13-مارس-2018

محمود محمد شاكر

"كنت أيام شغفي بمعرفة هذه الشخصية عضو لجنة القراءة بمؤسسة السينما سنة 1965 التي كان يرأسها نجيب محفوظ، وفي هذه الفترة كان الأستاذ شاكر ينشر أسبوعيًّا، رده على مقالات لويس عوض، وكان الأستاذ نجيب يتابع هذه الردود بشغف واهتمام بالغ، يقرأ الحلقة ثم يحيلها تباعًا على أعضاء اللجنة، وسألته ذات يوم: هل التقيت بمحمود محمد شاكر حتى تعجب به كل هذا الإعجاب؟ فقال: كان محمود شاكر في زيارة زميلي الأستاذ يحيى حقي أيام كنا نعمل بمصلحة الفنون، وعندما رحت أصافحه، استقبلني متهللًا بقوله: واد يا نجيب بقيت لك خطوتين وتكتب العربية الفصحى". هذا ما كتبه عايدة الشريف في كتابها "محمود محمد شاكر: قصة قلم".

لم يكن محمود محمد شاكر يعير كتبه، فالذي يريد أن يقرأ في كتاب نادر عليه أن يذهب إلى بيته للاطلاع عليه

في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1970، هاتف الناقد الدكتور صبري حافظ الكاتبة عايدة الشريف، حيث كان يعرف مدى شغفها بشاكر ورغبتها في التعرف إليه، وأعطاها رقم الهاتف الخاص، فاتصلت ببيت أبي فهر: "سألته عن الأستاذ الحساني حسن عبد الله وهل هو موجود؟ فرد عليّ وقال: لا إنه يأتي يوم الجمعة فقط، فقلت: ولكنه كان عند سيادتك الثلاثاء الماضي. وكأنه ارتاب في شخصي فقال: كانت صدفة ومن أنت؟ فقلت زميلة للحساني بمؤسسة السينما. فقال: لماذا لم نرك؟ فقلت حساني رفض ذلك مع أنني أريد أن أكتب عنك. فقال: دعك من الكتابة هل لك أقدام؟ فقلت نعم، ولكن لا أعرف العنوان. فأملاه عليّ بتفصيل دقيق".

اقرأ/ي أيضًا: لا عقاب على الخيال

أرادت عايدة الشريف من زيارتها محمود شاكر أن تكون مدخلًا للتعرف على هذه الشخصية، التي اعترضت على آراء طه حسين "في الشعر الجاهلي". ولأنها جديدة على الجلسة فقد اختصها شاكر باهتمامه ولبى طلبها في استعارة عدد المتنبي المنشور في "المقتطف".

تروي عايدة أن الشاعر صلاح عبد الصبور عندما شاهد معها عدد "المقتطف" هنأها لأنها حازت رضى الأستاذ: "الأستاذ شاكر لا يعير كتبه، فالذي يريد أن يقرأ في كتاب نادر عليه أن يذهب إلى بيته للاطلاع على ما يريده".

اتصل بها الأستاذ محمود بعد الأسبوع المهلة ليستفسر عن غيابها يوم الجمعة، فقالت له: إن في باقة مريديك من بادرني بالعداء، فاستفهم: من؟ فقالت له: سيدتان ووصفتهما له، فما كان من محمود شاكر إلا أن انفجر في الضحك: "تعالي يا أم فهر، تعالي واسمعي ماذا تقول عايدة، إن هذا لا يجعلك تحجمين عن المجيء.. تعالي وغيظهما".

في كتاب عايدة الشريف عن محمود شاكر الكثير من القصص والأسرار عن حياة هذا الرجل العظيم

اقرأ/ي أيضًا: لطيفة الزيات تروي قصة بدايات حركة الترجمة في مصر

في كتاب عايدة الشريف عن محمود شاكر الكثير من القصص والأسرار عن حياة هذا الرجل العظيم، والكتاب مكتوب بحب شديد، لكن من أكثر الحكايات جمالًا، الحكاية التي ترويها عن اصطحابها للفنانة كريمة مختار في أحد أعياد ميلاد الشيخ التي كان يقيمها تلامذته له، وفاجأت الفنانة الحضور بسؤال شاكر عن كيف تعرف محمود شاكر على زوجته السيدة أم فهر، نترككم لسماع الإجابة من محمود شاكر نفسه.

اقرأ/ي أيضًا:

 

ركن الورّاقين: ابن منظور وموسوعة اللغة العربية

طه حسين.. أوراق مجهولة بالفرنسية