27-يناير-2021

تظاهرة أمام مقر جوجل في لندن سنة 2019 (Getty)

أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى إنهاء مجموعات من موظفي شركة جوجل  حول العالم  إجراءات تشكيل تحالف نقابي خاص بهم تحت اسم Alpha Global، يهدف بشكل أساسي إلى تأمين مصالحهم، والعمل على تحصيل حقوقهم. ويأتي هذا الإعلان في وقت كثُر الحديث فيه عن ظروف العمل الصعبة التي يواجهها الموظفون في جوجل.

يهدف تحالف ألفا غلوبال لمتابعة قضايا عدم المساواة والتمييز بين الجنسين، وقضايا التمييز العنصري، إضافة إلى شكاوى التحرش خلال دوام العمل

كما أعلن لاحقًا الاتحاد العالمي للعمال UNI، الذي يساعد أكثر من 20 مليون موظف وعامل حول العالم، أنه قدّم الدعم لـتحالف Alpha Global خلال تأسيسه. ويضمّ هذا التحالف النقابي عمالًا وموظفين من عشر دول، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، ألمانيا، سويسرا والسويد. وقال البيان التأسيسي أن التحالف سيعمل لأجل الموظفين الدائمين في جوجل، إضافة إلى العاملين المؤقتين، المندوبين والمتعاقدين.

اقرأ/ي أيضًا: عمالة الأطفال تتفاقم عربيًا وعالميًا في ظل استمرار جائحة كوفيد - 19

وكانت أولى التحركات في هذا الاتجاه قد ظهرت مطلع العام الحالي، عندما قام  226 موظفًا في جوجل في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، بتأسيس مجموعة عمالية في ما بينهم، بعد شعورهم بالاستياء من قيام جوجل بطرد موظف أسود البشرة بعد انتقاده سياسة التوظيف. وقد أطلق الموظفون على تجمّعهم اسم alphabet workers على اعتبار أنهم يتّبعون وظيفيًا لشركة ألفا بيت، مالكة جوجل. وتخطّى عدد المنتسبين إلى ألفابت ووركر الـ600 شخص خلال أيام قليلة.

يأتي تحرّك موظفي جوجل ضمن سياق تحركات عديدة قام بها موظفو الشركات العملاقة في الولايات المتحدة الأمريكية، كتيسلا وأمازون، خاصة مع نشر أرقام بداية العام عن الأرباح الكبيرة التي حققتها هذه الشركات، في الوقت الذي كان يواجه الموظفون ظروفًا إنسانية صعبة في العمل، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا، إضافة على عدم حصولهم على علاوات على رواتبهم بالرغم من ازدياد المهام الموكلة إليهم. 

وتشير التوقعات أن تحالف ألفا غلوبال سيكتسب قوة كبيرة، من خلال توحيد جهود العاملين في جوجل في بلدان مختلفة. ولن يكون للاتحاد مبدئيًا اتفاق ملزم مع جوجل، على الأقل في الفترة الأولى، لكن الاتحاد سيسعى إلى إبرام اتفاقية مع الوقت، بهدف تثبيت الإنجازات المحقّقة، وبهدف وضع أطر لمتابعة قضايا العمال في المستقبل. مع معرفة الاتحاد المسبقة بصعوبة توقيع جوجل على اتفاقية في هذا الخصوص.

ليست جوجل الشركة العملاقة الوحيدة التي لا يحظى فيها العمال بحقوقهم ولا تتمّ معاملتهم بمساواة بغض النظر عن لونهم أو جندرهم، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تكون تجربة Alpha Global مقدمة لتحركات مشابهة في المستقبل

ويتمثل هدف ألفا غلوبال بشكل أساسي، في معالجة القضايا  المحلية للعاملين، كالشروط المفروضة على المشرفين على المحتويات في بعض البلدان، والتي تكون غالبًا مجحفة في حقهم. إضافة إلى مسألة إجبار الموظفين على توقيع اتفاقيات عدم الإفشاء، وهي اتفاقيات تقيّد الموظفين، وتقلّل من فرص حصولهم على فرص عمل خارج جوجل في المستقبل، بسبب اتفاقيات حماية المعلومات. كذلك السعي لمتابعة قضايا عدم المساواة والتمييز بين الجنسين، وقضايا التمييز العنصري، إضافة إلى شكاوى التحرش خلال دوام العمل.

اقرأ/ي أيضًا: BBC تنفق 1.12 مليون جنيه إسترليني لمواجهة اتهامات التمييز في الأجور ضد النساء

في ذات السياق نظم عدد من الموظفين في جوجل مسيرات بجانب المبنى الرئيسي للشركة. ورفعوا شعار "يمكننا معًا تغيير طريقة عمل ألفابيت"، ووزعوا مجموعة من المناشير تتضمن بيان إعلان انطلاق حركتهم، والذي يدعو الشركة إلى احترام حقوق العمال. ويقول البيان أنه بالرغم من أن ألفابيت تمثل من خلال جوجل، مركزًا عالميًا للإبداع والتطور من خلال التكنولوجيا العظيمة في مجال محركات البحث، وفي مجال البريد الإلكتروني وما إلى ذلك، فإنها وللأسف، تخلق بيئة من التمييز العنصري والجندري، وعدم المساواة بين الموظفين، إضافة إلى ميلها لإسكات الأصوات المطالبة بتحسين الحقوق. وأكد البيان على قدرة العمال في حال توحّدوا، على تحقيق انتصارات مهمة وتحسين نوعية العمل في الشركة. مذكّرين بالنماذج الكثيرة للحركات العمالية المثمرة في العصر الحديث.

تظاهرة ضد سياسات جوجل (بزنس انسايدر)

ليبدو أن تأسيس Alpha Global، سيشكل علامة فارقة في الحركات النقابية والعمالية في المستقبل، خاصة في ما يتعلق بالشركات العملاقة التي تمتلك فروعًا في دول مختلفة، وتضع القوانين والسياسات بطريقة اعتباطية. إذ ليست جوجل الشركة العملاقة الوحيدة التي لا يحظى فيها العمال بحقوقهم ولا تتمّ معاملتهم بمساواة بغض النظر عن لونهم أو جندرهم، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تكون تجربة Alpha Global مقدمة لتحركات مشابهة في المستقبل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أولويات جديدة لقواعد السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في حقبة بايدن

القطاع الصناعي في بريطانيا يطالب بدعم الدولة وتخفيض الضرائب لتجنب الانهيار