16-أبريل-2024
جنود روس على جبهات القتال شرق أوكرانيا

(epa) تعاني القوات الأوكرانية من نقص حاد في الذخيرة

تستغل روسيا معاناة القوات الأوكرانية من نقص الذخيرة وقذائف المدفعية لتكثيف هجومها على جبهة دونيتسك شرق أوكرانيا، حيث يسمح انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة لمدرعات موسكو بالتحرك بسلاسة نحو الخطوط الدفاعية الأوكرانية، بحسب صحيفة "إل باييس" الإسبانية.

وفي وقت سابق، السبت الفائت، حذّر القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، من مضاعفة موسكو لعدد دباباتها ومدرعاتها في الهجوم الذي تشنّه شرق أوكرانيا، مستفيدةً من تأخر أمطار الربيع التي تحوّل الريف الأوكراني إلى مستنقع يعيق حركة المدرعات الثقيلة.

واعترف سيرسكي بأن الأوضاع الميدانية في دونيتسك تدهورت بشكل كبير، مؤكدًا صعوبة الوضع العسكري الأوكراني شرق البلاد. وهو ما أكده أيضًا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الأحد الفائت، بعد يوم على سيطرة القوات الروسية على قرية بيرفومايسكي بعد تقدّمها مسافة 10 كيلومترات من مدينة أفدييفكا، في دونيتسك، التي سيطرت عليها في شباط/فبراير الفائت.

كثّفت القوات الروسية من هجومها على جبهة دونيتسك مستغلةً معاناة القوات الأوكرانية من نقص الذخيرة

وذكرت "إل باييس" أن القوات الروسية تتقدم من مدينتي أفدييفكا ودونيتسك باتجاه بلدة بوكروفسك الواقعة في الجزء الجنوبي من مقاطعة دونيتسك. ويُظِهر مقطع فيديو متداول للتقدّم الروسي الغياب التام للمدفعية الأكرانية وراجمات الصواريخ المضادة للدبابات، والتي كانت تتمكن سابقًا من إيقاف تقدّم أرتال الدبابات والمدرعات.

وتحاول القوات الأوكرانية إبطاء تقدّم مركبات المشاة الروس باستخدام قذائف الهاون. وقالت "إل باييس" إن السلاح الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه أوكرانيا اليوم، في ظل النقص الحاد في الذخيرة وقذائف المدفعية، هو أسطولها الضخم من الطائرات المسيّرة: "التي تمكنها من إبقاء العدو بعيدًا على الرغم من التوفق الروسي في العدد والأسلحة".

وفي 12 نيسان/أبريل الجاري، قال مقدّم أوكراني لصحيفة "التلغراف" البريطانية إن: "الشيء الوحيد الذي يمنع روسيا من تحقيق اختراق على جميع الجبهات هو الطائرات بدون طيار"، مضيفًا بأن الوضع في شرق أوكرانيا أصبح اليوم أكثر سوءًا نتيجة نقص الذخيرة والقذائف.

وكان زيلينسكي قد حذّر، في نهاية آذار/مارس الفائت، عبر صحيفة "واشنطن بوست"، من أن المسيّرات لا يمكنها أن تحل محل المدفعية والبطاريات المضادة للطائرات أو الأسلحة بعيدة المدى، مؤكدًا أن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى هذه المعدات في الوقت الذي يستمر فيه توقف نقل المساعدات العسكرية الأمريكية نتيجة الخلافات في الكونغرس.

وبحسب زيلينسكي، لا تملك القوات الأوكرانية سوى 25 بالمئة من الذخيرة التي تحتاجها لمقاومة التقدم الروسي. والأمر نفسه بالنسبة إلى الأسلحة المضادة للطائرات، حيث تعاني أوكرانيا من نقص حاد في الذخائر استغلته روسيا لضرب المدن الأوكرانية البعيدة عن خطوط القتال، بل وحتى ضرب جبهات القتال نفسها، دون خوف من إسقاطها.

وتسعى روسيا في الوقت الحالي إلى السيطرة على مدينة تشاسيف بار الواقعة على بعد 5 كيلومترات من باخموت، وتُعتبر هدفًا رئيسيًا لروسيا التي تسعى إلى السيطرة على 40 بالمئة من مقاطعة دونيتسك بحسب "إل باييس".

وقال معهد دراسات استراتيجية ودفاعية أوكراني، الأحد الفائت، إن الوضع الحالي يهدِّد بخسارة أوكرانيا لكامل مقاطعة دونيتسك، سيما في ظل محاولات روسيا الدؤوبة للوصول إلى تشاسيف بار التي تعتزم السيطرة عليها بحلول 9 أيار/مايو القادم، تزامنًا مع احتفالات انتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، بحسب سيرسكي.

ولفت سيرسكي إلى ضرورة تحسين جودة تدريب الجنود، سيما من الناحية النفسية، وذلك في إشارة إلى الإرهاق الذي يعاني منه مئات الآلاف من الجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون منذ أكثر من عامين. ويعوّل الجيش الأوكراني على حملة التعبئة الأخيرة التي ستضيف ما يقرب من 400 ألف مجند إلى القوات المسلحة الأوكرانية، على أن يكونوا جاهزين للقتال في صفوفه خلال فصل الصيف.