12-ديسمبر-2022
gettyimages

جندي أوكراني خلال القتال على جبهة باخموت بمنطقة دونيتسك يوم السبت (Getty)

ترافق التصعيد العسكري الروسي في أوكرانيا مع حراك دبلوماسي موازٍ محطّتاه الرئيسيتان باريس وأنقرة، ففي الوقت الذي بحث فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون التحضيرات الجارية لتنظيم مؤتمرين في باريس لدعم أوكرانيا، كان يبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ملف تصدير الحبوب والغاز وذلك بعد توقف ميناء أوديسا الأوكراني عن العمل بسبب المعارك والقصف الذي ارتفعت وتيرته بين يوم الأحد وليل الاثنين.

ترافق التصعيد العسكري الروسي في أوكرانيا مع حراك دبلوماسي موازٍ محطّتاه الرئيسيتان باريس وأنقرة

تصعيد ومعارك محتدمة على أكثر من جبهة

وفي تفاصيل التطورات الميدانية أكّدت تقارير إعلامية قادمة من أوكرانيا أن القوات الروسية شنّت خلال الـ 24 ساعة الماضية أكثر من 17 ضربةً جويةً وأكثر من 60 هجومًا صاروخيًا استهدفت مناطق متفرقة على طول ضفتيْ نهر دنيبرو في خيرسون ومناطق متفرقة في لوغانسك. وقالت القوات الأوكرانية إنها تمكنت من صد الهجمات التي تعرضت لها، بالإضافة لمنع تقدم القوات الروسية باتجاه مدينة باخموت.

وتحدثت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية عن تصاعد حدة القصف المتبادل على طول ضفتي نهر دنيبرو في خيرسون، مشيرةً إلى أن قواتها صدت هجمات روسية في عدد من مناطق لوغانسك ومنعت تقدم القوات الروسية باتجاه مدينة باخموت في دونيتسك.

getty

ولم تذكر السلطات الأوكرانية وقوع ضحايا جراء عمليات القصف، لكن في المقابل أفادت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة زاباروجيا أنّ القصف الذي قامت به القوات الأوكرانية أدّى إلى مقتل 10 أشخاص، وإصابة 3 آخرين في مدينة ميليتوبول، واتهمت السلطات الموالية لروسيا القوات الأوكرانية باستهداف منشآت مدنية بينها منتجع سياحي اشتعلت فيه النيران وما تزال عمليات الإنقاذ فيه مستمرة. ويكتسب الهجوم الأوكراني على ميليتوبول أهمية باعتبار أن السيطرة عليها ستمنح أوكرانيا طريقًا مباشرًا تجاه شبه جزيرة القرم. في ذات السياق أفادت القوات الروسية أنها صدّت سلسلةً من الهجمات الأوكرانية جنوب دونيتسك، وتمكنت من إحراز تقدم في محور كراسني ليمانسك.

حراك دبلوماسي موازٍ

أدّى القصف الروسي المستمر منذ يومين بحسب الحكومة الأوكرانية إلى توقف ميناء أوديسا عن العمل يوم الأحد بسبب الهجمات الروسية على شبكة الطاقة بالمنطقة في ظل مخاوف من تعليق تصدير الحبوب، خاصةً أن ميناءي تشورنومورسك وبيفديني، المسموح بتصدير الحبوب الأوكرانية من خلالهما بموجب اتفاق مع روسيا، يعملان بشكلٍ جزئي.

والمباحثات التي جرت يوم الأحد بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين ليست بعيدةً عن هذا التطور، فقد بحث الرئيسان حسب مصدر تركي "إمدادات الحبوب"، وفي هذا السياق أعلنت الرئاسة التركية أن "الرئيس أردوغان عبر عن أمله الصادق في انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية في أسرع وقت ممكن". وأضافت الرئاسة التركية أن "أنقرة وموسكو يمكنهما بدء العمل على تصدير منتجات غذائية أخرى وسلع أساسية عبر ممر الحبوب في البحر الأسود".

بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي تحضيرات مؤتمرين جديدين لدعم أوكرانيا

وفي سياق متصل، بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "تحضيرات مؤتمرين جديدين لدعم أوكرانيا يُعقدان يوم الاثنين والثلاثاء في باريس"، وبحسب تغريدة نشرها ماكرون على تويتر يتناول المؤتمر الأول سبل "تلبية احتياجات أوكرانيا خلال الشتاء"، ويتناول المؤتمر الثاني "التباحث مع الشركات الفرنسية التي تنخرط في إعادة إعمار أوكرانيا". فيما قال الرئيس الأوكراني في تغريدة نشرها على تويتر: "لقد نسّقنا مواقفنا قبل قمّة افتراضية مع مجموعة السبع ومؤتمر دعم في باريس. وناقشنا تطبيق خطّتنا للسلام التي تتضمن 10 نقاط، والتعاون في مجال الدفاع واستقرار قطاع الطاقة".