15-سبتمبر-2023
الرسام العراقي صفاء سالم إسكندر

الشاعر والرسام العراقي صفاء سالم إسكندر (الترا صوت)

يُخصص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعية، كل جمعة، للفنّ التشكيليّ كي يحدّثنا أهله عن عوالمهم ومعنى أن نكون فنّانات وفنّانين. إنها محاولة لاكتشاف التجارب عبر العودة إلى بداياتها، والوقوف على تحولاتها وما ظل ثابتًا فيها، مما يجعلها مقاربة للسيرة، أو نبشًا في خلاصتها.


صفاء سالم إسكندر شاعر ورسام عراقي من مواليد بغداد عام 1990. حاصل على بكالوريوس علوم كيمياء من الجامعة المستنصرية. صدر له: "تنغيم سيرة الوردة"، و"أغنيات لليوم التالي"، و"حيث أبدأ وأنتهي"، و"طفولة جان". تُرجمت نصوصه إلى اللغة الإسبانية والإيطالية والفارسية. أُقيم معرضه الشخصي الأول في مدريد تحت عنوان "موسيقى شرقية"، وله معرض مشترك أُقيم في هولندا مع الفنان الإيراني نيما خدايار بعنوان "لا حرب بل فن".


  • متى وجدت نفسك فنانًا؟ وما الذي يعنيه ذلك؟

يمكنك أن تجد الشعر في مرحلة متأخرة، الفن عكسه، ذلك أنك تتعرف إلى هذا العالم منذ الطفولة، العبث ومحاولة مسك اللون باليد والعين. هذه أولى العتباتات لمجاراة المبهم في هذا العالم. الفن محاولة لإثبات صدقنا والتعرف إلى ملامح التجريد الوجودية من خلال ما نصنعه رغم بعد المقاربة، لكن هذا ما يمنحنا الرغبة في التأمل والمداومة.

  • ما هو الشكل الفني الذي انشغلت فيه؟ ولماذا هو بالذات؟

أحاول في رسومي أن أُعيد تلك المشاهد التي أريد لها أن تظل معي من خلال اللون أو الخطوط. بصورة عامة، أعتمد على أدبياتي كثيرًا في هذه المسألة، قد لا يروق ذلك، لكنها الحقيقة، أحاول أن أكون شاعرًا حتى في الرسم.

يُدهشني الديك والفراشة، ألوانهما تحضر في عالمي.

  • هل هناك نقاط تحول أثرت بإنتاجك، سواء كانت أعمالًا فنية أو أشخاصًا أو كتبًا؟

بالتأكيد، هنالك أعمال فنية ملهمة بشكل كبير، مثل لوحات سيزان وماتيس، والماهر مونيه الذي أتعجب كيف له أن يجيد استخدام اللون الأبيض بهذه الطريقة الخاصة والساحرة، الصانع الذي يعرف الوردة ويدين لها بالكثير. ذكرت في كتابي "حيث أبدأ وأنتهي" بأني أتمنى الكتابة مثلما يرسم مونيه الوردة.

  • إذا كان العمل الفني لغة بصرية، فما هي مفردات هذه اللغة؟

أرسم في رأسي كثيرًا، عندما أستيقظ وعندما أذهب إلى النوم. كل ما يدور في رأسي عبارة عن أشكال أعتمد عليها فيما بعد، أو أنها تظهر بتلقائية مثل مواد عتيقة ألصقها مثل ورق الجرائد أو المجلات لتصاحب الحاضر من خلال ما أسعى إلى تكوينه.

  • هل يعتمد منتجك الفني على الاستيراد من العالم الخارجي أم على التصدير من عالمك الداخلي؟

ليس هنالك أهم من الفراغ لخلق هذا التوازن والفصل بينهما في ميزان حسن، نُعاين من خلاله ما تكرر في هذه المساحة الكبيرة التي نعرفها بالخيال، لا نهائية، وغير مرئية بشكل كامل، ومن هنا تأتي الإضافات المهمة إلى عالمنا الواقعي.

  • ما الذي تغير فيك؟ وما الذي ظل ثابتًا؟

كل شيء يتغير مع الوقت، وهذا من الثوابت، اليوم ليس غدا، واللذة هي السبيل، هي المحسوس للتقرب من الجوهري بصورته التي نريد أن نراها به، فاذا فقدنا اللذة نفقد الشغف والمتعة.