28-أبريل-2016

طلاب مصر مهددون بالاختفاء القسري والاعتقال العشوائي (Getty)

لابد أن يكون لطلاب مصر وقفة، الأمن يبتلعهم من الجامعات، الضبط والإحضار يحصدهم من الشوارع، الإخفاء القسري ينتظرهم في الأقسام، كل الطرق تأخذهم إلى الجحيم، وهم بلا نقابة تحميهم، ولا اتحاد طلاب رسميّ معترف به يدافع عنهم، ويفتش عن أدلة براءة معتقليهم.

الحركة الطلابية في مصر "معطّلة" بأوامر عليا، منذ قرر وزير التعليم العالي، ألا يعتمد نتيجة انتخابات "طلاب مصر"

الحركة الطلابية في مصر "معطّلة" بأوامر عليا، منذ قرر وزير التعليم العالي، أشرف الشيحي، ألا يعتمد نتيجة انتخابات "طلاب مصر"، ولا أحد يبحث عن حقوق الطلاب، لا المعتقلين، ولا المنتظمين في الدراسة، ولا إحصاء رسميّ بأعداد الطلاب المقبوض عليهم، سواء في اشتباكات أو تغطيات صحفية أو ظروف عادية. المتوفر حتى الآن إعلانات كليات الطلاب عن "اختطافهم" من داخل الحرم الجامعي.

اقرأ/ي أيضًا: الاختفاء القسري في مصر.. تنكيل السلطة بالطلاب

بدأت كرة اختطاف الطلاب بكلية الهندسة جامعة القاهرة، حيث اختفى 12 طالبًا من محطة مترو المعادي خلال عودتهم من رحلة تابعة لنشاط طلابي في محمية وادي دجلة، وهم: أحمد سامي، وأحمد فهمي، وعبد الكريم محمد، ومحمد عبد القادر، وأحمد سلامة، وإبراهيم أحمد، وخالد صلاح، وإبراهيم عزت، ورامي شبانة، ومحمد الجندي، ومعاذ طارق.

وتبين فيما بعد أن قوات الأمن ألقت القبض عليهم "دون إبداء أسباب" حتى الآن. وعلق اتحاد طلاب جامعة القاهرة على الأزمة في بيان رسمي، قائلًا: "بعد جهود ومباحثات مع العديد من الجهات أكدوا لنا أنه سيتم الإفراج عن الطلاب خلال ساعات". وهو التأكيد الرسميّ الذي يعني أن القبض كان عشوائيًا، ويدخل في باب "الإخفاء القسريّ". وأعلن طلاب "هندسة ميكانيكا القاهرة" الإضراب المفتوح، والدخول في اعتصام، لحين الإفراج عن زملائهم المعتقلين.

وفي طنطا، ألقت قوات الأمن القبض على ثلاثة طلاب من داخل الجامعة خلال احتجاجات "تيران وصنافير"، ما اعتبر اختطافًا دون وجه حق، وهو الدفع القانوني الذي دفع به محامي اتحاد طلاب جامعة طنطا خلال تقديمه بلاغًا بإخفائهم، فيما ظهر الطلاب الثلاثة، مؤخرًا، بشكل مفاجئ في محكمة طنطا لعرضهم على النيابة العامة، وتم تجديد حبسهم خمسة عشر يومًا، وأشار شهود عيان إلى تعرضهم للتعذيب، حيث حملت وجوههم آثار ضرب عشوائي وكدمات.

ولا يزال القبض العشوائي دائرًا في جميع محافظات مصر، و"الحرس الجامعي" الذي تم إلغاؤه انتقل فقط من داخل أسوار الجامعة إلى خارجها، مواصلًا حصد عدد من طلاب الجامعات في ظروف مختلفة، حيث سقط آسر أسامة، طالب "إعلام القاهرة"، المتدرب في صحيفة "الوطن" المصرية، خلال تغطيته احتجاجات "25 أبريل" بالقاهرة، وتم إطلاق سراحه على ذمة القضية إلى حين انتهاء التحقيقات. وجرى احتجاز إسلام مرعي عبد الجابر، 19 عامًا، طالب "زراعة بنها"، في معسكر "الجبل الأحمر"، الذي أصبح مؤخرًا معادلًا موضوعيًا لـ"سجن العقرب" في الظروف السيئة والعنف الممارس ضد "نزلائه".

لا يزال القبض العشوائي دائرًا في جميع محافظات مصر، و"الحرس الجامعي" الذي تم إلغاؤه انتقل فقط من داخل أسوار الجامعة إلى خارجها

اقرأ/ي أيضًا: طلبة مصر أمام القضاء!

وكشفت صفحة "الطلاب مش هتبيع"، المعبرة عن احتجاجات الطلاب على التنازل عن "تيران وصنافير"، عن المقبوض عنهم لتظاهرهم ضد القرار، وهم: محمد البلشي (أكاديمية الشروق) وهيثم يوسف وعبد الرحمن عادل وجوزيف سعيد ومحمد صلاح (جامعة أسيوط)، وعبد الرحمن زيدان (جامعة حلوان)، ومحمد خالد (هندسة العاشر)، وزياد طارق وعمر علام (جامعة عين شمس)، وعمر ياسر (معهد فندقة)، وميريت عبد المولى عطية (اقتصاد وعلوم سياسية بالقاهرة).

وتعليقًا على حملات القبض العشوائي، أصدرت حملة "الطلاب مش هتبيع" بيانًا يسخر من وعود عبد الفتاح السيسي قالت فيه: "كيف يحدثنا النظام عن أن هذا العام هو عام الشباب ثم يتم القبض على ثلاثة طلاب غلبهم حسهم الوطني وآلمهم التنازل عن جزء من وطنهم فقرروا مشاركة باقي زملائهم في تظاهرة سلمية للتعبير عن رأيهم مستخدمين حقهم الدستوري".

وعبر عبد الله أنور، رئيس اتحاد طلاب مصر المنحلّ، ورئيس "طلاب القاهرة"، عن غضبه من "اختطاف الطلاب"، قائلًا: "لا يوجد أي دستور أو قانون يمنع أو يحاسب أي مواطن في التعبير عن رأيه وكذلك لا يحق لأحد أن يجعل نفسه وصيًا علي رأي الآخر، من غير المقبول أن نعود إلى عصور الظلام في أن يُهان طالب أو يتم القبض عليه بسبب آرائه في قضايا وطنه". وتواصل "الترا صوت" مع مصادر أمنية مختلفة رفضت التعليق على الاعتقال العشوائي للطلاب سواء من داخل الجامعات أو خارجها، أو الإدلاء بأي معلومات حول القضايا المنتظرة.

اقرأ/ي أيضًا:

الاختفاء القسري "للورد الي فتح في جناين مصر"!

الفصل التعسفي.. سلاح السلطة في وجه طلاب مصر