21-أكتوبر-2015

طلبة في إحدى الجامعات السورية(لؤي بشارة/أ.ف.ب)

يتساءل كثيرون عن المستوى العلمي الأكاديمي للجامعات السورية بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، وعن الجامعات السورية المعترف بها دوليًا، ومواصلة مجلس التعليم العالي ووزارة التعليم تطبيق نفس السياسات، والتي يقال عنها إنها قد ضاعفت من مشاكل التعليم العالي في سورية وأوصلته إلى مستوى لا يحسده عليه أحد.

توجد عدة تصنيفات عالمية للجامعات منها التصنيفات السنوية لأفضل خمسمئة جامعة أو أفضل ألف جامعة وهناك أيضًا تصنيف اليونسكو، الذي يصدر كل أربع سنوات، وتقوم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" خلاله بتجديد دوري لاتفاقات الاعتراف المتبادل للشهادات مع مختلف الدول وعلى أساس الالتزام الصارم بمعايير التعليم الجامعي العالمية، وكل ذلك يساعد في تحديد عدد من المعايير للجامعات المعترف بها عالميًا في سوريا وغيرها من بلدان العالم. 

أدرجت أربع  جامعات سورية  بالتصنيف العالمي لليونسكو وهي جامعات دمشق وجامعة حلب وجامعة  اللاذقية وجامعة حمص

وتقوم "اليونسكو" أثناء ذلك بتصنيف أفضل عشرين ألف جامعة كل أربع سنوات على أساس هذه المعايير المعتمدة عالميًا، وعلى أساس ذلك أدرجت أربع جامعات سورية بالتصنيف العالمي لليونسكو وهي جامعات دمشق وحلب واللاذقية وحمص، وهي بذلك أربعة من الجامعات المعترف بها عالميًا في سوريا. لكن تراجع التصنيف العالمي لجامعات اللاذقية وحمص، وتهدد منظمة اليونسكو بسحب الاعتراف العالمي عن الشهادات الجامعية السورية إذا ما استمرت السياسات التي تتسبب في تراجع جودة التعليم وتهدد مكانة التعليم العالي في سوريا. ترى اليونسكو أن التوجه "غير المدروس" نحو زيادة الجامعات الخاصة على رأس هذه السياسات السلبية إضافة إلى المشاكل العديدة في الكليات العلمية مثل كليات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والهندسة، وكل ذلك يهدد مكانة الجامعات السورية المعترف بها دوليًا. 

تهدد اليونسكو بسحب الاعتراف عن الشهادات الجامعية السورية إذا ما استمرت السياسات التي تتسبب في تراجع جودة التعليم

ويتم حاليًا دراسة قرار في مجلس التعليم العالي ووزارة التعليم العالي السورية لتحديد عدد الطلبة الملتحقين بكليات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة بكتلة واحدة في حدود ثمانمئة طالب سنويًا فقط، وهذا يعني ضمنيًا تخفيض عدد المقاعد في الجامعات الحكومية وعدم زيادتها ودعم توجيه الطلبة نحو الجامعات الخاصة، التي يشكك كثيرون في جودة تعليمها. كما أن هذا القرار يضرب مبدأ استقلالية الكليات فكل كلية من هذه الكليات العلمية لها عمادة ومخابر ومناهج خاصة بها والمنطقي أن تكون مستقلة ومن الممكن أن تساهم عملية دمجها في تهديد مكانتها العلمية.

إن السياسات الارتجالية للنظام ومؤسساته التعليمية قد أساءت للجامعات السورية وجودة التعليم فيها وقد يؤثر على عدد الجامعات السورية المعترف بها دوليًا وسمعتها. ويبدو أن القرار الذي يستهدف الكليات العلمية هو "أول القرارات المستهترة"، لذلك يتحتم على طلاب هذه الكليات التحرك والدفاع عن جامعاتهم وكلياتهم التي أصبح وجودها على المحك وبالتالي أصبح مستقبلهم عرضة للخطر أيضًا، بعد أن كانت الجامعات السورية مقصدًا مهمًا للطلبة العرب والأجانب بفضل تميزها في عدد من التخصصات خاصة في الآداب وعلوم اللغة والدراسات التاريخية والشرعية، حيث كان يؤمها الطلبة من مصر وتركيا وماليزيا وإندونيسيا وغيرها من الدول. 

اقرأ/ي أيضًا: 

طلبة سورية مدعوون للثورة من جديد

المدن الجامعية في سورية..أرهقتها الحرب

سورية..الفصل من الجامعة بتهم سياسية