رأسي الذي أحتاجهُ ما عادَ رأسي
في دماغي زئبقٌ يسري ويقطرُ باردًا فأدوخ
وحدي
نائمًا في القطن
مغمورًا بحزني وانتظاري
سارحًا في صوتها الآتي من الأعلى: أنا
متأثرًا لسقوطِ نرجسةٍ على الأيتام.
رؤيا:
كانت امرأةً بشعرٍ داكنٍ ومصفّفٍ بعنايةٍ
لكنّها كانت تموء كقطّةٍ
وتحكُّ بالجسرِ المهدّمِ ظهرها
وكأنّها تلقي على الطللِ السلام.
هل باتَ في وسعي الخروج من المدينةِ للأبد؟
أن أتبعَ الغزلان في فصلِ الخريف إلى الكهوف
وأن أغنّي للنساء الأخريات
وهل سأقدرُ أن أذوّبَ سكّرًا في شاي غيركِ
أن أوزّعَ وردَ غيركِ في بحيراتي
ويركضَ ملحُ غيركِ في دمي
وهل الجسد
بوّابةُ النّكرانِ والنّسيان؟
رؤيا:
في مكانِ الوشمِ أعلى ظهرِها
ثمِّ اختلافٌ مزعجٌ
لم يبدُ لي زهرًا يحبُّ الشمس
بل طيرًا يحدّقُ في الظلام.
هل بات في وسعي التواجدُ في المدينةِ للأبد؟
أن أستريحَ من ابتعادي عن عيون الناس؟
أن أدعو الهوى إيمانيَ الشّخصيّ
أن أخفيهِ في عينيَّ
في جلدي وفي قلبي السريع كنحلةٍ حمقاء
هل أستطيعُ تذكّرَ الأسماء
أسبوعَ الولادةِ واللقاء
بدايةَ الأشياء
أسرارَ التناغمِ في البكاءِ
وأن أرى في الماء غير الماء؟
هل تستطيعُ فراشةٌ
كانت تدور على دمِ القنديل
أن تختارَني
وتفكَّ ظلّي عن توهجّهِ
وتأخذني بعيدًا كالولد
أم هل أظلُّ هنا على الزلزال؟
رؤيا:
كان فستانًا طويلًا أصفرَ اللونِ
على جسمٍ نحيلٍ
رفعت فستانها
كي تعبرَ الماءَ الذي في الشعر
فابتلَّ الكلام.
وأنا الصبيُّ العاطفيُّ
أنا صديقُ فراشةِ الحدسِ العميق
أنا الذي وجدَ الرحيلَ ملائمًا
والشمسَ حرفيًّا
وأشياء تدلُّ على الحنين
فلمّها وأعادها لمزاجها الفنّي
فاستعصى عليه النوم.
لا تتغيّرُ الأيامُ
لا تتغيّرُ الأحلامُ
لا تأتين من جهةٍ مخالفةٍ
ولا تتهيّبين غيابَ عطري عن مخدّاتِ الشتاء
تكابرين
كأيِّ سيّدةٍ مرتّبةٍ
وقادرةٍ على إخفاءِ رغبتها
بضمِّ الذّكريات البيضِ كالأطفال
حينَ تمرُّ ثانيةً بشارعِ حبِّها الأثريّ
رؤيا:
يركضُ الناسُ الذين تأخّروا
وتظلُّ واقفةً بفستانٍ قصيرٍ
لامباليةً
كأبراجِ الحمام.
اقرأ/ي أيضًا: