06-أبريل-2024
الفرق بين التعلم الآلي والتعلم العميق

(freepik) هناك فروقات واضحة بين استخدام التعلم الآلي والتعلم العميق

برز في الآونة الأخيرة مصطلحان مهمان للغاية هما "التعلم الآلي" و "التعلم العميق" كمفتاح لفهم العديد من التطبيقات الحديثة. بينما يبدوان متشابهين للوهلة الأولى، إلا أنهما يختلفان في التعريف والوظيفة. التعلم الآلي يشير إلى قدرة الأنظمة الحاسوبية على التعلم من البيانات وتحسين أدائها مع الزمن دون التدخل البشري المباشر.

على النقيض من ذلك، يُعرف التعلم العميق بأنه فئة من التعلم الآلي تعتمد على النماذج العميقة للشبكات العصبونية الاصطناعية، والتي تُحاكي التشغيل البشري للدماغ. فيمَا يتعلق بالميزات، يتميز التعلم الآلي بالقدرة على تحليل البيانات واستخراج الأنماط منها، بينما يتميز التعلم العميق بالقدرة على التعلم التمثيلي للبيانات باستخدام طبقات متعددة من التشغيلات الرياضية. أما بالنسبة للأوجه الاختلافية الرئيسية، فتكمن في الهياكل والمعالجات المستخدمة، حيث يعتمد التعلم العميق على الشبكات العصبونية الاصطناعية العميقة، بينما يمكن أن يستخدم التعلم الآلي مجموعة متنوعة من الخوارزميات.

 

تعريف التعلم الآلي

ما تعريف التعلم الآلي
يُستخدم التعلم الآلي في حل مجموعة متنوعة من المشكلات

يُعدّ التعلم الآلي فرعًا من فروع الذكاء الاصطناعي يُمكّن أجهزة الكمبيوتر من التعلم من البيانات دون الحاجة إلى برمجتها بشكل صريح. يعتمد هذا المجال على استخدام خوارزميات رياضية متقدمة لتحليل البيانات واستخراج الأنماط والتنبؤ بالنتائج المستقبلية.

يُستخدم التعلم الآلي في حل مجموعة متنوعة من المشكلات، مثل تصنيف البيانات إلى فئات محددة، والتنبؤ بقيم مستقبلية بناءً على البيانات التاريخية، واكتشاف الأنماط والعلاقات المخفية في البيانات التي قد لا تكون واضحة للبشر.

يساهم التعلم العميق في تحسين الأداء وزيادة الكفاءة في العديد من المجالات مثل التكنولوجيا، والطب، والاتصالات

 

تعريف التعلم العميق

التعلم العميق هو نوع من أنواع التعلم الآلي مستوحى من بنية الدماغ البشري، حيث يستخدم شبكات عصبية اصطناعية تتكون من طبقات متعددة من الخلايا العصبية الاصطناعية. تعتمد هذه الشبكات على تعلم العلاقات المعقدة بين البيانات من خلال تحليلها على مستويات متعددة، مما يمكنها من استخلاص الأنماط والخصائص الأساسية للبيانات بشكل أفضل وأدق.

من خلال تطبيقاته المتعددة، يظهر التعلم العميق كأحد أكثر الأدوات حيوية في عصرنا الحالي، حيث يساهم في تحسين الأداء وزيادة الكفاءة في العديد من المجالات مثل التكنولوجيا، والطب، والاتصالات، وغيرها، ويعزز بذلك الابتكار والتطور في مجالات متعددة ويفتح أبوابًا جديدة لإمكانات لم تكن متاحة من قبل.

ميزات التعلم الآلي

  • التعلم من البيانات: القدرة على تحليل البيانات واستخراج الأنماط والتنبؤ بالنتائج.
  • التحسين الذاتي: القدرة على تحسين أدائه بشكل مستقل مع مرور الوقت.
  • التعميم: القدرة على تطبيق ما تعلمه على بيانات جديدة.

ميزات التعلم العميق

  • الدقة: القدرة على حل المشكلات المعقدة بدقة عالية.
  • التكيف: القدرة على التعلم من كميات كبيرة من البيانات غير المهيكلة.
  • التعميم: القدرة على تطبيق ما تعلمه على مجالات جديدة.

التعلم العميق والتعلم الآلي
التعلم الآلي والتعلم العميق يتفرعان من الذكاء الاصطناعي

