30-مارس-2024
مطالبة بصفقة لتبادل الأسرى في قطاع غزة

(Getty) أعرب معظم وزراء الليكود، في المجلس الوزاري السياسي والأمني، عن دعمهم لمزيد من المرونة الإسرائيلية في المفاوضات بشأن صفقة التبادل

تتحرك مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بشكلٍ محدود، في ظل تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورفضه التنازل عن نقاط محورية في المفاوضات.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن بنيامين نتنياهو تحدث مع رئيس جهاز الموساد ديدي بارنياع ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، ووافق على سفر وفديهما إلى القاهرة والدوحة لمواصلة المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى. 

وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع رئيس الموساد الذي سوف يذهب إلى الدوحة، ورئيس الشاباك الذي سيذهب إلى القاهرة، ووافق على سفر وفود نيابة عنهم إلى القاهرة في الأيام المقبلة لمواصلة المفاوضات من أجل إطلاق تبادل الأسرى مع إمكانية مواصلة المفاوضات.

في لقاء جمع قيادة حركة حماس في قيادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أكد على شرط وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من كل قطاع غزة وحرية عودة النازحين، وإدخال المساعدات مع تبادل للأسرى

وقال مكتب نتنياهو اليوم الجمعة، إن المفاوضات "في هذه المرحلة، لن يحصل الوفد المهني الذي سيذهب إلى القاهرة على تفويض موسع وسيحاول استنفاد التفويض الحالي".

وبعد هذه الأنباء، قال القيادي في حماس محمود مرداوي للتلفزيون العربي: "لم يصلنا أي جديد بشأن صفقة التبادل والاحتلال يناقش الملف مع ذاته"، مضيفًا: "حقوق شعبنا لا تراجع عنها ومصرون على عودة النازحين إلى شمال غزة بشكل كامل".

وتابع للتلفزيون العربي: "ما بعد هذه الحرب يجب أن يكون نابعا من إرادة الشعب الفلسطيني فقط".

وفي لقاء جمع قيادة حركة حماس في قيادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أكد على أن "نجاح أي مفاوضات غير مباشرة يعتمد على أربع محددات أساسية، هي: وقف العدوان بشكل شامل وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من كل قطاع غزة وحرية عودة النازحين، وإدخال المساعدات واحتياجات شعبنا وأهلنا في القطاع مع تبادل للأسرى".

وخلال اجتماع الخميس، أعرب معظم وزراء الليكود، في المجلس الوزاري السياسي والأمني، عن دعمهم لمزيد من المرونة الإسرائيلية في المفاوضات بشأن صفقة التبادل، من بين أمور أخرى فيما يتعلق بمسألة عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، وذلك بحسب موقع "واللا" الإسرائيلي.

ويوم الأربعاء، زار رئيس الشاباك رونين بار القاهرة حيث التقى برئيس المخابرات المصرية عباس كمال، وبحسب مصدر مطلع على التفاصيل تحدث لـ"والا"، استضاف رئيس المخابرات المصرية، بار لتناول وجبة إفطار في رمضان. 

وبحث رئيس الشاباك مع نظرائه في القاهرة حول الجمود "المفاوضات بشأن صفقة إطلاق سراح المختطفين. كما ناقش الطرفان الأوضاع في الضفة الغربية على خلفية شهر رمضان، وكذلك مسألة معبر رفح و خطوات إضافية لتأمين الحدود بين مصر وقطاع غزة غداة الحرب".

وفي سياق متصل، أبلغت الإدارة الأمريكية دولة الاحتلال الإسرائيلي بأنها تتفهم موقفها في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بينها وبين حركة حماس، بشأن طلبها عدم الإخلاء التام لقوات الاحتلال من الممر الذي يقسم قطاع غزة إلى جنوب وشمال، كما أبدت تفهمها عدم السماح لسكان القطاع بالعودة إلى شمال القطاع دون قيود، بحسب إذاعة "كان ريشيت بيت" اليوم الجمعة.

وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية، أن الرسالة الأمريكية مهمّة في ضوء التوقعات بأن يطرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز، مبادرة جديدة في الأيام القريبة.

ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر مطّلعة لم تسمّها، قولها إن الرسالة من طرف المسؤولين في الإدارة الأمريكية تعني أنه حتى في حال طرح مبادرة جديدة في إطار محاولات التوصل إلى صفقة، ستكون هناك تفاهمات بين تل أبيب وواشنطن، بشأن الخط الذي تنتهجه إسرائيل، ومدى المرونة التي يمكن أن تبديها.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانًا، يوم الثلاثاء، زعم فيه أن موقف حماس في المفاوضات "يثبت بوضوح أنها غير مهتمة باستمرارها".

قال قيادي في حركة "حماس"، مطلع على جولات التفاوض غير المباشر لإرساء هدنة في قطاع غزة وتبادل الأسرى، إن "مسار المفاوضات يكشف أنه من ضمن خلفيات مماطلة حكومة الاحتلال، وإطالة فترات التفاوض، أسباب استخبارية، إذ تحاول أجهزة المعلومات الإسرائيلية اعتراض أي اتصالات أو رسائل يجرى تبادلها ما بين قيادات المقاومة داخل غزة وخارجها".

