28-ديسمبر-2020

ملصق الفيلم

يواجه المخرج السينمائي براين فوغل، المتخصص في صناعة الأفلام الوثائقية، صعوبة كبيرة في العثور على منصة توافق على نشر فيلمه الوثائقي الجديد "The Dissident"، الذي يتناول بشكل رئيسي، قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في تركيا في تشرين الأول/أكتوبر 2018.

أكدّ براين فوغل أنه أرسل فيلمه عن اغتيال خاشقجي إلى نيتفليكس فور الانتهاء من إعداده، لكنه لم يتلقَ إجابة على طلبه

ويبدو فعلًا أن المنصات التي تتسابق في الحصول على الأفلام والإنتاجات الفنية الجديدة، تتجنّب اليوم "إحراج" المملكة العربية السعودية، وولي  عهدها محمد بن سلمان. فبراين فوغل يعدّ اليوم أحد أهم الأسماء العالمية في مجاله، وهو إضافة إلى الإخراج، يعمل في مجال الإنتاج، الكتابة، وناشط في مجال حقوق الإنسان. وقد حصل فيلمه الوثائقي Icarus الذي أخرجه في العام 2017، على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثائقي في الحفل التسعين لجوائز الأوسكار الذي أقيم في العام 2018. وقد تناول Icarus قضية فضيحة المنشطات التي طالت المنتخب الروسي في أولمبياد الألعاب الشتوية 2018. مع العلم أن Icarus كان من إنتاج نيتفليكس، وحصلت المنصة على جائزة أوسكار بسببه، ومع ذلك فهي اليوم لا تبدي أي حماسة لتبنّي عمل فوغل الجديد.

اقرأ/ي أيضًا: اغتيال المصور جو بجاني جريمة إضافية على قائمة التكهنات في لبنان

ليست هذه المرة الأولى التي تستخدم السعودية سلطتها للتأثير على المسؤولين عن المنصات، وبالتالي محاربة حرية التعبير، ومنع الأعمال الفنية من الوصول إلى المشاهدين كي لا تضع نفسها في موقف محرج. وكان آخرها في العام 2019، حين أعلنت منصة نيتفليكس يومها، عن قيامها بحذف إحدى حلقات البرنامج الساخر "patriot act" الذي يقدّمه الكوميدي الأميركي حسن منهاج وتوقيف بثها في المملكة العربية السعودية. وقد حملت تلك الحلقة عنوان "السعودية" وتناولت أيضًا، إنّما بشكل تهكّمي، قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وبالرغم من رضوخ شبكة نيتفلكس يومها وموافقتها على حذف الحلقة، بحجة أنها احترمت القوانين الداخلية للمملكة السعودية في ما يخص السخرية من نظام الحكم، فإنّ المملكة أعلنت أنها ستقاضي نيتفليكس والمطالبة بسجن مقدم البرنامج والحصول على تعويض مالي. الأمران لم يتحققّا يومها. 

يبدو أن الطريقة التي تمّ التعامل بها مع قضية حسن منهاج قبل سنتين، هي واحدة من الطرق التي تستخدمها المملكة لقمع الأعمال الفنية التي  تحاول الإضاءة على الحياة السياسية داخل المملكة.  صحيفة نيويورك تايمز التي نشرت خبر مقاطعة عمل فوغل الجديد، أكّدت أن المخرجين الذين حصلوا على جائزة أوسكار من قبل، لا يجدون في العادة أية صعوبة لترويج أعمالهم الجديدة، ومع ذلك فإن براين فوغل انتظر ثمانية شهور للعثور على موزّع يوافق على نشر فيلمه الجديد، من خلال شركة مستقلة لا تمتلك منصة، ونطاق انتشارها محدود وضيق. 

وقال فوغل لصحيفة نيويورك تايمز أن "العالم تغيّر اليوم، وتغيّرت معه طريقة تفكير الشركات الإعلامية العالمية. ولم يعد الجمهور الأمريكي هو المعيار الوحيد فقط، بل إن الشركات باتت اليوم تراعي عوامل عديدة، وتسأل نفسها ماذا لو نشرنا هذا الفيلم في السعودية أو مصر أو الصين".

اقرأ/ي أيضًا: كيف تعاطى الإعلام العربي مع جريمة قتل خاشقجي؟

وأكدّ فوغل أنه أرسل فيلمه إلى نيتفليكس فور الانتهاء من إعداده، لكنه لم يتلقَ أية إجابة منهم. وقد استغرب فوغل من التجاهل الذي ووجه به، حيث إنه يعتبر نفسه جزءًا من عائلة نيتفليكس، وهو اليوم يرى أن الأمور تغيّرت داخل المنصة العملاقة، والتي وقفت إلى جانبه بشجاعة في العام 2017، في وجه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، من خلال عرض الوثائقي Icarus.

بالرغم من كل الضغوطات، فإن الفيلم سيعرض في حوالى 200 مسرح في الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة الميلاد، كان العدد 800 مسرحًا في البداية لكن العدد خُفّض بسبب جائحة كورونا، وستكون نسخ الفيلم الإلكترونية متوفرة ابتداءً من الثامن من كانون الثاني/يناير 2020.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شاهد: في ذكرى رحيل والده.. صلاح خاشقجي يغرد بصورة بلا أي تعليق

لماذا أثار "ملف خاشقجي" قلق إسرائيل على السعودية؟