15-يونيو-2016

(Getty) تظاهرة للمثليين عقب حادث أورلاندو بالقرب من مكان المقتلة

المقال التالي، ترجمة للمقال الكاتب ستيفين هايس تعليقًا على مذبحة أورلاندو وكيفية التعامل معها.

إننا نكره حينما لا نفكر في الأمر بمنظور مختلف؛ حينما لا نتعاطف مع الآخرين أو لا نستطيع تفهم تجربتهم وتقبلها

_______

يوضح العلم كيف يمكننا استخدام الحب لمحاربة الكره. وما أهمية هذا. وما حدث في أورلاندو مؤخرًا، يصلح مثالًا ساطعًا لما ينتج عن الكره. ومهم بالنسبة لعالمنا أن يكون هناك رد فعل، إذ لابد من محاربة الكره بالحب.

اقرأ/ي أيضًا: تاريخ صناعة السلاح في إسرائيل..3 مراحل و3 أهداف

حصيلة عملي البحثي في هذا الإطار منذ 4 سنوات تفيد بأننا نحب التواجد مع الآخرين لو شعرنا بثلاثة أمور على الأقل:

أولهما: أن نكون على دراية بماهية الشخص الآخر بحيث نتمكن من رؤية العالم من خلال أعينهم، وهو ما يمكن تسميته "الانفتاح التجريبي"، ليقود إلى ثانيهما: القدرة على التفكير بمنظور مختلف، لنصل إلى الشعور بأحزان وأفراح، أي كينونة، من يقف مقابلنا أو إلى جانبنا على حد سواء، وهو ما يطلق عليه ثالثًا: "التعاطف".

كل شعور ذكر سابقًا يربط الناس بعضها ببعض، يسمح للأشخاص بدخول دوائرنا الاجتماعية كعادة البشرية جمعاء. حينها فقط نبدأ نشعر بالأمان، وعندها يبدأ الشعور الثالث وهو الحب. ليبدأ الالتزام بعد الحب. بالتالي يجب علينا حينها ألا نهرب، علينا التحدث معهم حتى ولو كان الأمر معقد، حتى لو كنا مختلفين، حتى ولو كنا نشعر بقليل من عدم الارتياح. ما يحدث بعدها أننا نتأثر. نأخذ منهم مشاعر الحزن إذا كانوا يعانون منه، ماذا لو حاولت حماية نفسك من التعاطف وحاربت شعور الأسى الذي يسيطر عليك كنوع من المشاركة الوجدانية؟ أنت إذن يا عزيزي لا تستطيع تحمل فكرة الاهتمام بشخص لأنك تحبه.

تم شرح ذلك في محاضرة TEDx التالية: 

 

ومن باب تلخيص كل المفاهيم، ثلاثة فقط منها هي التي تساعدنا على الاستمتاع وحب الآخرين: مهارة أخذ الأمور بمنظور مختلف، التعاطف، والانفتاح التجريبي، وبين البحث أننا نعارض الأشخاص ونستهزئ بهم لو اختلت إحدى هذه المهارات.

نحن في أشد الحاجة إلى الحرب، لكن من أين تبدأ الحرب؟ إنها معركة بين الحب والكره

اقرأ/ي أيضًا: صار وجوده رسميًا..بغداد تعين سليماني مستشارًا لها

وإذا نظرنا إلى مجموعة من الأفكار المُتحيز لصالحها أي التحيز ضد "المثلية الجنسية، النساء، الأقليات العرقية، مرضى السمنة ومتعاطي المخدرات" نجد أن التحيز هذا يكون بسبب الثلاث مهارات التي سبق التحدث عنها. إذن، نحن نكره حينما لا نفكر في الأمر بمنظور مختلف؛ حينما لا نتعاطف مع الآخرين أو لا نستطيع تفهم تجربتهم وتقبلها، هذه أساسيات يتوجب الاعتراف بها، خطوة أولية في مسار تفكيك دوامة التحيز ضد "...".

لم تنته الأبحاث بعد؛ فقد وضح بحث جديد لـ(هوبر، إردوغان، كين، لوتن، مكهاج) في 2015 أننا لو حاولنا التدرب على أخذ الأمور بمنظور مختلف سيقلل ذلك من حكمنا على سلوك الآخرين على أساس من المواقف المدعاة غير الصحيحة بدلًا من الحكم على أساس معرفة تاريخهم وفهم ظروفهم. هذا ما يمكن أن يسمى بـ"خطأ الإسناد الأساسي" والذي ربط بدوره نفسية الإرهابيين إلى عيوب في التغطية الإعلامية.

عودة إلى ما حدث في أورلاندو. يقول والد الجاني: "إنه لم يستطع تقبل مشاهدة رجال يقبلون بعضهم البعض، لم يتقبل هذا الأمر بل واعترض وحكم واستهزئ بهم، لقد حاصرت المعتقدات الدينية عقله فأعطته الحق الأخلاقي كي يكره، لم ينظر إليهم وكأنهم بشر لديهم مشاعر، ولكنه كان يراهم أشياء يكرهها".

لذلك لا يمكننا إهمال كل الألم الملقى أمامنا على شاطئ حياتنا، نحن نتألم الآن من أجل هؤلاء الذين قتلوا، ومن أجل أصدقائهم وعائلاتهم. نتألم من مشاعر الكره التي ستلاحق باقي المثليين دائمًا فلا يستطيعون التعبير عن ميولهم الشخصية الجنسية من منظورهم المختلف.

إذن كيف نتعامل مع هذا الألم؟ هل نوجهه إلى القاتل؟ فنعارضه ونستهزئ به؟ أو نلقي اللوم على المسلمين؟ نحن في أشد الحاجة إلى الحرب، لكن من أين تبدأ الحرب؟ إنها معركة بين الحب والكره، لو اخترنا الحب، إذن لننظر في عيونهم ونشعر برعبهم. انظر إلى شركائهم وابكِ جهرًا بجانبهم وبعدها فكر في الخندق الذي تقف فيه. ولا تنس البحث في دوافع القاتل المنزعج جدًا من رجال يقبل بعضهم بعضا!

اقرأ/ي أيضًا:

مساع لإعادة مقاتلين في الحشد الشعبي لجؤوا لأوروبا

نواب سنة وكرد يخشون العودة إلى بغداد