الأمراض التي يعالجها الثوم كثيرة. فقد عُرف الثوم منذ القدم بكونه أحد الأغذية المستخدمة في علاج العديد من الأمراض والاضطرابات، أو التخفيف منها وتحسينها، وتقوية المناعة؛ لما يحتويه من عناصر غذائية غنيّة وفعّالة، ومن أشهر هذه الأمراض نزلات البرد، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وغيرها العديد من الأمراض والمشاكل الصحية التي سنتحدث عنها تباعًا.
ما هي الأمراض التي يعالجها الثوم
يُشير العلماء إلى أنّ فائدة الثوم وفعاليته في علاج الأمراض غالبًا تكمن في مركب الكبريت الذي ينتج عند مضغ الثوم، أو هرسه، أو تقطيعه. وفيما يأتي سنذكر أكثر الأمراض شيوعًا التي قد يساهم هذا النبات القيّم في علاجها أو التخفيف منها.
1. نزلات البرد
قد يساعد الثوم في التخفيف من حدّة أعراض نزلات البرد نتيجةً لقدرته على تعزيز صحة الجهاز المناعي. ويعود الفضل بذلك إلى بعض المركبات الموجودة في الثوم كمركب الأليسين الذي يتحوّل لمركب الكبريت، والذي يساهم بدوره في تعزيز استجابة بعض أنواع كريات الدم البيضاء المكافحة للفيروسات وخاصةً تلك المسببة لنزلات البرد والإنفلونزا. كما تُشير بعض الدراسات إلى أنّ الثوم قد يساعد على تقليل فرص الإصابة بالمرض، ففي دراسةٍ أُجريت على مجموعةٍ تتألف من 146 شخصًا تناولوا مكملات الثوم الغذائية مدّة 3 أشهر وُجد أنّ خطر إصابتهم بنزلات البرد انخفض بنسبةٍ عالية مقارنةً بالمجموعة الأخرى التي لم تتناول هذه المكملات.
يساهم الثوم في خفض خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية بما نسبته 16-40%
2. ارتفاع ضغط الدم
تُشير الدراسات إلى أنّ مكملات الثوم الغذائية تساهم في خفض ضغط الدم لدى المصابين بارتفاعه، الأمر الذي ارتبط بخفض خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية بما نسبته 16-40%. إذ يُعدّ ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بأمراض القلب.
وفي دراسةٍ أخرى ظهر أنّ مركب الأليسين الموجود في الثوم قد يساعد على إرخاء الأوعية الدموية وبالتالي السماح للدم بالتدفق عبر بسهولة ويُسر. بالإضافة إلى أنّه قد يقلل من إنتاج الهرمون المسؤول عن رفع ضغط الدم. والذي يُعرف باسم آنجيوتنسين angiotensin II، ومن الجدير بالذكر أنّه لوحظ أن للثوم تأثير مماثل لبعض أدوية ضغط الدم المرتفع ولكن بآثار جانبية أقل.
3. ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم
قد يساهم الثوم في التقليل من مستوى الكوليسترول في الدم وخاصةً مستوى الكوليسترول الضار LDL؛ إذ أوضح بحثٌ أُجري عام 2016 أنّ تناول مكملات الثوم مدّة شهرين قد يُقلل من مستوى الكوليسترول الضار بنسبة 10%، وأنّ هذا التأثير لوحظ لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاعٍ طفيف في مستوى الكوليسترول. ومن جهة أخرى لم يكن للثوم أي تأثير في مستوى الدهون الثلاثية أو مستوى الكوليسترول الجيد HDL.
4. مرض السكري
قد يساعد تناول الثوم بكميات معتدلة تُقدّر بمقدار فصٍ واحدٍ يوميًا على ضبط مستوى السكر في الدم. وتحسين حساسية الإنسولين لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني. كما أنّه قد يساعد على خفض مستوى سكر الدم الصيامي إذا ما تمّ تناوله يوميًا. لكن تجدر الإشارة إلى عدم وجود أدلةٍ كافية تُثبت هذه النتائج.
5. مرض الزهايمر والخرف
يحتوي الثوم على مجموعةٍ من مضادات الأكسدة التي تعزز من العمليات الحيوية وبالتالي تحمي من الضرر التأكسدي الناجم عن الجذور الحرة. أو ما يُعرف بالـ Free radicals، الذي ينجم عنه تلف الخلايا المرتبطة بالتقدم في السن والقصور المعرفي أو الإدراكي (Cognitive Decline). ففي هذا الجانب تُشير الأبحاث إلى أنّ مضادات الأكسدة قد تساهم في تقليل الإجهاد التأكسدي. وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة به مثل مرض الزهايمر.
