حملة موسعة ضد قرارات الإغلاق المتعسّفة لمكتبات الكرامة، شملت منى سيف ومالك عدلي وإكرام يوسف وخالد فهمي، معتبرين ذلك "رسالة تهديد واضحة لمن أراد نشر العلم والمعرفة بشكل قانوني وعلني". وقال زياد العليمي، النائب السابق، إن "ما حدث يوضح الفرق بيننا وبينهم .. بين من يريد العلم ومن يريد الجهل".

و"الكرامة" سلسلة مكتبات تقام في الأحياء الشعبية ولها خمسة فروع، أسسها المحامي الحقوقي جمال عيد من قيمة جائزة المدافع عن الكرامة الإنسانية التي حصل عليها في ألمانيا عام 2011، كان آخرها في منطقة الخانكة بالقليوبية، وتعامل معها حتى نهاية العام الجاري 250 ألف شاب وطفل مصري، وتعتمد بشكل أساسي على التبرعات العينية.

تفاعل حول إغلاق مكتبات الكرامة

تفاعل حول إغلاق مكتبات الكرامة

اقرأ/ي أيضًا: 

الصحافة في مصر : تهمة كافية!

حسام بهجت.. التهمة: صحفي