24-نوفمبر-2022
تسيطر روسيا على المحطة النووية من آذار/ مارس (Getty)

تسيطر روسيا على المحطة النووية منذ آذار/ مارس (Getty)

تتعرض محطة زاباروجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا لقصف مُتكرر في الفترة الأخيرة، مما يثير المخاوف من وقوع كارثة نووية، تذكر بأسوأ كارثة نووية شهدتها البلاد في تشرنوبيل عام 1986، وتتبادل كل من أوكرانيا وروسيا الاتهامات بالوقوف وراء 12 هجومًا وقع قرب المحطة.

تتعرض محطة زاباروجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا لقصف مُتكرر في الفترة الأخيرة

 وفي آخر التطورات، أعلن فريق خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تسجيل أضرار كبيرة بمحطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا، بعد تعرضها للقصف قبل يومين، وأوضح الفريق أنهم "اكتشفوا خلال جولتهم أضرارًا واسعةَ النطاق، لكن دون الإضرار بالأنظمة الأساسية للمحطة"، وأضاف الفريق أن "مفاعلات المحطة مستقرة حاليًا، وأنهم بصدد تقصي مستويات الوقود والمواد المشعة"، حيث أشار الفريق إلى أنهم "تمكنوا من التأكد أنه على الرغم من شدة القصف بقيت المعدات الرئيسية سليمة ولا توجد مخاوف فورية تتعلق بالسلامة أو الأمن النووي".

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن "أوكرانيا نجت من كارثة خلال القتال الذي وقع في مطلع الأسبوع عند أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، استخدم فيه وابلًا من القذائف سقط بعضها بالقرب من المفاعلات وألحق أضرارًا بمبنى لتخزين النفايات المشعة".

بدوره، قال المدير العام للوكالة رافاييل ماريانو جروسي، في بيان نشر الأحد "مرةً أخرى، كنا محظوظين لأنه لم يحدث حادث نووي خطير محتمل، وفي المرة المقبلة قد لا نكون محظوظين جدًا، ويتعين علينا أن نفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أنه لن تكون هناك مرة مقبلة"، وجدد جروسي دعوته "لاتخاذ تدابير عاجلة لحماية محطة زاباروجيا النووية، فضلًا عن منع وقوع حادث نووي خلال الصراع المسلح الحالي في أوكرانيا". يشار إلى أن الكهرباء انقطعت عن المحطة.

من جانبه، أعرب مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن قلقه البالغ إزاء القصف الأخير على محطة زاباروجيا للطاقة النووية، منوهًا إلى أن المحطة تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني، وغرد بوريل عبر حسابه في تويتر، وكتب إن "الاستيلاء على المحطة غير مقبول"، مشددًا على أهمية "إنهاء المقامرة النووية من جانب روسيا"، وجدد دعم الاتحاد الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومديرها العام رفاييل ماريانو جروسي، لإنشاء منطقة أمان نووية حول محطة زاباروجيا.

في المقابل، قالت الرئاسة الروسية في بيان لها إن "عدم تمتع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصلاحية الكشف عن الطرف المسؤول عن قصف محطة زاباروجيا النووية مدعاة للأسف"، وأضاف البيان أنه "يجب مطالبة أوكرانيا بسحب أسلحتها الثقيلة من محيط محطة زاباروجيا ووقف القصف"، وأشار بيان الرئاسة إلى أن "موسكو تعتبر بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التهديد بقصف محطة زاباروجيا النووية موقفًا إيجابيًا".

وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت الاثنين، أنّ "نظام كييف يواصل اللعب بالنار، ويقوم باستفزازات جسيمة وغير مسؤولة ضد محطة زاباروجيا للطاقة النووية"، موضحةً أن "القوات المسلحة الأوكرانية استأنفت بعد فترة من الهدوء قصفها بالمدفعية للأراضي الواقعة داخل محيط المحطة، ومرةً أخرى تتعرض بنيتها التحتية الحيوية وحياة العاملين هناك وصحتهم للتهديد"، وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أنّ "الوضع في محطة زاباروجيا للطاقة النووية، بعد قصف كييف، كان يتأرجح على نحو حرج، ويمكن أن تتبعه كارثة".

وفي تعقيبه على القتال الدائر في محيط المحطة النووية، قال البيت الأبيض يبدو إن روسيا مستعدة لزيادة مخاطر وقوع حادث نووي من شأنه أن يلحق الضرر بالمنطقة بأكملها.

وتحتوي محطة زاباروجيا للطاقة النووية على 6 مفاعلات صممها الاتحاد السوفياتي، وتسمى مفاعلات "القدرة المائية في إي آر-1000 في-320″، التي يتم تبريدها بالماء وتهدئة نيوتروناتها أيضًا بالماء، وتعمل باليورانيوم 235، وهي المحطة الكبرى في أوروبا وواحدة من أكبر محطات الطاقة في العالم.

سيطرت القوات الروسية على المحطة في أوائل آذار/ مارس الماضي، ويستمر فنيون أوكرانيون في تشغيلها

وسيطرت القوات الروسية على المحطة في أوائل آذار/ مارس الماضي، ويستمر فنيون أوكرانيون في تشغيلها لكن وحدات عسكرية روسية خاصة تحرس المنشأة، كما يقدم متخصصون نوويون من روسيا المشورة. أمّا القتال الدائر في محيطها الآن، فهو يهدد العالم بإمكانية حصول كارثة نووية.