19-مايو-2017

عمر جهان/ ليبيا

تدارك عودتك!

عُد إلى نفسكَ 
لا تنسها 
ونحو قُمقمكَ، صديقكَ المِعطاء 
المِقعدُ هناك لا يزال يحمل سُخونة ضجركْ
ودُر يسارًا 
تجاه قميصكَ المُشجَّر
وتذكَّر أنَّ شجرةً واحدةً لا تكفي لسقاية جُرحكْ
انتبه:
انفض عَنْ شارِعكَ المُقفر، كلّ تصاريح جهنّم 
دع مُروره واجِمًا كليلةِ بُكاء أُمِكَ حين تأخرّت عنها "دقيقةً صعلكة"! 
للأمام تباطأ
للخلف استرح
النساءُ الجميلات مكثن بعيدًا، ورمين بقشورهنَّ على رُؤوس المارّة
الحشرات القاتلة 
تُغلق الأبواب 
لتُعيد طرق الظلام
ذات اللُعبة يجترُّها الأحفادْ...
أواهٍ!

 

نَظريَّة العرض والطلب

الشارع يحبل بكلينا معًا
الزُقاق يُضحِّي بواحدٍ مِنَّا 
ميدان السراي* سينهض غدًا لتوثيق المذبحة!
... في السُوق رائحة السِلع تُزكِمُ أنوفنا لوهلةٍ عَنِ "الياسمين"
معقول؟!
تبًا.. وتبْ!

اللصُّ يُنقذنا مِنَ الغرق 
يُنبِّهنا إلى حتميَّة العوم
وبسبَّابتهِ يُلوِّحُ.. هُنالكَ خفرٌ لن يُصغوا إلى قواربكم!
فإن نحن ابتسمنا 
لوصايا ذلكَ اللص
بُتِرَ مِنْ جُرحِنا العِشق.

 

* السراي الحمراء: قلعة طرابلس القديمة وكانت قبل زمن أبرز حصن أُقيم في المدينة، وكانت أيضًا مركز صناعة القرار السياسي إبَّان حُكم العائلة القرمانليَّة أوان العهد العُثماني الثاني، وسمّيت بالحمراء لكون جُدرانها قد طُليت باللون الأحمر مِنَ الداخل والخارج، وقدّ تحولت خلال العُقود الأخيرة إلى مزارٍ سياحيِّ ومُتحف وطني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لم تبق فراشة إلا وصادقتني

احتمالاتٌ حُرَّة