11-نوفمبر-2022
تطبيق ماستودون

يبدو التطبيق صعب الاستخدام للوهلة الأولى (Getty)

تزايد الاهتمام في الأسابيع الماضية بمنصة جديدة للتواصل الاجتماعي، تعمل عبر تطبيق مفتوح المصدر اسمه "ماستودون" (Mastodon)، والذي تداول كثيرون بعض المزايا التي يوفرها باعتباره بديلًا ديمقراطيًا محتملًا عن منصة تويتر، التي تتزايد الفوضى عليها بعد استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عليها بصفقة بلغت قيمتها 44 مليار دولار أمريكي. 

شهد تطبيق ماستودون قفزة كبيرة في عدد المستخدمين الجدد المسجلين عليه بعد استحواذ ماسك على شركة تويتر 

وفي حين يخشى كثيرون أن تكون سيطرة ماسك على تويتر هي بداية النهاية لواحدة من أشهر المنصّات الإلكترونية العالمية، أو عاملًا مسرّعًا في انهيارها الوشيك كما حذّر منه البعض، فقد تزايد الزخم على تطبيق "ماستودون" الجديد، والذي يستعرض التراصوت في هذا المقال بعض أهم التفاصيل والمزايا والحقائق حوله: 

تطبيق من عالم "الفيديفيرس"

منصّة ماستودون تنتمي إلى شبكة يصطلح عليها البعض باسم "الشبكة المفدرلة" (federated network)، بمعنى أنها توليفة من آلاف الشبكات الاجتماعية التي تستفيد من خوادم في مختلف أرجاء العالم، مرتبطة معًا بتقنية "ماستودون" المشتركة، وعلى منصّة تدعى "فيديفيرس" (Fediverse). 

هذه التفاصيل التقنية قد تتضح أكثر خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار التزايد في أعداد المستخدمين للمنصّة الجديدة، لكن الفكرة الأساسية فيها هو أن المستخدم يقوم بالتسجيل في خادم معين، يديره غالبًا متطوعون يتم اختيارهم وفق معايير صارمة، و يحصلون على دعم وتبرعات متفرقةعبر شركة "باتريون" (Patreon). 

تطبيق ماستودون

ووفق هذه الآلية، فإنه يمكن نظريًا للمستخدم الجديد إنشاء خادم خاص به لو كان يرغب في وضع قواعد خاصة، إلا أنه عمومًا ينصح بالاشتراك عبر الخوادم التي تستهدف اهتمامات المستخدمين حسب الموقع الجغرافي أو المواضيع التي يهتمون بها، علمًا أن جميع الخوادم الفعالة تعمل ضمن "ميثاق شرف" يتعهد من يوافق عليه بتفعيل آليات لضبط المحتوى ضد أي تعبيرات عنصرية أو تمييزية على أساس الجنس أو الدين أو العرق. معظم الخوادم المتوفرة لمستخدمين في أوروبا، وبعضهم في الولايات المتحدة الأمريكية، أغلبها باللغة الإنجليزية، وبعضها بلغات أوروبية مثل الألمانية والهولندية. 

لكن، وبصرف النظر عن الخادم الذي اشتركت به، فإنه يمكنك متابعة المستخدمين من عدة خوادم، كما أنك لن تتعرض لأي محتوى دعائي على المنصّة على الإطلاق. وعمومًا، لن تجد حجمًا لافتًا من المحتوى على المنصّة. كل شيء هادئ على جبهة هذا ماستودون حتى اللحظة، خاصة في حجم المستخدمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 

تغريد بشكل جديد 

منصة ماستودون هي منصّة "فرعية" أو "بديلة" يقوم عليها أشخاص ذو توجهات يسارية ليبرالية، مناهضة لسيطرة الشركات الكبرى وأصحاب المليارديرات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحاول شقّ بداية طريق بديل عن الوضع القائم. المشروع يبدو طموحًا للغاية، إلا أن الاهتمام الكبير بها مؤخرًا، وحركة "النزوح" من تويتر بين عدد من المستخدمين، قد جددت الأمل بآفاق مثل هذه المشاريع البديلة، وقدرتها على التأثير في عالم الاتصال الرقمي الحديث. وبحسب ما توضح الغارديان، فإن هذا التطبيق قد شهد قفزة بعدد المستخدمين بلغت 70،000 مستخدم في يوم واحد  فقط، وهو اليوم التالي لإعلان ماسك وضع يده على تويتر، وإعلانه عن خطة لتقليص نفقاتها وفصل أعداد كبيرة من الموظفين فيها. 

التطبيق يعمل عمومًا بطريقة مشابهة لتويتر، سواء في شكل صفحة الحساب الرئيسي أو "الفيد"، إلا أن اسم المستخدم يكون مرتبطًا بالخادم الذي تم التسجيل عليه أول مرة، ويتم التسجيل بطريقة سهلة دون طلب قدر كبير من المعلومات والبيانات الشخصية، إذ لا يقوم التطبيق بجمع أي بيانات عن المستخدمين. لكن التعوّد عليه يحتاج إلى بعض الوقت، وبالنسبة للمستخدمين العرب، ستكون هذه المساحة البديلة "غير المركزية" أشبه بصحراء تقنية قاحلة، على الرغم من إمكاناتها الكبيرة للمستخدمين، ولاسيما للناشطين والصحفيين. 

التوثيق على ماستودون مجّاني وسهل بخلاف منصة تويتر 

أما التوثيق على ماستودون فمجّاني وسهل، إلا أنّه ليس للجميع أيضًا. آلية التوثيق على هذا التطبيق حاليًا تشترط ربط الحساب بموقع إلكتروني خاص بالمستخدم الراغب بتوثيق حسابه. 

إلا أن التحدي الأكبر أمام مثل هذا التطبيق الواعد هو أن استخدامه غير سلس في البداية، وقد يصدّ أي مستخدم لا يمتلك "النفس التقني" للخوض فيه وتجربته والاستفادة منه. كما أن إدارته بهذه الطريقة غير المركزية في مقاربتها تعني عدم امتلاك القدرات التقنية الكافية لتطوير تجربة مستخدم تأخذ باعتبارها مطلب النموّ، سواء على مستوى إقليمي ضيق، مثل أوروبا التي تعتبر مهد هذا التطبيق، أو عالمي كما يطمح مؤسس التطبيق. 

من طوّر تطبيق ماستودون؟ 

مبرمج ألماني شاب يدعى يوجين روشكو، من مواليد العام 1993، وهو يهودي من أصول روسية، انتقل مع أسرته إلى ألمانيا وهو في سن الحادية عشرة. في العديد من البرامج والمقابلات التي أجريت معه، عبر روشكو عن آراء تقدمية فيما يتعلق بحرية التعبير والحريات الشخصية، ومناهضة العولمة الاقتصادية، كما له العديد من الآراء التي ينتقد فيها سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي.