10-يوليو-2022

مخاوف من كارثة بعد الفيتو الروسي (Getty)

أثار استخدام روسيا لحق النقض الفيتو ضد مشروع قانون أممي لتمديد آلية نقل المساعدات الإنسانية إلى سوريا، مخاوف من كارثة إنسانية، وكذا أسئلة عن المصير الغامض الذي ينتظر ملف المساعدات، في وقت تواجه فيه مناطق سورية عديدة أزمة حادة.

استخدام الفيتو من قبل روسيا هو تطبيق حرفي لسياسة الحصار والتجويع التي تمارسها روسيا في كافة المناطق السورية

واعتبر مازن علوش، مدير مكتب العلاقات العامة في معبر باب الهوى في تصريح لوكالة فرانس برس أن "استخدام الفيتو من قبل روسيا هو تطبيق حرفي لسياسة الحصار والتجويع التي تمارسها روسيا في كافة المناطق السورية". مضيفًا أن "عدم اتخاذ أي قرار أو إجراء فعلي لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود هو مقدمة لمجاعة لا يمكن السيطرة عليها وتهديد مباشر للأمن الغذائي لأكثر من أربعة ملايين مواطن" يعيشون في شمال غرب سوريا.

وبعد جولات ماراثونية في محاولة لثني روسيا عن تعنتها لتمرير مشروع  قرار حول تمديد آلية نقل المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود، استخدمت روسيا حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار خلال انعقاد جلسة لمجلس الأمن. وأيد مشروع القرار الذي تقدمت به إيرلندا والنرويج لتمديد تفويض المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا لمدة عام ثلاثة عشر عضوًا في مجلس الأمن، فيما عارضته روسيا وامتنعت الصين عن التصويت.

وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا مارك كتس لوكالة فرانس برس السبت "آمل أن يجتمع مجلس الأمن مرة أخرى قريبًا ويتفق على المضي قدمًا.".

وخلال نفس الجلسة رفض مجلس الأمن اعتماد مشروع القرار الروسي بتمديد تفويض نقل المساعدات الإنسانية عبر معبر "باب الهوى" إلى سوريا  لمدة ستة أشهر. وأيد مشروع القرار الروسي كل من روسيا والصين، واستخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حق النقض الفيتو، في حين امتنع الأعضاء الآخرون عن التصويت. وكان مجلس الأمن قد فشل في المشاورات المغلقة التي عقدت الخميس من أجل تضييق هامش الخلاف بين مشروع القرار الذي قدمته إيرلندا والنرويج والمشروع الروسي. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مصادر في أروقة الأمم المتحدة قولهم  إن إيرلندا والنروج عممتا في وقت متأخر من مساء الخميس نص قرار يتضمن "حلًا وسطّا"، لتمديد تفويض المساعدات عبر الحدود لمدة عام، ويطلب من مجلس الأمن تبني قرارًا جديدًا إذا كان التفويض سينتهي بعد ستة أشهر.

 وعقدت سفيرة إيرلندا لدى الأمم المتحدة جيرالدين بيرن ناسون مؤتمرًا صحفيًا أكدت خلاله أنها "ستواصل العمل طوال الليل، وآمل أن نعود في الصباح مع الحل"، وأضافت السفيرة الإيرلندية أننا "نعمل على إيجاد أساس للإجماع، لا أحد يريد الانقسام حول قضية بهذه الأهمية، لكن لدينا المزيد من العمل للقيام به، ونأمل أن نعود في الصباح بالحل".

خلال نفس الجلسة رفض مجلس الأمن اعتماد مشروع القرار الروسي بتمديد تفويض نقل المساعدات الإنسانية عبر معبر "باب الهوى" إلى سوريا  لمدة ستة أشهر

من جانبه قال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي للصحفيين بعد خروجه من الجلسة المغلقة إن "روسيا تريد فقط تجديد تفويض المساعدات عبر الحدود لمدة ستة أشهر، وستطلب بعد ذلك تبني قرار جديد لتمديدها لمدة ستة أشهر أخرى". من جهتها نبهت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد من أن "ستة أشهر تنتهي في كانون الثاني/يناير المقبل أي في منتصف الشتاء"، مشيرة إلى أن ذلك "هو أسوأ وقت ممكن".