05-ديسمبر-2021

لوحة لـ راشد دياب/ السودان

مسافرة روحه في سماء التجلي

كان الصوفي يهدي

بما لا نفهم

نتجمهر حول عمامة بيضاء

وجُبة فارغة إلا من

جسده النحيل

نحن جوقة المريدين

يا شيخ.. يا شيخ دلنا

كيف نعبر هذي الصحراء؟

كيف ننجو وسط زوابع الرمل

وحيرة التشابه

وأفقٍ مديد ينذر باللاشيء

دُلَّنا يا شيخ

أو أدع لنا معبودك

يكشف علاماته في درب تيهنا

لا تنفذ كلماتنا المبحوحة

إلى مسامع شيخ الطريقة

فروحه هائمة

في سماء التجلي

ولا شيء أمامنا ينجلي.

*

 

يصيب الأرض دوار خفيف

ترتفع هامة شيخنا

تعلو الجبة المرقعة فوق رؤوسنا

تغدو العمامة بساطًا يسمو بها

يصير غيمة بيضاء

تتجه نحو الأفق الغامض

نركض تحت ظلها

نسير في كل الاتجاهات

كنملٍ أصابه عارض بارد

نهلِّل.. نكبِّر.. نبتهل

نسقط صرعى..

يغمرنا صوته الدافئ

"آمنوا بالحب تأمنوا يا أبناء الخطيئة".

*

 

على إيقاع مرور الرياح

بين كثبان الرمل

تدور أجساد المريدين

على نفسها تدور..

وتدور

كدُمى أطفال

تحركها أيادٍ خفية

فتذوب في حركة مشتهاة

"لن تصيروا غيومًا

ولكن

توضؤوا بالمحبة قبل الماء

وأعيدوا الصلاة".

*

 

"إن لم أكن معك

فلا تكن عليّ

الروح أنت وأنت

الآلُ الوليّ"

يردد المريدون اللازمة

همسًا في البداية

شيئًا فشيئًا يرتفع الصوت

يكسر هدوء الصحراء

تردده حيوانات البرية

الأشجار.. الأحجار.. نباتات الشوك

تردده،

تهتز على إيقاعه حبات الرمل

تتمايل به النسائم نشيدًا

يصير أقوى.. يصير أعمق

"إن لم أكن معك

فلا تكن علي

الروح انت وأنت

الآلُ الوليّ

"يا أيها السائرون

على شوك الحقيقة

لا تأخذوا بظاهرٍ

باطنهُ يبطله".

*

 

كما يصحو الثمالى

من خدر لذيذ،

يصحو المريدون

يحدقون في وجوه بعضهم

كأنما يرونها أول مرة:

من أنت؟

أنا أنت

ومن نحن؟

نحن هو

ومن هو

من لا هو إلّا هو.

يطوف في الجو نسيم بارد

يجلب الغيمة البيضاء

تهطل فوق الجوقة

مطرًا خفيفًا

يتسابقون كالأطفال

لالتقاط قطراته

تسمع قهقهة الشيخ في العلياء

يلملمون حروف كلامه السائل:

"ويل لمن زرعوا

شرًّا وما رحموا

لو أنهم محّصوا

لو برهة، علموا

من بذرة نبتت

قبائلٌ.. أممٌ

لو أنهم عرفوا

طريقه سلِموا

الحب قِبلتكم

فشطرها يمِّموا".

 مسافرة روحه في سماء التجلي

كان الصوفي يهدي

بما لا نفهم

نتجمهر حول عمامة بيضاء

وجُبة فارغة إلا من

جسده النحيل

نحن جوقة المريدين

يا شيخ.. يا شيخ دلنا

كيف نعبر هذي الصحراء؟

كيف ننجو وسط زوابع الرمل

وحيرة التشابه

وأفقٍ مديد ينذر باللاشيء

دُلَّنا يا شيخ

أو أدع لنا معبودك

يكشف علاماته في درب تيهنا

لا تنفذ كلماتنا المبحوحة

إلى مسامع شيخ الطريقة

فروحه هائمة

في سماء التجلي

ولا شيء أمامنا ينجلي.

*

 

يصيب الأرض دوار خفيف

ترتفع هامة شيخنا

تعلو الجبة المرقعة فوق رؤوسنا

تغدو العمامة بساطًا يسمو بها

يصير غيمة بيضاء

تتجه نحو الأفق الغامض

نركض تحت ظلها

نسير في كل الاتجاهات

كنملٍ أصابه عارض بارد

نهلِّل.. نكبِّر.. نبتهل

نسقط صرعى..

يغمرنا صوته الدافئ:

"آمنوا بالحب تأمنوا يا أبناء الخطيئة".

*

 

على إيقاع مرور الرياح

بين كثبان الرمل

تدور أجساد المريدين

على نفسها تدور..

وتدور

كدُمى أطفال

تحركها أيادٍ خفية

فتذوب في حركة مشتهاة

"لن تصيروا غيومًا

ولكن

توضؤوا بالمحبة قبل الماء

وأعيدوا الصلاة".

*

 

"إن لم أكن معك

فلا تكن عليّ

الروح أنت وأنت

الآلُ الوليّ"

يردد المريدون اللازمة

همسًا في البداية

شيئًا فشيئًا يرتفع الصوت

يكسر هدوء الصحراء

تردده حيوانات البرية

الأشجار.. الأحجار.. نباتات الشوك

تردده،

تهتز على إيقاعه حبات الرمل

تتمايل به النسائم نشيدًا

يصير أقوى.. يصير أعمق

"إن لم أكن معك

فلا تكن علي

الروح انت وأنت

الآلُ الوليّ

"يا أيها السائرون

على شوك الحقيقة

لا تأخذوا بظاهرٍ

باطنهُ يبطلهُ".

*

 

كما يصحو الثمالى

من خدر لذيذ،

يصحو المريدون

يحدقون في وجوه بعضهم

كأنما يرونها أول مرة:

من أنت؟

أنا أنت

ومن نحن؟

نحن هو

ومن هو

من لا هو إلّا هو.

يطوف في الجو نسيم بارد

يجلب الغيمة البيضاء

تهطل فوق الجوقة

مطرًا خفيفًا

يتسابقون كالأطفال

لالتقاط قطراته

تسمع قهقهة الشيخ في العلياء

يلملمون حروف كلامه السائل:

"ويل لمن زرعوا

شرًّا وما رحموا

لو أنهم محّصوا

لو برهة، علموا

من بذرة نبتت

قبائلٌ.. أممٌ

لو أنهم عرفوا

طريقه سلِموا

الحب قِبلتكم

فشطرها يمِّموا".

 

اقرأ/ي أيضًا:

قصيدة النسيان

عيد الحصاد