يُخصص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعية، كل جمعة، للفنّ التشكيليّ كي يحدّثنا أهله عن عوالمهم ومعنى أن نكون فنّانات وفنّانين. إنها محاولة لاكتشاف التجارب عبر العودة إلى بداياتها، والوقوف على تحولاتها وما ظل ثابتًا فيها، مما يجعلها مقاربة للسيرة، أو نبشًا في خلاصتها.
نزار صابور فنان تشكيلي من مواليد مدينة اللاذقية عام 1958. حاصل على شهادة بكالوريوس في الفنون الجميلة، اختصاص تصوير، من جامعة دمشق عام 1981. وعلى شهادة دكتوراه فلسفة في علوم الفن من أكاديمية ستروغوف في موسكو عام 1990.
شغل منصب رئيس قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق بين عامي 2005 – 2008. وعميد كلية الفنون في الجامعة الدولية الخاصة بين 2011 – 2013. أقام أكثر من 60 معرضًا فرديًا بين 1976 – 2023 داخل سوريا وخارجها، كما شارك في عشرات المعارض الجماعية، ونال العديد من الجوائز.
متى وجدت نفسك فنّانًا؟ وما الذي يعنيه ذلك؟
في نهاية المرحلة الدراسية الإعدادية، عام 1973، اعتقدت بأني اخترت طريق حياتي. وبعيدًا عن أفكار الفلاسفة وعلماء النفس، كان اعتقادي غير واضح الأسباب؛ هل بسبب أختي التي كانت ترسم في عائلتنا الكبيرة، وأنا الصغير الذي تشرّب وتأثّر بمحبة الفن؟ أم هي البذرة الموجودة بالداخل ففاضت بوجود محرّضٍ ما؟
المهم أن العمر مر سنةً بعد سنة، ومعرضًا بعد معرض، وأنا لا زلت مشغولًا ومهمومًا بالفن الذي أصبح طريقًا. ويعني هذا الكلام بأن الفن ورطة العمر، يأخذ ويستأثر بك ولا يرضى مشاركته مع أي شيء آخر.
- ما هو الشكل الفني الذي انشغلت فيه؟ ولماذا هو بالذات؟
اشتغلت على أشكال فنية متعددة خلال التجربة، وتأثّرت بروح الشرق وبنتاج فنانين عرب وسواهم، وبمعطيات الفن العالمي، لكن بالنتيجة ولأسباب موضوعية لها علاقة بالنشأة والجغرافيا والتاريخ، أشتغل بشكلٍ فني أريده أن يكون مشرقيًا.
- هل هناك نقاط تحوّل أثّرت بإنتاجك، سواء كانت أعمالًا فنية أو أشخاصًا أو كتبًا؟
بالطبع، كثيرًا ما تأثرت بأعمال فنية وأفكار، وأذكر دائمًا لقائي مع الروائي السوري حنا مينة في مناسبة ثقافية سنة 1995 على ما أعتقد. حينها قال لي: "انزل إلى الأرض بعملك، فهو غير مفهوم لغالبية البشر". لم أكثرت، ولكن بعد أعوام من التجربة أصبحت أكثر أرضية، بمعنى أنه تجلّى موقفي من الحياة بشكل أوضح.
- إذا كان العمل الفني لغة بصرية فما هي مفردات هذه اللغة؟
للعمل الفني، مثل أي طريقة تعبير أخرى، مفرداته الخاصة: الألوان والخطوط والتقنية التي يجب أن تُصبح دماء الشكل الفني، الذي يقدّم موضوع الفنان المقترح.
- هل يعتمد منتجك الفني على الاستيراد من العالم الخارجي أم على التصدير من عالمك الداخلي؟
باستمرار الحياة المتدفقة والمحيطة بالفنان تلهمه مواضيعه، لكن الموضوع يعالج بداخل الفنان و يصدر إلى المنتج.
- ما الذي تغيّر فيك؟ وما الذي ظلّ ثابتًا؟
تغيّرت كثيرًا، أقلعت عن التدخين، أصبحت أكثر عزلة، ازداد إنتاجي الفني وتغيّرت معالجتي له، كما أريد أن تتغيّر دائمًا، ولا زلت مستمرًا بالإنتاج وبإقامة معارضي.
