16-ديسمبر-2019

الروائي إبراهيم عبد المجيد

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


إبراهيم عبد المجيد روائي وقاص مصري، من مواليد الإسكندرية 1946. من أعماله: "لا أحد ينام في الإسكندرية"، و"الإسكندرية في غيمة".


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

مكتبة المدرسة في الخمسينيات من القرن الماضي وأنا في المرحلة الابتدائية ثم الإعدادية. كان في المدرسة نشاط ثقافي وفني ورياضي وبها فناء يتسع لكل الألعاب وكانت المدرسة تصحبنا كل يوم جمعة في رحلة إلى السينما باشتراك بسيط جدًا. سينما فريال في الإسكندرية. في مكتبة المدرسة كنا نمضي حصتين – ساعة ونصف – في قراءة حرة وقبل نهاية الوقت نجلس قليلًا مع المدرس يحكي كل منا ما قرأه. بقايا المرحلة الملكية في التعليم. قرأت قصة للأطفال عنوانها "الصياد التائه" للكاتب محمد سعيد العريان وبكيت لأن الصياد تاه في الصحراء ولا يعرفون كيف يصلون إليه. رآني المدرس أبكي فسألني لماذا؟ قلت له الصياد تاه ولا يجدونه فضحك وقال إنها ليست حقيقة بل قصة. خيال يا إبراهيم. تأليف يعني. أعجبني الخيال وأغرمت بقراءة القصص ثم في نهاية المرحلة الإعدادية صرت أعيد كتابة ما أقرأه من قصص مستمتعًا ووجدت نفسي أصنع خيالًا آخر، حتى حضرت ندوة عام 1962 وأنا في السادسة عشر من عمري للمرحوم محمد مندور في قصر ثقافة الحرية بالإسكندرية الذي أسموه فيما بعد بقصر الإبداع كأن الحرية حرام. وجدته فيها يتكلم عن المذاهب الأدبية. الكلاسيكية والرومانتيكية والواقعية والواقعية الاشتراكية وغيرها. فهمت أن الكتابة ليست سهلة لكن تحتاج خلفية معرفية كبيرة بتاريخ الأدب، فتوقفت عن الكتابة وشرعت أقرأ في تاريخ الأدب ودرست الفلسفة في الجامعة، وبعد سنوات نشرت أولى قصصي ودخلت طريقي. أما السينما فكانت رافدًا مبكرًا لمعرفة الروايات المأخوذ عنها الفيلم عربية أو أجنبية، ورافدًا فيما بعد هامًا في التعبير بالصورة أكثر من الحكي المرسل.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

أكثر من كتاب. أعمال دوستويفسكي وكافكا التي فاقت حدود العقل والخيال وبعض روايات نجيب محفوظ ورواية "صحراء التتار" لدينو بوتزاتي و"الغريب" لكامو.

  • من هو كاتبك المفضل؟ ولماذا أصبح كذلك؟

كتابي المفضلون قرأتهم زمان ومنهم من أشرت إليهم. الآن أقرأ رواية أو كتابًا لأي كاتب تقريبًا. قراءاتي اختلفت وأكثرها الآن في العمارة والفنون والتاريخ.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

لا أفعل ذلك إلا إذا كنت سأكتب شيئًا عن الكتاب.

  • هل تغيرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

لم تتغير. لا زلت أحب الكتاب الورقي. أقرأ قليلًا من الكتب الإلكترونية، وخاصة حين تكون صغيرة الحجم وفي حاجة لقراءتها. أكثر قراءاتي الإلكترونية مقالات في الصحف والمجلات.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

مكتبتي يومًا ما كانت تزحف على كل جدران البيت، حتى زرت منزل نجيب محفوظ عام 1996 ووجدت مكتبته صغيرة وعرفت أنه لا يحتفظ إلا بالكتب المرجعية ووجدت ذلك جميلًا. تبرعت بكتب كثيرة جدًا لمكتبات مدارس أو مكتبات أهلية أو جمعيات خيرية تبيعها من أجل المرضى، وأحتفظ عادة بحوالي ألف كتاب بعد أن كانت أكثر من عشرة آلاف. تأتيني هدايا كثيرة جدًا من دور النشر والكتاب الجدد، أطل عليها بقدر الإمكان ثم أتبرع بها، وأظل محتفظًا بالأصول الهامة مثل "ألف ليلة وليلة" وغيرها وبعض الروايات من كتاب كبار من الأصدقاء عليها إهداءات تذكرني بهم.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

كتاب صغير عنوانه "غرفة رقم 304 – كيف اختبأت من أبي العزيز 35 عامًا" لشاب من نشطاء الثورة هو عمرو عزت. سيرة لحياته مع أسرته وزواجه وقصص حبه وتنقله بين الجماعات السلفية والإخوان واليسار ثم الثورة وجذبني فيه أنه صغير لن أنساه بعد أن أشرع في قراءته – وهذا للأسف كثيرًا ما يحدث - وأني كنت أسكن في نفس المنطقة التي يسكن فيها في إمبابة. أعجبتني لغته وثقافته وإيجازه في التعبير عن القضايا الكبري ورغم أنه سيرة فهو يعكس موهبة يمكن أن تجعل منه روائيًا جميلًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة كاميران حوج

مكتبة أمل السعيدي