05-ديسمبر-2018

نيكولاس كارون/ أمريكا

الجانب المضيء من الغرفة بعيد

الجانب البعيد من الغرفة مضيء

يستنكر السرير حركتي المترددة نحوه، أشعر برغبته في طردي ليتمم نومه بسلام، أنظر إليه طويلًا قبل أن أبتعد إلى وسط الغرفة متحاشية زواياها

أستجمع ما تبقى لي من حياة.

*

 

فَرِقَةٌ أحاول توسد الأمان وأتعثر، قبل أن يستهل وجه الغرفة الناتِئ

في الجُهْمة أتعلم العوم، الغوص ومن ثم الغرق

لا يبدو الماء باردًا والجو هادئًا، ثمة حفيف أنيق، يدفعني لأتخيل شجرة بربطة عنق

سيبدو الموقف أكثر تراجيدية إذا ما ضحكت، لكنني أكتفي بالانقباع في الماء

حينما تعتريني رعشة الإبلاس أعوم مجددًا نحو الضفة الثانية.

*

 

أكتم الضحكة، قبل أن تتلاشى في فمي

أغوص لأسرّب المرارة إلى حيث قعر النهر

خاويًا

خاويًا للغاية.

*

 

تكثر الأشجار المتحركة نحوي، أتبسم وأنا أراها تتجول بملابسها الداخلية مع احتفاظها بربطات العنق

الأشجار طويلة، تحني رأسها ناحيتي لتراني بوضوح متنكرة عري

نساء الأشجار قليلات لا الحظ منهن سوى المسنات

يجلسن مستبشعاتٍ رغبتي في الغرق، وكلما اقترب صغار الأشجار مني يشددن أغصانهم قائلات إن هكذا مشاهد محرمة على الصغار.

*

 

أتضاءل، فيغدو النهر محيطًا وتختفي قدرة الغرق

للمحيط أطراف قوية

يقترب مني عجوز تداعبني جذوره وهو يعوم حولي، يحدثني عن جمال العوم، أطراف بضع من أغصانه محترقة.

يقول إن الاشجار أيضًا تنتحر غرقًا.

ويختتم حديثه قبل أن يغوص للأعماق قائلًا: "ربما كنتِ شجرة في حياة أخرى!".

*

 

حياة أخرى؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

تاءٌ يتراقصُ على بياضٍ

أعراس عابرة