24-أبريل-2017

لقطة من فيلم يوم من الايام للمخرج محمد مصطفى

ظهر محمود حميدة مؤخرًا في أكثر من لقاء تلفزيوني خاصة بعد عرض مسلسله الأخير"الأب الروحي"، هذا المسلسل الذي اعتمد في دعايته على بطولة النجم محمود حميدة، ليكتشف الجمهور أن حميدة لا يؤدي إلا دورًا فرعيًا في المسلسل بل ويموت بعد عرض 7 حلقات فقط من أحداث المسلسل، والأسوأ من ذلك مهاجمة الجمهور لمحمود حميدة نفسه لقبوله دور تلفزيوني يقولون أنه أقل كثيرًا من إمكانياته ولا يتناسب مع تاريخه الكبير، ليصرّح محمود حميدة تصريحًا جديدًا مثيرًا للجدل كعادته أنه قبل الدور من أجل المال في المرتبة الأولى ولكن بالتأكيد توجد أسباب أخرى، واعتماد شركة الإنتاج في دعايتها على شهرته ومكانته، هو نوع من "النصب المشروع" على الجمهور.

محمود حميدة هو ممثل مصري في العقد السادس من عمره، بدأ مسيرته الفنية في فيلم "الإمبراطور" أمام الفنان أحمد زكي، وأكد على موهبته الكبيرة لتتوالى عليه العروض من بعدها، وتشهد التسعينيات فترة الذروة بالنسبة لأعمال الممثل محمود حميدة حتى كان يشارك في بضع أفلام في العام ذاته، ومما لا شك فيه أن محمود حميدة ممثل موهوب ولكن السؤال هل استغل محمود حميدة موهبته كما يجب وهل قدم للجمهور ما يستحق وأعطى لنفسه قدر حقه؟

بدأ محمود حميدة مسيرته الفنية في فيلم "الإمبراطور" أمام الفنان أحمد زكي، وأكد على موهبته الكبيرة لتتوالى عليه  العروض

محمود حميدة يسرق الأضواء

ظهر حميدة على شاشات السينما في توقيت يعج بالنجوم الكبار أمثال أحمد زكي وعادل إمام ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز ومحمود ياسين وغيرهم، إلا أنه استطاع أن يلفت إليه الأنظار منذ الظهور الأول له ليقارنه البعض بكبار الفنانين، ويشبهونه بـ "رشدي أباظة" وهو الأمر الذي رفضه محمود حميدة. وفي العام التالي له في السينما كان يقاسم عادل إمام بطولة فيلم "شمس الزناتي" وكل من شاهد الفيلم لا يمكن أن ينسى دور "المارشال برعي" الذي جسّده محمود حميدة بصدق شديد حتى أنه سرق الكاميرات من عادل إمام ليعتبره البعض البطل الأول للفيلم، وبعد ذلك لم يحدث تعاون بينه وبين الزعيم مرة أخرى وأرجع البعض ذلك لخوف الزعيم من سرقه محمود حميدة للأضواء، توالت الأدوار على حميدة ومثّل في عشرات الأفلام منذ بداية مسيرته حتى الآن جسد خلالها العديد من الشخصيات، وقال بعض النقاد عنه أنه ظلم نفسه كثيرًا حيث أن موهبته مهولة ورغم ذلك لا يمكن أن تتذكر 10 أدوار قوية لمحمود حميدة طوال مسيرته، فانتقدوه لعدم قدرته على اختيار الأدوار المناسبة لموهبته الفذة.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Mountains May Depart" هو نفس الحب وأكتر

محمود حميدة الممثل لا الفنان

ذكر محمود حميدة في أكثر من موقف أنه لا يفضل لقب الفنان ويحب أن يُطلق على نفسه الممثل، ويرى أن الهدف الأول للممثل هو امتاع الجمهور، وأن كل الأدوار التي مثلها هو يفخر بها بشدة وإلا ما قام بها من الأساس.

قال النقاد عنه أن غروره وكبرياءه منعاه من أن يبلغ قمة المجد، فهو شخص عنيد يفعل ما يراه صحيحًا دون مراعاة لأي قيمة أخرى غير ضميره وراحته الشخصية، فكان محمود حميدة كالفارس المغوار الذي لم يجد الحصان المناسب له كي يخوض به السباق ويتربع على عرش المجد، فلو كانت اختياراته السينمائية أكثر دقة لكان محمود حميدة في مكانة أخرى لا ينافسه عليها أحد سواه.

ظهر محمود حميدة على السينما في توقيت يعج بالنجوم أمثال أحمد زكي وعادل إمام ونور الشريف إلا أنه استطاع أن يلفت إليه الأنظار

حياته الخاصة

اشتهر محمود حميدة بلسانه السليط وآرائه الصادمة لتقاليد المجتمع، فعبّر عن عدم ندمه عن أي فعل قام به أيًا كان، وبسؤاله إن كان أدمن المخدرات أو الكحوليات أو النساء، فقال أنه جرّب كل شيء ولم يدمن أيا منها، كما ذكر أن لا مشكلة لديه في أن يمتلك صديقًا مثليًا أو أن يتزوج ابنه من راقصة طالما ذلك قراره، فمحمود حميدة يقدّس الإنسانية ويتخذها منهجًا، لا يحكم على أفعال أي شخص ولا يريد من أحد أن يحكم عليه، يؤمن بالحريات الشخصية ما دامت لا تؤذي الآخرين. 

محمود حميدة سياسيًا

يُفضل محمود حميدة أن يكون بعيدًا عن الساحة السياسية إلا أنه يُستدرج إليها رغمًا عنه، فالجمهور يريد أن يعرف آراء الفنانين الشخصية في السياسة وفي الحياة، فهذه الآراء تشكل في النهاية وجهات نظر الجمهور وتوجهاته، وبصراحة محمود حميدة المعهودة لم يخجل من أن يصرّح بعدم مشاركته في ثورة يناير حيث أنه كبير السن والثورة قام بها الشباب ولا يجوز الصعود على أكتافهم، وفي تصريح آخر اعتبر كل من تعدى سن الخمسين فهو فاسد بالضرورة، فقد عايش الفساد ومارسه أو على الأقل وافق عليه أو رآه حتى اعتاده. وقال أن لا ثورة إلا ثورة 25 يناير، ويرفض حميدة الحكم الديني والحكم العسكري سواء، ويرفض أن تسيطر فئة بعينها على فئات المجتمع كافة.

اقرأ/ي أيضًا:
10 من أجمل أفلام "الثري دي" في العام 2017
4 أفلام لبنانية مميزة عليك مشاهدتها