08-يونيو-2023
gettyimages

ترغب فرنسا في دعم جهود إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان (Getty)

عيّن قصر الإليزيه أمس الأربعاء وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لودريان مبعوثًا خاصًا إلى لبنان، ويسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من وراء هذا التعيين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، إلى الدفع قدمًا بالجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة السياسية في لبنان. 

اعتبر مسؤول في الإليزيه أمس الأربعاء أن تعيين لودريان مبعوثًا خاصًا للرئيس الفرنسي إلى لبنان هو "محاولة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية التي يتخبّط فيها البلد"

ويتزامن تعيين لودريان مع تحديد جلسة جديدة لمجلس النواب اللبناني في 14 حزيران/يونيو الجاري من أجل التصويت على رئيس جديد للبلاد خلفًا لميشال عون، وكانت قوى لبنانية دفعت بمرشح جديد لمنصب الرئيس هو الوزير السابق للمالية جهاد أزعور الذي أجمعت القوى المسيحية على ترشيحه في مقابل رفض حزب الله اللبناني له، حيث يظل زعيم تيار المردة سليمان فرنجية هو خيار حزب الله وحركة أمل.

وفي التفاصيل، اعتبر مسؤول في الإليزيه أمس الأربعاء أن تعيين لودريان مبعوثًا خاصًا للرئيس الفرنسي إلى لبنان هو "محاولة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية التي يتخبّط فيها البلد"، على حد وصفه. 

زكي وزكية الصناعي

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مستشار للرئيس الفرنسي طلب عدم الكشف عن اسمه قوله إن "لودريان البالغ من العمر 75 عامًا والذي شغل منصب وزير خارجية فرنسا لمدة خمسة أعوام حتى 2022، سيُكلّف بصفته رجلًا يتمتع بخبرة واسعة في إدارة الأزمات، بالمساعدة في إيجاد حلّ توافقي وفعّال للأزمة اللبنانية التي تفاقمت خصوصًا بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020".

وأردف المستشار الفرنسي أنّ لودريان "يخطط للذهاب إلى لبنان قريبًا جدًا"، منوهًا إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب من مبعوثه لودريان "أن يعدّ له سريعًا تقريرًا عن الوضع في لبنان البلد يتضمّن مقترحات عمل".

getty

يذكر أن لودريان سبق وأن كان وزيرًا للدفاع في عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند في الفترة ما بين 2012-2017، والتحق بحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون وزيرًا للخارجية ما بين 2017 – 2022، قبل أن يتبعد عن عن الساحة السياسية منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فرنسا عام 2022، ليعود من بوابة العمل كمبعوث خاص إلى لبنان الذي يحظى بأهمية لدى باريس.

وبحسب المستشار الرئاسي  الذي تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية فإن الوضع في لبنان "لا يزال صعبًا" ويقتضي بالتزامن مع تجاوز الأزمة السياسية "الخروج في الوقت نفسه من الصعوبات الاقتصادية والمالية" التي عصفت باللبنانيين بسبب غلاء المعيشة والتضخم وانهيار العملة.

بودكاست مسموعة

وينظر إلى الدور الفرنسي في لبنان منذ الأزمة بالكثير من التشكيك، لناحية قدرته على حلحلة الأزمة، فقد سبق لماكرون نفسه أن انخرط شخصيًا من أجل حل الأزمة، إلا أن مساعيه "باءت بالفشل"، مكتفيًا، بـ "مناشدة الطبقة السياسية اللبنانية تجاوز انقساماتها، لكنّ دعواته لم تلق آذانًا صاغية حتى الآن"، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وبمناسبة دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى انعقاد جلسة جديدة 14 حزيران/يونيو أصدر الإليزيه بيانًا جاء فيه: "كون البرلمان منعقدًا، يجب أن يكون هذا الموعد مفيدًا (...) ويجب ألّا تضيع أي فرصة". 

بحسب المستشار الرئاسي  الذي تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية فإن الوضع في لبنان "لا يزال صعبًا" ويقتضي بالتزامن مع تجاوز الأزمة السياسية "الخروج في الوقت نفسه من الصعوبات الاقتصادية والمالية"

وأشار بيان الإليزيه"إلى تنافس مرشّحين هما سليمان فرنجية وجهاد أزعور"، مؤكدًا "أنّ ليس للإليزيه مرشّح لخلافة ميشال عون"، وأكد المستشار الرئاسي الفرنسي لفرانس برس ذلك بقوله: "موقفنا لا يزال على حاله فالخروج من الأزمة يتطلّب أكثر من اتّفاق على اسم"، مردفًا القول: إنّ "المرشّح الأنسب هو الشخص الذي سيتمكّن من الالتزام بالإصلاحات الأكثر ضرورية".  مضيفًا أنه سيتعيّن على لودريان "الاستماع إلى الجميع في لبنان من أجل تسهيل التوصّل إلى حلّ توافقي وفعّال".