6. تساقط الشعر
من الشائع جدًا استخدام الثوم أو زيت الثوم لعلاج مشاكل الشعر كالتساقط. وقد يعود ذلك لاحتوائه على مجموعة من العناصر الغذائية مثل فيتامينC وفيتامين B6، إضافة إلى كلّ من السيلينيوم والمغنيسيوم، والتي تقوي جميعها من صحة الشعر. بالإضافة إلى ذلك فإنّ للثوم خصائص مضادة للميكروبات والفطريات. والتي قد تساعد على مكافحة البكتيريا والجراثيم. وبالتالي المحافظة على صحة فروة الرأس. الأمر الذي قد يساعد على زيادة نمو الشعر والتقليل من تساقطه.
7. العدوى الفطرية
للثوم القدرة على مكافحة الفيروسات والفطريات والبكتيريا. ويعود ذلك لمركب الأليسين الموجود فيه، وبالإضافة لقدرته على مكافحة الفيروسات وُجد أنّه فعّال اتجاه أنواع عدّة من البكتيريا مثل بكتيريا إي-كولاي (E-Coli) المقاومة للأدوية، كما تُشير بعض الدراسات إلى أنّ مركب الأليسين قد يساعد على تثبيط نمو بكتيريا الميرسا (MRSA). أمّا عن خصائص هذا المركب المضادة للفطريات فقد لوحظ أنّه قادر على مكافحة العدوى الفطرية المهبلية لدى النساء أو ما تُعرف بالكانديدا (Candida).
أمراض أخرى قد يعالجها الثوم
يُستخدم الثوم منذ القدم لعلاج عددٍ من الأمراض أو التخفيف من أعراضها، بعضها ما تمّ إثباته والبعض الآخر ما زال قيد البحث والدراسة، لذا يجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب عند اللجوء لاستخدام الثوم في علاج الأمراض، والتي نذكر منها ما يأتي:
- الإمساك.
- الحُمّى.
- السعال.
- الاكتئاب.
- أعراض الطمث أو الدورة الشهرية لدى النساء.
- المغص.
- ضعف الشهية.
- آلام العضلات.
- دوار البحر.
- الجروح والأمراض الجلدية.
- الإسهال.
الآثار الجانبية للثوم والتداخلات الدوائية
يُعرف الثوم بمذاقه اللاذع والقوي،وعلى الرغم من أنّه من الأغذية الآمنة الاستهلاك بكميات معتدلة، إلّا أنّه قد يؤثر سلبًا في بعض الحالات. إذ نتيجةً لرائحته النفّاذة قد يُسبب الثوم النيء بانبعاث رائحة كريهة للفم والنفس، كما قد يؤدي إلى شعور مزعج في المعدة بالإضافة إلى تسببه بالغازات، و الشعور بالحرقة.
أمّا إذا تمّ تناوله على شكل مكملات غذائية فإنّه قد يزيد من خطر النزيف خاصةً لدى الأشخاص الذين يخضعون للعلاجات المميعة للدم مثل الوارفارين (Warfarin)، أو في حال الخضوع لعملية جراحية، إذ إنّه يُبطئ من عملية تخثّر الدم لذا من المهم استشارة الطبيب قبل تناوله.
وقد يلجأ بعض الأشخاص لتطبيق الثوم موضعيًا على الجلد لعلاج بعض المشاكل الجلدية، لكنّ ذلك قد يؤثر سلبًا مؤديًا بذلك إلى حدوث تهيّج شديد في الجلد، ومن المهم الإشارة إلى عدم وجود أدلّة كافية تُثبت مدى صحة تطبيق الثوم موضعيًا على الجلد من قِبًل المرأة الحامل أو المرضع، لذا من الأفضل تجنّبه خلال تلك الفترة.
تحدثنا في هذا المقال عن الأمراض التي يعالجها الثوم حيث يلجأ العديد من الأشخاص منذ قديم الزمان لاستهلاك الثوم كأحد الأغذية الفعّالة التي قد تساعد على علاج بعض الأمراض، والتي يُعدّ ارتفاع ضغط الدم، ونزلات البرد، وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم أكثرها شيوعًا. وعلى الرغم من اعتباره مصدرًا غذائيًا آمنًا إلّا أنّه يُنصح دومًا باستشارة الطبيب في حال وجود مثل هذه الأمراض لأخذ العلاج المناسب، والتحقق من درجة أمان استخدام الثوم للمساعدة في علاج مثل هذه الحالات. ونُشير إلى ضرورة استشارة الطبيب في المقام الأول قبل اللجوء إلى استخدام أي غذاء أو مكمل غذائي بهدف العلاج لما قد يكون له من تأثير جانبيّ في الحالة الصحية.