08-فبراير-2024
أوضاع اقتصادية وغذائية صعبة جدًا في السودان

(الترا صوت) قالت الأمم المتحدة إن الحرب ألحقت أضرارًا بإمدادات المياه في السودان

قالت الأمم المتحدة إن هناك "معاناة مروعة" في السودان، إذ أدت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي بدأت في نيسان/أبريل من العام الماضي، إلى أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

ووجهت الأمم المتحدة نداءً لجمع 4.1 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وسط تحذيرات من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الناس يتضورون جوعًا حتى الموت في المناطق المعزولة بسبب القتال.

تطلب هيئة الأمم المتحدة مساعدة عاجلة مع ارتفاع نسب انعدام الأمن الغذائي في السودان، ومع حدوث أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

من جانبها، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن طفلًا يموت بسبب سوء التغذية كل ساعتين في مخيم واحد في منطقة شمال دارفور. ووصفت الوضع بأنه "كارثي للغاية".

وأشار بيان أطباء بلا حدود، إلى أن ربع الأطفال الذي خضعوا للفحوصات الطبية يعانون من سوء التغذية الحاد.

بدوره، قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الذي زار مؤخرًا اللاجئين السودانيين في إثيوبيا: "لقد فقدوا الكثير. مرة تلو الأخرى، نسمع منهم نفس الرسالة: نريد السلام حتى نتمكن من العودة إلى ديارنا، ونحتاج إلى الدعم لإعادة بناء حياتنا".

وأضاف غراندي: "أحث المجتمع الدولي على زيادة دعمه لشعب السودان. إنهم بحاجة ماسة إلى المساعدة، وهم بحاجة إليها الآن".

دمرت الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع اقتصاد السودان. ويحتاج نصف السكان البالغ عددهم 50 مليون نسمة إلى المساعدات الغذائية، وقد شرد ما يقرب من 11 مليون شخص من منازلهم، بما في ذلك 1.7 مليون شخص فروا إلى البلدان المجاورة مثل جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.

ومن غير المعروف عدد الآلاف الذين قتلوا خلال الأشهر العشرة من القتال. ويقول تقرير مسرب للأمم المتحدة إن 10 آلاف و15 ألف شخص قتلوا في بلدة واحدة في منطقة غرب دارفور بالبلاد، حيث يُتهم مقاتلو قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها بقتل أفراد من الجماعات العرقية الأفريقية من بيت إلى بيت. وأثارت أعمال العنف مخاوف من تكرار الإبادة الجماعية التي وقعت عام 2003 على يد الجنجويد ، سلف قوات الدعم السريع.

وقالت الأمم المتحدة في مناشدتها إن الحرب ألحقت أضرارًا بإمدادات المياه في السودان ودمرت ثلاثة أرباع منشآته الصحية، ونتيجة لذلك تتزايد الأمراض بما في ذلك الحصبة والملاريا والكوليرا.

ودعا منسق الإغاثة بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، الجهات المانحة إلى توفير الأموال لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة. وقال: "لقد سلبت عشرة أشهر من الصراع شعب السودان كل شيء تقريبًا، سلامتهم ومنازلهم وسبل عيشهم. إن سخاء المانحين يساعدنا على توفير الغذاء والمأوى والمياه النظيفة والتعليم للأطفال، ومحاربة آفة العنف القائم على النوع الاجتماعي ورعاية الناجين".


اقرأ/ي: حرب الاتصالات.. السودان خارج كوكب الأرض

هل تقضي الحرب على حياة الإنترنت في السودان؟


من جهته، قال علي الحاج المستشار السابق في منظمة دولية لـ"الترا سودان"، إن المناشدة التي أطلقتها الأمم المتحدة، ورغم أنها جاءت في وقت متأخر، لكن يبدو أن المجتمع الدولي أخيرًا قرر العودة إلى وضع ملف السودان خاصة المسار الإنساني ضمن الأولويات.

وأضاف أن المبلغ المخصص لدول الجوار يعد كبيرًا مقارنة مع المبالغ المخصصة للنازحين داخليًا، ما يعني أن هذه الدول مارست ضغوطًا على الأمم المتحدة لتمويل خطة الاستجابة الخاصة باستقبالها للاجئين السودانيين خاصة، وأن جميع الدول المجاورة للسودان تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة.

بانر الترا سودان

وقال مركز فكرة للدراسات والتنمية من السودان، في تقرير يتعلق بالأوضاع الإنسانية في السودان، إن الاقتتال بين الجيش والدعم السريع تسبب في تدمير البنية التحتية والصناعية، ويحتاج 60 % من سكان البلاد إلى المساعدات، وعددهم 24 مليون شخص.

وحذر مركز فكرة للدراسات والتنمية من تزايد الوفيات بسبب شح الطعام في العديد من المناطق بالسودان، وقال التقرير: "إزاء كل هذه المخاطر والأوضاع التي تحيط بالسودانيين في بلدهم فإننا نطالب الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية بإعلان حالة المجاعة الحادة في السودان على المستوى القومي، والتعامل مع الوضع في السودان على هذا الأساس".

وفي العام الماضي، طلبت الأمم المتحدة 2.5 مليار دولار للسودان؛ حصلت على 43 % فقط من هذا المبلغ. وكان هذا النقص جزءًا من أزمة واسعة النطاق في تمويل المساعدات الإنسانية، أدت إلى توقف العمليات مؤقتًا وخفض الحصص الغذائية في العديد من البلدان.