16-أغسطس-2019

يكمل المجلس الانتقالي مخططاته لفصل اليمن (Getty)

بدأ تدخل التحالف السعودي الإماراتي في اليمن لدعم الشرعية والقضاء على الانقلاب الحوثي في صنعاء، كما كان الزعم، غير أنه انتهى إلى انقلاب آخر على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في مدينة عدن جنوب اليمن، بعد أربع سنوات من الحرب، ناهيك عن تحويل اليمن إلى شبه دولتين، شمالًا وجنوبًا.

بدأ تدخل التحالف السعودي الإماراتي في اليمن لدعم الشرعية والقضاء على الانقلاب الحوثي في صنعاء، كما كان الزعم، غير أنه انتهى إلى انقلاب آخر على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في مدينة عدن جنوب اليمن

فيما بدا وكأنه مبرر للهروب من العقوبات الدولية بسبب الجرائم التي ارتكبها التحالف خلال المواجهات مع مسلحي جماعة أنصار الله الحوثيين منذ أربعة أعوام، اتجهت الرياض وأبوظبي إلى تحويل مسار المعركة بين الشمال والجنوب، وصنع الفوضى في المحافظات اليمنية.

اقرأ/ي أيضًا: بعد تواطؤ سعودي.. عدن تحت سيطرة الإمارات

ويعمل تحالف العاصمتين المناهضتين للربيع العربي، على إنهاء حكومة الرئيس هادي بشكل ممنهج، فالإمارات دفعت بأربعمئة عربة مدرعة دعمًا للمليشيات الانفصالية للسيطرة على عدن، فيما التزمت المملكة الصمت وطالبت من القوات الموالية لهادي الانسحاب من المعسكرات التابعة لها وتسليمها للمجلس الانتقالي الجنوبي.

لم تكن  الرياض جاهلة بمخطط الإمارات قبل وقوع الانقلاب، حسب ما تبين تقارير عديدة، فقبل تنفيذ الإمارات انقلابها على مدينة عدن، اجتمع الرئيس هادي بالقيادة السعودية، وحذرها من خطورة الموقف، لكنها وعدته بالمساعدة، ولم تقدم شيئًا وظلت صامتة خلال ثلاثة أيام من المواجهات.

طالبت السعودية من المجلس الانتقالي الجنوبي وأيضًا الحكومة اليمنية الجلوس على طاولة مفاوضات في المملكة،  لكن هذا الاجتماع بات مربوطًا بانسحاب الانتقالي من معسكرات ألوية الحماية الرئاسية التي سيطر عليها قبل أسبوع.

فيما اشترطت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي سحب المجلس الانتقالي قواته من المواقع التي سيطر عليها في عدن قبل الدخول في أي حوار بين الطرفين، بحسب وزارة الخارجية.

وطالب التحالف أيضًا المجلس الانتقالي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، لكن المجلس رفض أوامر التحالف متسائلًا في ذات الوقت عن الجهات التي سوف تتسلم المواقع بعد انسحابه. وأعلنت الخارجية اليمنية الخميس تعليق العمل بمكتبها في عدن عقب سيطرة الانتقالي. وبحسب بيان للوزارة فإن التعليق يستثني الأعمال الخدمية التي تمس مباشرة مصالح المواطنين.

حشود جنوبية لتأييد الانفصال

حشد المجلس الانتقالي الموالي للإمارات، الآلاف من أنصاره من مختلف المحافظات اليمنية الجنوبية إلى مدينة عدن الخميس، في محاولة للبحث عن تأييد شعبي لتحركاته الأخيرة في المدينة، والحصول على  شرعية للاتجاه خطوات أخرى نحو الانفصال عن الشمال.

وأعلن بيان الفعالية الذي صدر عن ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني والنقابات، تأييده لتحركات الانتقالي، مطالبًا في ذات الوقت من رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، بتحمل "مسؤوليته التاريخية" في استعادة الدولة الجنوبية، وفق البيان.

وبحسب وكالة الأناضول، فإن لجنة عسكرية سعودية وصلت إلى عدن للإشراف على انسحاب مليشيات الانتقالي، لكن الناطق باسم المجلس نزار هيثم، نفى أن يكون عمل اللجنة السعودية الإشراف على الانسحاب، وأكد أيضًا في تصريح صحفي عدم وجود أي نية للانتقالي لسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها.

وفي بيان للمجلس أكد أن هدف شعب الجنوب المتمثل باستعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة، أصبح خيارًا محسومًا لا رجعة عنه، في ذات الوقت رفض تواجد أي معسكرات للقوات الشمالية على أرض الجنوب حد تعبيره. كما أعلن المجلس المدعوم من أبوظبي استمرار بسط سيطرته على عدن وعزمه السيطرة على بقية محافظات جنوب اليمن.

عطفًا على ذلك، اقتحمت مليشيات الانتقالي العديد من المؤسسات الحكومية ومنازل القيادات العسكرية الموالية لهادي وعملت على نهب منازلهم واعتقال العشرات من العناصر الموالية للحكومة.

اليمنيون فقدوا الثقة بالتحالف؟

غالبية  اليمنيين فقدوا ثقتهم بالتحالف العربي الذي أيدوه وأعطوه مشروعية عززت المشروعية القانونية من السلطة الشرعية والمجتمع الدولي، يقول عبدالملك المخلافي مستشار الرئيس هادي، في سلسلة تغريدات على حسابه عبر "تويتر"، مضيفًأ أنه "على التحالف العربي أن يدرك حجم ما حدث في عدن ومخاطره حتى وإن كانت بعض أطرافه مشاركة في ذلك".

اقرأ/ي أيضًا: مغامرة الإمارات في عدن.. إلى أين يتجه جنوب اليمن؟

متابعًا أن "على من خطط وعمل لذلك (أحداث عدن) داخليًا وخارجيًا أن يدرك حقيقتين، الأولى أنه أول من سيكتوي بنار ذلك والثانية أن الأوطان والشعوب لا تموت".‏ كما يقول المخلافي الذي سبق وأن شغل منصب وزير الخارجية. مؤكدًا أن استمرار انقلاب عدن سيحول الحرب من وطنية في مواجهة انقلاب إلى حروب أهلية في كل مكان. وبين المخلافي أن "الأوضاع ستذهب إلى مزيد من التشظي وسيدفع الجميع الثمن شمالًا وجنوبًا ما لم يتم إجراء مراجعة عميقة وشاملة لكل ما حدث منذ انقلاب الحوثي والخروج برؤية جادة للإنقاذ".

عمل تحالف العاصمتين المناهضتين للربيع العربي، على إنهاء حكومة الرئيس هادي بشكل ممنهج، فالإمارات دفعت بأربع مائة عربة مدرعة دعمًا للمليشيات الانفصالية للسيطرة على عدن، فيما التزمت الرياض الصمت

أما جماعة الحوثيين التي بدت الطرف المستفيد من تحول الصراع، فإنها تراقب الأحداث في مدينة عدن وتدرس ما يؤول إليه الوضع هناك، بحسب تغريدة لمحمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

#أخرجوا_الإمارات_من_اليمن.. كفى تعذيبًا لشباب "اليمن الحزين"

أبوظبي والرياض في اليمن.. تغطية الفشل والصراع الخفي عبر اتهام الدوحة