16-مايو-2017

لوكست جونز/ نيوزيلندا

زورقٌ من كلامٍ

سرقَ الوردُ كلَّ
ريقٍ كانَ في فمي
لساني ماتَ
وكنتُ على الأرض أبكي،
أُعيدُ إلى ذاكرتي ما ترمّدَ من حياة. 
على أبوابِ ذاكرةٍ،
بين الصّحوِ المطرِ،
رأيتُ أنّي أدخلُ في هواءٍ عميقٍ
أكتبُ الشّعر
وأبكي،
أصنعُ زورقًا من كلامٍ وأبحرُ.

 

انقلاب الليل والنهار

في انقلابِ اللّيلِ والنّهارِ
تتغيّرُ صورةُ المرأةِ
تارةً تكونُ نجمةً
وتارةً تكونُ شمسًا
هكذا
تُشعُّ المرأة
ثمّ تموتُ في الظّلامِ 

تصطادُ الحروفَ
تُعلمُ الشّفاهَ اللَّثغ،
لتنجوَ من صحراءِ الموتِ 
أيّها الرَّملُ،
أَيْقِظ شمسَ اللهِ النّائمةَ
وعَلمِ المرأةَ كيفَ تكوُن العاصفةَ
كلّما اشتدَّ سوادُ اللّيلِ
ظهرتْ أسنانُ النّجومِ
مثلَ انعكاسِ الضّوءِ في عيني المرأةِ 
الرّياحُ سَرَقتْ من فمِها الكلامَ ،
حبّاتُ العقيقِ أشواقٌ تتساقطٌ
وعلى جمرِها ترقصُ المرأة
تترقّب كمن يَصيد الملحَ من عذوبةِ الماءِ
: إنّها النُّدوبُ تصرخُ
من جرحَ الزّمن،
من تركَ خدَّ الأيّامِ ينزف؟

 

السَّماءُ الأولى

امرأة ٌ،
لا تُغريها الأرضُ
لا تغريها السماء 
يدها جمرٌ 
وفمها نارٌ 
كأنني أطيرُ  
وصلتُ السَّماءَ الأولى 
والثانية 
 أرتفع، 
أرتفعُ،
أصعدُ أدراجَ السادسة  
أتوقف
ألهثُ  
على باب السابعة 
لا شيء 
لا شيء 
لا أرى،
غير يدي ولساني.

 

أزهار المخيلة
 
الريح لم تمسكْ يدي  
النوارسُ وحدها كانت تحلق فوق رأسي  
وغربتي تشتعلُ كغابة!
النار تعلوُّ وتهبطُ مع أنفاسي، 
إنه عامُ الجدبِ!  
وبعيدًا هنا، ماتتْ سمكة، قالوا، إّنها جاءتْ من أعالي البحار
اشهدْ أيها الموج  كم ذئبًا قتلتُ      
وكم من بلاد قطعتُ، من بحر العرب، إلى الصين، مرورًا بطريق الحرير.
لم تبق فراشة إلا وصادقتني
ومن جنوني قَطفتُ لها كلّ أزهار المخيلة!

 

اقرأ/ي أيضًا:

الرجل الذي تعثر بالصمت

كلّ شيء معدّ للغرق