18-يناير-2016

نجم برشلونة ومنتخب إسبانيا اندرياس انييستا (دافيد راموس/Getty)

تصدح أصوات مشجعي برشلونة في الدقيقة 17 و14 ثانية من كل مباراة بالنشيد الكتالوني. اختيار التوقيت ليس عبثيًا ويعود إلى عام 1714 عند اجتياح الملك الإسباني فيليب الخامس لمدينة برشلونة حاسمًا صراعًا سياسيًا طويلًا.

هذا الصراع لم يمت يومًا ويبدو أن الكتالونيين مستمرون بالمطالبة بالحصول على حقّهم بالاستقلال خاصة في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الحالية، وعليه فإن استقلال كتالونيا وإن لم يعنِ بالضرورة خروج برشلونة من الدوري الإسباني إلّأ أنّه سيؤدي إلى خروج المنتخب الكتالوني من رحم المنتخب الإسباني.

يبدو أن الكتالونيين مستمرون بالمطالبة بالحصول على حقّهم بالاستقلال 

حراسة المرمى

كيكو كاسيا (كاتالونيا) x ديفيد دي خيا (إسبانيا)

لا تبدو المقارنة عادلة في هذا المركز بين المنتخبين، ولن يؤدي الانفصال إلى إلحاق كثير من الضرر بالمنتخب الإسباني، فمقارنة الحارس الحالي لفريق إسبانيول إيكو كاسيا بحارس مانشستر يونايتد الإنجليزي والذي كان من المتوقع أن ينتقل إلى ريال مدريد ديفيد دي خيا، لا تبدو عادلة بأي شكل من الأشكال. فكاسيا (29 عامًا) يقوم رغم خبرته بأخطاء عفوية كثيرة ويبتعد عن مرماه في كثير من اللحظات كما يتخذ قرارات متسرّعة ويملك مستوى متذبذب، فيما يتميز دي خيا بردات فعله السريعة وحضوره الدائم وجهوزيته البدنية والذهنية وهو ما يمنحه التفوق.

خط الدفاع

هيكتور بيلليرين - جيرارد بيكيه - مارك بارترا - جوردي ألبا (كاتالونيا)

داني كارفخال - سيرجيو راموس - ميكيل سان خوسيه - سيزار أسبيليكوينتا (إسبانيا)

في الوقت الذي يُعد فيه جوردي ألبا وسيزار أسبيليكوينتا من أفضل اللاعبين الذي يشغلون مركز الظهير الأيسر في العالم، وحيث يظهر كل من بيلليرين وكارفخال بمستويات متواضعة، يبدو أن تحديد قيمة التفوق الدفاعي ستكون بمركزي قلب الدفاع.

جيرارد بيكيه يمكن أن يكون ندًا لسيرجيو راموس في حال كان بكامل تركيزه، فاللاعبان يقومان بأدوار قيادية إضافة لكونهما يملكان قدرات هجومية كبيرة، لكن النقطة التي يتفوق فيها راموس هي الاستمرارية بالأداء وهو ما ينقص اللاعب الكتالوني جيرارد بيكيه، أما عن قلبي الدفاع الآخرين فإن عامل الخبرة يصب في مصلحة لاعب بيلباو ميكيل سان خوسيه الذي شارك في مباريات أكبر مع فريقه عكس مارك بارترا الذي لا يعتمد عليه برشلونة في كثير من المناسبات.

خط الوسط

سيسك فابريغاس - تشافي - بوسكيتس (كاتالونيا)

تياغو ألكانتارا - انييستا - كازورلا (إسبانيا)

يُعد خط الوسط نقطة تفوق الفريق الكتالوني، فالمقارنة بين بوسكيتس وكازورلا تصب مباشرةً بخانة لاعب برشلونة الإسباني، مستوى الأخير جعله أفضل لاعبي العالم في مركزه في الوقت الذي ساهم تزايد الإصابات بعدم توازن مستوى لاعب آرسنال.

في المركز الآخر في الوسط تبدو المقارنة بين فابريغاس وألكانتارا متقاربة، فلاعب بايرن ميونخ والذي أظهر تطورًا كبيرًا تحت قيادة المدرب بيب غوارديولا يتفوق بقدراته الدفاعية على لاعب تشيلسي، لكن الأخير ورغم تراجع مستواه مع البلوز مؤخرًا إلا أنه كان أفضل ممر كرات في الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي (18 تمريرة حاسمة) وتعتبر الخبرة عاملًا أساسيًا بتفوق سيسك.

المركز الأخير في تشكيلة 4-3-3 تبدو المقارنة فيه غير ممكنة ومنح نقطة تفوق للاعب على آخر لا تبدو عادلة بين انييستا وتشافي، كذلك فإن أسلوب لعب اللاعبين مختلف وعليه من الممكن تأكيد تفوق التركيبة الكتالونية على الإسبانية في خط الوسط.

ثلاثي الهجوم

كريستيان تيللو - بويان كريكيتش - ألفارو فاسكيز (كاتالونيا)

ديفيد سيلفا - بيدرو رودريغيز - دييغو كوستا (إسبانيا)

في هذه المراكز بيدو التفوق الإسباني واضحًا، فدييغو كوستا يحجز الآن مركزه كرأس حربة المنتخب وفريق تشيلسي الإنجليزي وهو يُعد من المهاجمين المقاتلين في مركزه ويتفوق بمراحل على ألفارو فاسكيز.

أما على الجهة اليسرى فلاعب مانشستر سيتي ديفيد سيلفا يُعد من ركائز تشكيلة فريقه والمنتخب، ورغم تحسن مستوى تيللو بالفترة الأخيرة مع فريق بورتو والمطالبة به من عدة فرق إنجليزية إلا أن اللاعب الكتالوني يبقى أقل تأثيرًا في المجموعة وأقل حسمًا من اللاعب ديفيد سيلفا.

لن يؤدي الانفصال إلى إلحاق كثير من الضرر بالمنتخب الإسباني

لاعبا برشلونة السابقان واللذان يخوضان مغامرة جديدة في الدوري الإنجليزي يتواجهان على موقع الجهة اليمنى الهجومي. بين لاعب ستوك سيتي بويان كركيتش الذي يقدم مستويات مميزة مع فريقه الحالي ستوك سيتي وبين المنتقل حديثًا إلى تشيلسي بيدرو رودريغيز الذي لم يدخل بأجواء "البريمير ليغ" يُعد الثاني الأفضل على مستوى البعيد خاصّة بسبب خبرته الدولية ومشاركاته السابقة مع برشلونة الإسباني، لكن مستقبل اللاعب الكتالوني يبدو مميزًا.

النتيجة؟

اليوم يبدو التفوق الإسباني واضحًا دفاعيًا وهجوميًا وفي حراسة المرمى، فيما تُعد قوة الكتالونيين في خط الوسط، لكن الأسماء المطروحة للمنتخبين يغلب فيها عامل الشباب على الفريق الكتالوني أكثر من الإسباني وهو ما يمكن أن يمنحهم التفوق المستقبلي، وكلّ ذلك هو رهن انفصال كتالونيا عن إسبانيا.

اقرأ/ي أيضًا:
كلاسيكو الأرض؟ كاتالونيا أولًا، برشلونة ثانيًا!
برشلونة بلا ميسي.. ما العمل يا انريكي؟