23-فبراير-2024
خصائص البحث العلمي

يتميز البحث العلمي بعدة خصائص يجب أن تتوفر فيه ليكون متكاملا

خصائص البحث العلمي سنتعرف عليها لكن قبل ذلك يعتبر البحث العلمي ركيزة أساسية في تقدم المعرفة وفهم الظواهر المختلفة في مختلف المجالات العلمية. ويتميز البحث العلمي بعدة خصائص يجب أن تتوفر فيه ليكون متكاملا وفعالا. ومنها يتطلب أن يكون له أساسًا من المنهجية والتنظيم، كما يتطلب الدقة والدراسة الشاملة، وكذلك الإبداع والابتكار، وغيرها من الخصائص التي سنفصلها هنا.

 

ما هي خصائص البحث العلمي؟

يتميز  البحث العلمي بعدة خصائص بحثية كما ذكرت بالمقدمة وهذه الخصائص تجعله عملية فريدة ومميزة، وهي:

  1. المنهجية والدقة

يتطلب البحث العلمي استخدام منهجية دقيقة ومنظمة تضمن الحصول على نتائج دقيقة وموثوقة.  وتشمل الخطوات المحددة والمنظمة لجمع البيانات وتحليلها. تُسهم هذه المنهجية في زيادة الدقة والموضوعية في النتائج والاستنتاجات. تشمل المنهجية والدقة عدة جوانب مهمة تساهم في جعل البحث موثوقًا وقابلًا للتكرار، وهي كالآتي:

  • تحديد المنهجية البحثية: يجب على الباحث اختيار المنهجية البحثية المناسبة والتي تتناسب مع طبيعة الدراسة وأهدافها. يمكن أن تكون المنهجيات كمية أو نوعية، ويتوجب على الباحث توضيح خطوات البحث وطرق جمع البيانات بشكل دقيق.
  • تصميم الدراسة: يتعين على الباحث تصميم الدراسة بعناية، بما في ذلك اختيار العينة بطريقة عشوائية وممثلة، وتحديد المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة بوضوح.
  • تجنب الانحياز والتأثيرات الخارجية: يجب على الباحث مراقبة ومراجعة جميع العوامل التي قد تؤثر على نتائج البحث، مثل الانحياز القائم على الجنس أو العمر أو أي عوامل أخرى تتعلق بالمشاركين.
  • الدقة في جمع البيانات: يجب أن يكون جمع البيانات دقيقًا وموثوقًا، مع استخدام أساليب موحدة ومعيارية لتجنب الانحرافات أو الأخطاء.
  • التحليل الإحصائي: يتطلب البحث العلمي التحليل الإحصائي المناسب للبيانات، مع استخدام الأساليب والتقنيات الإحصائية المناسبة لفحص الفروض البحثية وتفسير النتائج بشكل دقيق.
  • التكرارية والتفتيش الدقيق: يجب على الباحث تكرار الدراسة وتأكيد النتائج من قبل باحثين آخرين في الحقل ذاته، كما يجب عليه السماح للزملاء بفحص النتائج وتقديم التعليقات والتوصيات.

يجب أن يكون الباحث محايدًا ولا ينحاز لأي آراء مسبقة أو مصالح شخصية أثناء تقديم البحث وتحليل النتائج.

 

  1. الموضوعية

يسعى  البحث العلمي إلى تحقيق الموضوعية في التحليل والتفسير دون تأثير الآراء الشخصية أو الانحيازات. يتم ذلك من خلال استخدام طرق موضوعية لجمع البيانات وتحليلها. وتشمل الموضوعية ما يأتي:

  • عدم التحيز: يجب أن يكون الباحث محايدًا ولا ينحاز لأي آراء مسبقة أو مصالح شخصية أثناء تقديم البحث وتحليل النتائج.
  • استخدام المعايير العلمية: يتعين على الباحث استخدام المعايير العلمية والمنهجيات الصحيحة في جميع مراحل البحث، بما في ذلك تصميم الدراسة، وجمع البيانات، وتحليلها، وتقديم النتائج.
  • الشفافية: يجب أن يكون البحث شفافًا، حيث يتم توثيق جميع الخطوات والمراحل التي تمر بها الدراسة بدقة، ويكون من الممكن للآخرين إعادة تكرار الدراسة والتحقق من النتائج.
  • تقديم المعلومات بدقة: ينبغي على الباحث تقديم المعلومات والبيانات بدقة وبشكل كامل، دون إخفاء أو تلاعب في البيانات أو النتائج.
  • الاعتماد على الأدلة القوية: يجب أن يستند البحث إلى الأدلة القوية والموثوقة، مع تجنب الاعتماد على الافتراضات غير المدعومة بالبيانات أو الأدلة العلمية.
  • التقييم المستقل: يُشجع على تقييم البحث من قبل باحثين مستقلين في نفس المجال، مما يضمن مصداقية الدراسة ويساهم في تحقيق الموضوعية.
  • الاحترام للتنوع: ينبغي على الباحث أن يحترم التنوع في الآراء والمنهجيات، وأن يكون مفتوحًا للنقاش والتحقيق المستمر.

 

  1. التكرارية

يشترط البحث العلمي قابلية التكرارية؛ حيث يجب أن تكون الدراسات قابلة للتكرار من قبل باحثين آخرين لتأكيد صحة النتائج ومصداقيتها. التكرارية في البحث العلمي تشير إلى عدة جوانب يجب تجنبها لضمان جودة البحث وموضوعيته. وتشمل التكرارية ما يأتي:

  • تكرار البيانات: يجب تجنب تكرار البيانات أو النتائج في البحث، حيث ينبغي تقديم كل بيانات ونتائج مرة واحدة بشكل واضح ومنظم.
  • تكرار الدراسات السابقة: من المهم ألا يقوم الباحث بتكرار دراسات سابقة بشكل مطلق، بل يجب أن يكون للبحث الجديد إضافة فعلية أو تحليل جديد يساهم في تطوير المعرفة في المجال.
  • تكرار الإشارات أو الاستنتاجات بدون دعم: يجب تجنب تكرار الإشارات أو الاستنتاجات بدون تقديم دعم ملموس أو بيانات تدعمها، حيث ينبغي أن تكون كل معلومة مدعومة بأدلة واضحة.
  • تكرار الأفكار بدون تطوير: يجب تجنب تكرار الأفكار بدون تطوير أو تحليل جديد، وينبغي دائمًا السعي لتقديم مساهمة جديدة أو فهم متقدم في موضوع البحث.
  • تكرار المنهجيات بدون تغيير: من المهم تجنب تكرار استخدام نفس المنهجيات البحثية  بدون تغيير أو تطوير، بل يجب السعي لاستخدام أساليب جديدة أو تحسين الطرق المستخدمة.

 

  1. التوثيق والاقتباس

يُعتبر توثيق المصادر والاقتباس منها أمرًا ضروريًا في البحث العلمي لإثبات مصداقية النتائج وتوثيق المعلومات المستخدمة. التوثيق والاقتباس في البحث العلمي يعتبران جوانب أساسية لضمان النزاهة الأكاديمية والاحترافية في العمل البحثي. ويشمل التوثيق والاقتباس ما يأتي:

  • استخدام الأساليب المعتمدة: يجب على الباحث استخدام نظام معترف به للاقتباس مثل نظام APA، MLA، أو Chicago والالتزام بقواعد الاقتباس والتوثيق المعتمدة.
  • توثيق المصادر بدقة: يجب على الباحث توثيق كل المصادر المستخدمة في البحث بدقة، سواء كانت كتباً، مقالات، مواقع إلكترونية، أو مراجع أخرى، وتوثيقها بشكل كامل ومنظم.
  • تجنب الاقتباس الكامل: يجب تجنب الاقتباس الكامل للنصوص دون التوثيق المناسب، وبدلاً من ذلك ينبغي إعادة صياغة الأفكار بالكلمات الخاصة بالباحث مع الإشارة إلى المصدر الأصلي.
  • تجنب التكرار في الاقتباس: ينبغي تجنب تكرار الاقتباسات من نفس المصدر في أجزاء متعددة من البحث، وبدلاً من ذلك يجب استخدام مجموعة متنوعة من المصادر لتعزيز الاستنتاجات وتنويع المحتوى.
  • توثيق الصور والجداول: إذا تم استخدام صور أو جداول من مصادر خارجية، يجب على الباحث توثيق هذه المصادر بوضوح وتحديد المصدر بالدقة.

 

  1. التحليل والاستنتاج

يُعتبر التحليل العميق والاستنتاج المبني على البيانات من أهم خصائص البحث العلمي. يسعى الباحثون إلى استخلاص استنتاجات مدروسة ومدعومة من البيانات والنتائج التي تم جمعها وتحليلها. التحليل والاستنتاج في البحث العلمي يشمل عدة جوانب مهمة تساعد في فهم النتائج واستخلاص الاستنتاجات العلمية. ويشمل التحليل والاستنتاج ما يأتي:

  • تحليل البيانات: يتضمن هذا الجانب تفسير البيانات والنتائج التي تم جمعها من الدراسة بشكل دقيق ومنطقي، مع التركيز على العلاقات والاتجاهات المكتشفة.
  • توجيه الفرضيات: يقوم الباحث بتحليل البيانات للتحقق من صحة الفرضيات الموضوعة في بداية البحث وتوجيهها بناءً على النتائج المستخلصة.
  • التفسير النقدي: يشمل هذا الجانب النظر في قوة البراهين والأدلة المقدمة، وتقييم المعوقات والقيود التي قد تؤثر على دقة وصحة النتائج.
  • استنتاجات البحث: يقوم الباحث بتلخيص النتائج الرئيسية واستخلاص الاستنتاجات المهمة التي يمكن الوصول إليها استنادًا إلى التحليل العميق للبيانات.
  • المقارنة والتفسير السياقي: يتمثل هذا الجانب في مقارنة النتائج مع الدراسات السابقة في المجال وتفسيرها في السياق العلمي والمعرفي الأوسع.
  • التوصيات والمقترحات: يتم إعطاء توصيات عملية استنادًا إلى الاستنتاجات، مما يمكن أن يساهم في تطوير المجال والمساهمة في البحث العلمي المستقبلي.
  • تحليل الخطأ والأخطاء المحتملة: يجب على الباحث أيضًا تحليل الأخطاء المحتملة وتوضيح العوامل التي قد تؤثر على دقة النتائج والتوصيات.

 

  1. الابتكار والتطور

يشجع البحث العلمي على الابتكار والتطور في مجالات مختلفة. ومن خلال البحث يمكن اكتشاف مفاهيم وتقنيات جديدة تسهم في تطوير المعرفة والتقدم العلمي. وتشمل جوانب الابتكار والتطور في البحث العلمي ما يأتي:

  • تطوير المنهجيات والتقنيات: يشمل ذلك استخدام أساليب وأدوات جديدة في جمع البيانات، وتحليلها، وتفسير النتائج، مما يسهم في تقدم المجالات العلمية المختلفة.
  • الابتكار في التصميم البحثي: يعني ذلك استحداث أساليب بحثية جديدة تساعد في حل المشكلات البحثية بطرق أكثر فعالية ودقة.
  • اكتشاف المعرفة الجديدة: يعمل الباحثون على فتح آفاق جديدة في المعرفة والاكتشافات من خلال دراساتهم وأبحاثهم، مما يسهم في تطور الحقول العلمية المختلفة.
  • التطبيقات العملية والتكنولوجية: يهدف البحث العلمي إلى إيجاد حلول عملية وتطبيقات تكنولوجية جديدة تسهم في تحسين جودة الحياة وحل المشكلات العملية.
  • التعاون والتبادل الدولي: يساهم التعاون بين الباحثين والمؤسسات العلمية في تبادل الخبرات والمعرفة، وتطوير المشاريع البحثية الكبيرة التي قد تحتاج إلى جهود مشتركة من مجموعة متنوعة من الخبراء

 

  1. التعاون والمشاركة

يتطلب البحث العلمي التعاون والمشاركة بين الباحثين والمؤسسات العلمية المختلفة. يعتمد النجاح في البحث على قدرة الباحثين على التعاون وتبادل الخبرات والمعرفة. ويشمل التعاون والتشارك في البحث العلمي ما يأتي:

  • تبادل المعرفة والخبرات: يساعد التعاون العلمي على تبادل المعرفة والخبرات بين الباحثين من مختلف الثقافات والخلفيات العلمية، مما يثري المجال البحثي ويساهم في تطوير المفاهيم والنظريات.
  • توفير الموارد والمعدات: يتيح التعاون بين الباحثين فرصة مشاركة الموارد والمعدات البحثية، وهذا يساعد في توفير الإمكانيات اللازمة لإجراء البحوث ذات المستوى العالي.
  • تحقيق نتائج أوسع وأعمق: يمكن للتعاون بين الباحثين من مختلف الدول والمؤسسات أن يؤدي إلى إنتاج نتائج أبحاث أكثر شمولية ودقة، حيث يتم مشاركة المعلومات والبيانات وتحليلها بطرق متنوعة وشاملة.
  • تطوير المهارات البحثية والتدريب: يوفر التعاون الفرصة للباحثين لتطوير مهاراتهم البحثية والتدريبية من خلال التفاعل مع زملائهم والاستفادة من خبراتهم ومعارفهم.
  • تعزيز الروابط العلمية والثقافية: يعزز التعاون العلمي بين الباحثين الروابط العلمية والثقافية بين الدول والثقافات المختلفة، مما يسهم في تعزيز التفاهم الدولي والسلم العالمي.

 

  1. التحقق من الفرضيات

يُعتبر التحقق من الفرضيات واحدة من الخصائص الأساسية للبحث العلمي. يتم ذلك من خلال تجميع البيانات وتحليلها للتأكد مما إذا كانت الفرضيات المقدمة تدعمها الأدلة أم لا.ويشمل التحقق من الفرضيات في البحث العلمي ما ياتي:

  • تحديد الفرضيات الأساسية: يبدأ التحقق من الفرضيات بتحديد الفرضيات الأساسية التي تراد اختبارها أو التحقق من صحتها في البحث العلمي.
  • تصميم التجارب أو الدراسات: يجب تصميم تجارب أو دراسات محكمة تتيح للباحث فحص الفرضيات المطروحة بشكل دقيق وموضوعي.
  • جمع البيانات والمعلومات: يتطلب التحقق من الفرضيات جمع البيانات والمعلومات المناسبة التي تساعد في اختبار صحة الفرضيات وتأكيدها.
  • تحليل البيانات بشكل مناسب: يتم تحليل البيانات والنتائج التي تم جمعها بشكل منهجي ودقيق للتحقق من مدى تطابقها مع الفرضيات المقترحة.
  • الاستنتاجات والتوصيات: يستنتج الباحث نتائج الدراسة أو التجربة بناءً على التحليل الذي قام به، ويقوم بتحقيق أو تأكيد الفرضيات بناءً على هذه النتائج، كما يقدم التوصيات اللازمة استنادًا إلى الاستنتاجات.
  • التحقق من المصادر والثبات: يجب على الباحث التحقق من المصادر وثبات النتائج بتكرار التجارب أو الدراسات، إذا كان ذلك ممكنًا، للتأكد من صحة الاستنتاجات والتوصيات.

 

  1. التنظيم

يعد التنظيم  من خصائص البحث العلمي، وجزءًا أساسيًا من عملية البحث العلمي، حيث يساهم في جعل البحث فعالًا ومنظمًا وقابلاً للفهم. ويشمل التنظيم في البحث العلمي ما يأتي:

  • تنظيم المعلومات: يتطلب البحث العلمي جمع وتنظيم مجموعة كبيرة من المعلومات والبيانات. يجب ترتيب هذه المعلومات بشكل منطقي ومنظم لتسهيل الوصول إليها واستخدامها في مراحل مختلفة من البحث.
  • تنظيم الأفكار والمفاهيم: يجب أن يكون البحث العلمي مُنظَّمًا بشكل متسق من الناحية الفكرية، حيث يتم تنظيم الأفكار والمفاهيم بطريقة تسهل عملية فهم القارئ للموضوع المعروض.
  • تنظيم الهيكل: يشمل ذلك تنظيم البحث بشكل منطقي ومنظم، بدءًا من مقدمة البحث ووصولاً إلى الاستنتاجات والتوصيات. يجب أن يكون هناك تسلسل منطقي في العرض يسهل متابعة أفكار الباحث وتطورها.
  • تنظيم الوقت: يتطلب البحث العلمي تخصيص وتنظيم الوقت بشكل فعال لإكمال مختلف مراحل البحث، بما في ذلك جمع البيانات، وتحليلها، وكتابة التقارير والأوراق البحثية.
  • تنظيم الإجراءات والتجارب: في حالة البحوث التجريبية، يتعين تنظيم الإجراءات والتجارب بعناية لضمان دقة النتائج وتكرارية التجارب.

 

تحدثنا خلال هذا المقال عن خصائص البحث العلمي، ومنها المنهجية والتنظيم، كما يتطلب الدقة والدراسة الشاملة، وكذلك الإبداع والابتكار، وغيرها من الخصائص التي فصلناها وشرحناها هنا.