15-يوليو-2020

لوحة لـ هوارد هودجكين/ بريطانيا

 

تتفعى حولي أسمالُ ليالٍ

خضبها زبدُ التكرارِ

وسماءٌ تنشدُ جُرحَ الأرض الأول؛

كيما يحوي جسدًا تنهكه الذكرى،

جسدٌ كالسمِ يسير بلا قدمين،

نسرٌ أعمى يطرق أبوابَ الغيمِ، فلا باب!

عنَّبتكِ زنبقةً بيضاءَ توارى

في جسدِ البحرِ الأبهى،

لكن رثائي للرغبةِ غصنٌ يحملكِ

والوردةُ -أنتِ - أشهى من عطرٍ يتسربُ من أعناق الخيل.

سميتك الماءَ

فتلاشى فوقَ يديَ الشلال؛

هباءُ زعنفكِ المنثورُ على كتفي.

تسقطُ من أطلال الليل عيونُ الفجرِ على صدري

فتُرين وقد خاصمكِ الضوءُ يواقيت!

ينزلقُ على حدةِ برقِ شفاهِكِ موتٌ لازب

أو طينٌ من أسلاف هجروا البحرَ

بحثًا عن قبرٍ لا يخدشه الموجُ،

عيني، بئر جفَّ من التحديقِ

لولا غمرةُ وجهٍ، جعلتْ في البئر سماءً أخرى

تتقافزُ فيها الشهبُ أرانب جفلى،

أينعكِ الصمتُ

وأنا أرقتني هدأةُ سمٍ يتسربُ بين شقوق الكلمةِ

توريةٌ؟ أم تنهيدة؟

لم يمحُ ليلُ البعدِ سوى ظلِ الشجرةِ

لكن الشوقَ تجذرَ فيَّ

حتى لو جففَ حمأ النسيانِ غُصينَ اللهفةِ

ستبقى الشجرةُ

 ذكرى الضوءِ المدفونِ

في جسدِ الأوراق المُخضَّر ...

 

اقرأ/ي أيضًا:

أقل ما يُمكن، في هذا الوقت

القمر أول النفق