وأوضح القيادي في الحركة، لـ"العربي الجديد"، أن المقاومة "استوعبت ذلك سريعًا، وبدأت التعامل بحذر شديد، من دون أن يؤثر ذلك على قنوات التواصل الدائم والمتجدد بين القيادات داخل غزة وخارجها".

وكشف أنه "في الأيام الأخيرة، جرى تبادل المشاورات بين حركة حماس ووسطاء وضامنين دوليين، بشأن تراجع حكومة الاحتلال عن تفاهمات كان جرى التوصل إليها بضمانات عدد من الأطراف، منها تركيا ومصر وقطر، تضمنت عودة عمل الأجهزة الرسمية المدنية وعلى رأسها الشرطة، لضمان وصول المساعدات إلى مناطق الشمال وغيرها من مناطق القطاع".

وأوضح المصدر أن "الخطوة التي أقدم عليها جيش الاحتلال بإعادة اجتياح مجمع الشفاء الطبي ومحيطه جاءت بعدما فوجئ بظهور هياكل إدارية كاملة، وعودة شبه منتظمة لإدارات مدنية عدة، مسؤولة عن تنظيم حياة المواطنين".

وأشار إلى أن "ما دفع الاحتلال إلى شن عملية مجمع الشفاء، في الوقت الذي يخوض فيه معارك ضارية في مواجهة المقاومة في خانيونس، هو فشله في تحقيق إنجاز على صعيد إقناع العشائر في غزة بالتعاطي مع طروحاته الخاصة بتشكيل فرق أمنية منها تكون خاضعة لإشرافه، وذلك بعدما رفضت العائلات الكبرى تلك الخطوة".

وأوضح القيادي في حماس أن "الاحتلال كان يسعى بشكل مؤقت للسماح للأجهزة الإدارية الرسمية في غزة بالعمل إلى حين تشكيل فرق من العشائر تابعة له، وعندما فشل في ذلك، عجل بخطوة العملية العسكرية في مجمع الشفاء ومحيطه لإحداث مزيد من الفوضى".

وفي السياق، قال القيادي في حماس باسم نعيم، لـ"العربي الجديد"، إن "خياراتنا واضحة بالاستمرار في المقاومة والصمود، ولا خيار أمامنا للتراجع أو الاستسلام أو الانكسار"، مضيفًا: "وضعنا على الأرض قوي ومتماسك، وشعبنا لا يزال متمسكًا بحقه في الحياة الكريمة والحرية والعودة والاستقلال".

ورأى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "معني بإطالة هذه الحرب بشكل شخصي، باعتبار أنه هو أكثر المهددين في اليوم التالي للحرب، بأن يُحقّق معه، ولذلك هو معني بإطالة الحرب، بتوريط أطراف أخرى، وخصوصاً الأميركيين، في المنطقة".

وأضاف أن "نتنياهو والجيش والأمن، والكل داخل الكيان الصهيوني، يحركهم الشعور بالفشل، والخوف من اليوم التالي للمحاسبة، إضافة إلى الرغبة في الانتقام".

وتابع نعيم أنه "بالنسبة للمواقف الإقليمية، فلا أعتقد أنها تراجعت ولا تقدمت، لأنها لم تكن ضاغطة بالقدر الكافي لوقف الحرب بالأساس، ولم نجد تحركات ملحوظة في أي دولة بالمنطقة، ما عدا بعض التدخلات التي حصلت من بعض الدول، إضافة إلى ما قامت به قوى المقاومة في الإقليم لمساندة هذه المعركة، وغير ذلك، لم نشعر بتحركات جدية حقيقية لوقف هذا العدوان".

وتعليقًا على المفاوضات، قال نعيم: "نقوم بجولات على المستوى الإقليمي، واتصالات على المستوى الدولي، للدفع من أجل إنهاء هذا العدوان، والاستجابة لشروط المقاومة الفلسطينية لإنهائه".

أبلغت الإدارة الأمريكية دولة الاحتلال الإسرائيلي بأنها تتفهم موقفها في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بينها وبين حركة حماس

وأضاف: "نأمل من خلال هذه التحولات التي تحصل داخل الكيان الصهيوني، أو ما يحدث في الولايات المتحدة من تحولات ضاغطة في عام الانتخابات، إضافة إلى التحولات الأوروبية وغيرها، أن تؤدي في النهاية إلى إلزام هذا العدو بوقف العدوان".

وفي يوم الإثنين الماضي، قالت حركة حماس: "أبلغنا الإخوة الوسطاء أنَّ الحركة متمسكة بموقفها ورؤيتها التي قدَّمتها يوم 14 مارس الجاري؛ لأنَّ ردَّ الاحتلال لم يستجب لأيٍّ من المطالب الأساسية لشعبنا ومقاومتنا: (وقف إطلاق النار الشامل، الانسحاب من القطاع، عودة النازحين، وتبادل حقيقي للأسرى)".

وأكدت على "أنَّ نتنياهو وحكومته المتطرّفة يتحمَّلون كامل المسؤولية عن إفشال كلّ جهود التفاوض، وعرقلة التوصل لاتفاق حتى الآن".