27-سبتمبر-2016

فرانشسكو توتي ملك روما الشاب دائمًا(باولو برونو/Getty)

حاول لوتشانو سباليتي جاهدًا أن يعزف على وتر واحد منذ استلامه تدريب روما وهو أن فرانشسكو توتي ليس سوى لاعب عادي في فريق روما الكبير في الدوري الإيطالي، لكن بعد الأسبوع الماضي، لم يعد المدرب، ذو الصلعة الناصعة، قادرًا على إقناع حتى نفسه بأن ذاك الذي بنى "مجد روما" هو لاعبٌ عادي. في 27 أيلول/سبتمبر 2016، يصل توتي إلى عمر الأربعين سنة ولا يزال الشاب القائد يصنع السحر في الملعب كلما سنحت له الفرصة للمشاركة مع جيالوروسي منذ 25 سنة.

وصل توتي إلى عمر الأربعين سنة ولا يزال الشاب القائد يصنع السحر في الملعب ويصنع مجد روما

منذ أيام هُزم فريق روما بنتيجة 3-1 على يد تورينو، الذي أفسد عيد ميلاد توتي، لكن قائد روما سجل الهدف اليتيم لفريقه في المباراة فأخرج مدرب الفريق الخصم سينسيا ميهايلوفيتش عن صمته، وقال: "هو أفضل لاعب في إيطاليا في آخر 25 سنة، وهو واحد من الأفضل على مر الأزمان، من الرائع مشاهدة ما يمكنه القيام به حين تكون الكرة بين قدميه". وفي وصف توتي تحضر الألقاب، فحين قُدمت موهبته إلى العالم عُرف بالـ"فتى الذهبي" ليتحول بعدها إلى "ملك روما" في رواية أقرب إلى الخيال قضاها مع فريق العاصمة الإيطالية.

اقرأ/ي أيضًا: يونايتد "بطلًا" دون واين روني

منذ أكثر من 23 سنة، دخل توتي مرتديًا قميص روما في الدقائق الأخيرة من مواجهة بريشيا، التي فاز فيها فريق العاصمة بنتيجة 2-0 وتحديدًا في شهر آذار/مارس سنة 1993. وما وصل إليه النجم الإيطالي يشرح كيف تطور وتكيف وأبدع خلال السنوات التي قضاها في المستطيل الأخضر.

في الموسم الماضي وأثناء التحضير لمواجهة روما خرج كريستيانو رونالدو في المؤتمر الصحفي لفريق ريال مدريد ليتحدث عن توتي قائلًا: "هو مثال لنا جميعًا، وهو شخص نسعى إلى أن نكون مثله". توتي وصل إلى هدفه رقم 250 واستمراره باللعب على مستوى عالٍ هو أمر جيد له على الصعيد الشخصي ولكرة القدم وأيضاً للاعبين الشبان الصاعدين، فتوتي من القلائل الذين يؤدون رسالة أن لا حدود في عالم كرة القدم وأن التقدم بالعمر في حال الحفاظ على اللياقة والأداء لا يمنع اللاعب من الاستمرار بالإبداع والعطاء.

اقرأ/ي أيضًا: ثلاثي الرعب يستر أزمات برشلونة

توتي استلم شارة القيادة من البرازيلي ألدايير في روما تحت قيادة المدرب التشيكي زدينيك زيمان في سنة 1998، وبعدها بسنتين ساعد روما على حمل لقب الدوري الإيطالي بعد 18 سنة من الانتظار في سنة 200، وحين خسر روما بعدها، كان توتي يُبهر خصومه بلقطات وأهداف طبعها في ذاكرتهم وذاكرة جماهير فريقه ليُبقي الأمل بينهم بإمكانية العودة إلى الألقاب، واليوم في عمر الأربعين، لا يزال توتي يحمل معه الأمل والمتعة إلى زملائه وجمهوره.

في الأسابيع الماضية، تنازل سباليتي لتوتي، فالمدرب العنيد الذي حاول طيلة الفترة الماضية إقناع العالم والجماهير بأن توتي هو لاعب عادي في فريق روما، رفع القبعة بعد مواجهة سامبدوريا. سباليتي خرج من المباراة ليصرح: "أريد 4 أو 5 توتي في هذا الفريق"، فتوتي كان قد قلب النتيجة بعد دخوله إلى المباراة بصناعة هدف التعادل لدزيكو وتسجيله هدف الفوز المتأخر.

وفي الوقت الذي تُحضر روما للاحتفال بعيد صانع مجدها، لا تنتظر الجماهير أن يُذكرها أحد بما صنعه توتي وجُلّ ما تريده نهاية مشرفة لأسطورتها الذي لا يتوقف عن العطاء.

اقرأ/ي أيضًا:

كيف دمّر وكيل يايا توريه مسيرته؟

إنريكي وهاجس مرونة برشلونة