21-ديسمبر-2023
تبادل أسرى

قال مصدر مطلع على المفاوضات لـ"هآرتس": "ليس هناك مخطط تفصيلي. هناك حاليًا محاولة لصياغة النقاط الرئيسية التي تريدها إسرائيل للصفقة مع الوسطاء" (Getty)

يتزايد الحديث عن مفاوضات مرتبطة، بصفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، مع حراك دبلوماسي يتفاعل في المنطقة لتحقيق تقدم في هذا الملف.

ووصل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، إلى القاهرة صباح الأربعاء، لإجراء ما وصفته رويترز بأنه "محادثات مكثفة في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار آخر" مع المسؤولين المصريين. 

كشفت مصادر بارزة في فصائل المقاومة لـ"العربي الجديد"، أنّ العرض الذي يقدمه الاحتلال الإسرائيلي، يدور حول هدنة مدتها 7 أيام، لافتة إلى أنّ الفصائل وفي مقدمتها حركة حماس ردت عليه بأن "زمن الهدن انتهى"

في المقابل، يعمل نتنياهو على تضخيم المحادثات، في محاولة لتجنب الضغوط الداخلية، وإظهار العمل "الحثيث" الذي يقوم به في هذا الملف.

وذكرت رويترز نقلًا عن مصدر تابع لقاء هنية في مصر، إن المبعوثين يناقشون بشكل مكثف أي من الأسرى في غزة، الذين ما زالوا محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية يمكن إطلاق سراحهم في هدنة جديدة وأي السجناء الفلسطينيين الذين قد تطلق إسرائيل سراحهم في المقابل. إلا أن اللقاء مع هنية انتهى "دون نتائج"، حسبما قال مسؤول فلسطيني لبي بي سي.

وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لهنية لـ"رويترز"، إن حماس غير مستعدة لبحث إطلاق سراح المزيد من المحتجزين الإسرائيليين حتى تنهي إسرائيل حملتها العسكرية بشكل دائم في غزة وتزيد المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين. وأضاف: "لا يمكننا أن نتحدث عن المفاوضات بينما تواصل إسرائيل عدوانها. مناقشة أي مقترح يتعلق بالأسرى يجب أن يتم بعد توقف العدوان".

وقال المصدر المطلع على المفاوضات، إن إسرائيل تًصر على إطلاق سراح جميع النساء وكبار السن، من بين المحتجزين.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين مصريين، قولهم إن حماس رفضت العرض الإسرائيلي بوقف القتال لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح العشرات.

وفي السياق نفسه، عقد رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيع ورئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني اجتماعين، لمناقشة القضية.

وذكر ديفيد اجناتيوس الكاتب في صحيفة واشنطن بوست يوم الثلاثاء أن إسرائيل قد توافق على هدنة لمدة أسبوعين يعقبها انسحاب تدريجي لقواتها من شمال غزة. ووفقًا لإغناتيوس، فإن قادة إسرائيل يدركون أنهم بحاجة إلى "الانتقال إلى مرحلة جديدة في الصراع"، على الأقل للسماح لجنود الاحتياط بمغادرة الخطوط الأمامية والعودة إلى وظائفهم.

وقد أعربت حماس عن موافقتها، من حيث المبدأ، على صفقة "الجميع مقابل الجميع" لتبادل الأسرى، والتي تتضمن وقف إطلاق النار.

بينما ترفض إسرائيل، التوجه نحو هذا الخيار، وتطالب بوقف مؤقت لإطلاق النار، بالإضافة إلى صفقة تبادل جديدة.

وخلافاً للاتفاق السابق ، الذي تم بموجبه إطلاق سراح 10 من المحتجزين كل يوم، تدرس إسرائيل هذه المرة فترة توقف لمدة أسبوع إلى أسبوعين لزيادة فرص موافقة حماس على الصفقة.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات لـ"هآرتس": "ليس هناك مخطط تفصيلي. هناك حاليًا محاولة لصياغة النقاط الرئيسية التي تريدها إسرائيل للصفقة مع الوسطاء. لكن الجميع ينتظر حماس".

وقال مصدر منفصل في وقت سابق من هذا الأسبوع إن الحكومة تعمل بشكل متزامن على خطوتين متناقضتين. وتفترض إسرائيل أنه بسبب الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، يجب أن ينتهي القتال داخل قطاع غزة خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع، وهي فترة ستكون أقصر إذا تم الاتفاق على وقف مؤقت. لكن في الوقت نفسه، تدرك الحكومة الضغوط الشعبية للتوصل إلى صفقة تبادل.

بمعنى أن إسرائيل، تظهر الاستعداد للجلوس على طاولة المفاوضات مرةً أخرى، وقد تفضل استئناف خيار المفاوضات السابق، لكنها لم تقدم أي عروض جدية في هذا السياق، وتسعى لامتصاص المظاهرات في إسرائيل، وبالأخص بعد حادثة قتل 3 من المحتجزين في قطاع غزة.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن تل أبيب تنسق بشكلٍ كامل مع الولايات المتحدة في هذا الملف، خاصةً مع تقديم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لخطة عسكرية للانتقال للمرة الثالثة من العدوان على قطاع غزة.

من جانبه، أكد القيادي في حماس سامي أبو زهري، أن الحركة متمسكة بموقفها القاضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل فتح ملف تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أبو زهري في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ التصريحات الإسرائيلية حول قرب التوصل لاتفاق للإفراج عن أسرى "هي للاستهلاك الإعلامي الداخلي لدى الاحتلال".

أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن تل أبيب تنسق بشكلٍ كامل مع الولايات المتحدة في هذا الملف

وفي السياق نفسه، كشفت مصادر بارزة في فصائل المقاومة الفلسطينية أنّ العرض الذي يقدمه الاحتلال الإسرائيلي عن طريق وسطاء في الساعات الأخيرة، يدور حول هدنة مدتها 7 أيام، لافتة إلى أنّ الفصائل وفي مقدمتها حركة حماس ردت عليه بأن "زمن الهدن انتهى".

وأضافت المصادر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ أي عرض لا يتضمن وقفًا كاملًا لإطلاق النار "لا قيمة له"، معتبرةً أنّ "ما تروج له وسائل الإعلام الإسرائيلية والأميركية، حول اتفاق قادم، هدفه تخفيف الضغط على حكومة الاحتلال والقيادة الأميركية، بإظهار أنهم يقومون بمفاوضات لإخلاء طرفهم أمام الشارع".