أوجه الاختلاف الرئيسية

  • البنية: يستخدم التعلم الآلي خوارزميات رياضية تقليدية لتحليل البيانات واستخراج الأنماط منها، في حين يعتمد التعلم العميق على استخدام شبكات عصبية اصطناعية. الخوارزميات الرياضية التقليدية تعتمد على مجموعة من المعادلات والتقنيات الرياضية لتحليل البيانات وتطبيق النماذج التنبؤية، بينما تستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية تركيبًا مُشابهًا للهيكل العصبي في الدماغ البشري لتحقيق نتائج أكثر دقة وفعالية في التعرف على الأنماط والتنبؤ بالنتائج. هذا التكامل بين الخوارزميات الرياضية التقليدية وشبكات العصب الاصطناعية يسمح للتعلم الآلي بتحقيق أداء متميز في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك التصنيف البريدي، وتوصيات المنتجات، وكشف الاحتيال.
  • حجم البيانات: تتضح أهمية كمية البيانات في تحديد نوع التعلم المستخدم، حيث يعتمد اختيار بين التعلم الآلي والتعلم العميق على عدة عوامل، بما في ذلك كمية البيانات المتاحة وتعقيدها، وبالنسبة للتعلم الآلي، فإنه عمومًا يتطلب كميات بيانات أصغر نسبيًا للحصول على نتائج ملموسة ومفيدة. إذ يمكن للخوارزميات التقليدية في التعلم الآلي التعلم من كميات محدودة من البيانات وإنتاج نماذج تنبؤية مقبولة. هذا يجعل التعلم الآلي مفيدًا في العديد من السيناريوهات حيث قد تكون البيانات متاحة بشكل محدود أو عندما يكون الهدف هو إنتاج نماذج توضيحية بسيطة.
  • التعقيد: يعتمد تعقيد حلول التعلم الآلي مقارنةً بحلول التعلم العميق على عدة عوامل، بما في ذلك نوع المشكلة المطلوب حلها والبيانات المتاحة والأداء المطلوب. مع أن حلول التعلم الآلي قد تكون أبسط بشكل عام مقارنةً بالتعلم العميق، إلا أنها قد تكون كافية وملائمة في العديد من الحالات. فمثلًا؛ في حالات مثل تصنيف البيانات المبنية على مجموعة صغيرة من المتغيرات، يمكن أن تكون الخوارزميات التقليدية في التعلم الآلي كافية للحصول على نتائج دقيقة وفعالة.
  • التطبيقات: هناك فروقات واضحة بين استخدام التعلم الآلي والتعلم العميق، حيث يستخدم كل منهما في حل أنواع مختلفة من المشكلات بناءً على تعقيدها وطبيعتها. وبالنسبة للتعلم الآلي، فإنه يعتبر أداة قيمة لحل المشكلات المحددة والبسيطة، حيث يمكن أن تكون البيانات المتاحة محدودة ومناسبة للخوارزميات التقليدية في تحقيق نتائج مرضية. 

تقنيات التعلم الآلي تستخدم بشكل متزايد في الكشف عن الاحتيال في المعاملات المالي

أمثلة على تطبيقات التعلم الآلي

التصنيف البريدي يُعتبر أحد التطبيقات الرئيسية للتعلم الآلي، حيث يهدف إلى تصنيف الرسائل والبريد الإلكتروني إلى فئات مختلفة مثل البريد العادي، والفواتير، والرسائل الدعائية، وغيرها، مما يسهل عملية إدارة البريد وتنظيمه بشكل فعال.

وبالنسبة للتوصيات، فهي تعد أيضًا من تطبيقات التعلم الآلي الهامة، حيث يتم تحليل سلوك المستخدم واستخدام هذه البيانات لتقديم توصيات دقيقة ومناسبة للمنتجات أو الخدمات التي قد تهم المستخدم، مما يزيد من فرص البيع والرضا عند العملاء.

من الأمثلة على تطبيقات التعلم الآلي
مثال على خوارزمية نظام مقترحات يوتيوب

ولكن بالنسبة لمجال كشف الاحتيال، فتقنيات التعلم الآلي تستخدم بشكل متزايد في الكشف عن الاحتيال في المعاملات المالية، حيث يتم تحليل نمط السلوك المالي للأفراد أو الشركات واكتشاف أي نمط غير عادي يشير إلى احتمالية وجود عملية احتيالية، مما يساعد في حماية الشركات والمستهلكين من خسائر مالية غير مرغوب فيها.

باختصار، يُظهر استخدام التعلم الآلي في مجالات مثل التصنيف البريدي، والتوصيات، والكشف عن الاحتيال، قدرته على تحسين الكفاءة والدقة في مختلف العمليات والمجالات، مما يجعله أداة قيمة في تطوير الحلول والتقنيات الذكية في عصرنا الحالي.

أصبح التعرف على الوجوه أكثر دقة من أي وقت مضى بفضل التعلم العميق

أمثلة على تطبيقات التعلم العميق

هل لنا أن نتخيل عالمًا بدون حوادث سير؟ تُصبح هذه الرؤية أقرب مع تقنية السيارات ذاتية القيادة. تعتمد هذه السيارات على خوارزميات التعلم العميق لتحليل البيانات من أجهزة الاستشعار والكاميرات، مما يُمكنها من اتخاذ قرارات ذكية حول المسار والسرعة.

في الناحية الأُخرى، أصبح التعرف على الوجوه أكثر دقة من أي وقت مضى بفضل التعلم العميق. تُستخدم هذه التقنية في مجالات الأمن والتحقق من الهوية، مما يُحسّن من مستويات الأمان والتحكم في الوصول.

كما قد كُسِر حاجز اللغة أيضًا، فشبكات التعلم العميق تُترجم النصوص من لغة إلى أخرى بدقة عالية وكفاءة، مما يُتيح التواصل العالمي بشكل سلس، ولا يقتصر الأمر على الترجمة، إنما يُمكن أيضًا تحويل الكلام البشري إلى نص مكتوب، مما يُتيح استخدام المساعدات الصوتية والترجمة الفورية بشكل أكثر فاعلية.

وأخيرًا؛ تحليل الصور الطبية بدقة عالية للكشف عن الأمراض، مما يُساعد الأطباء في تحسين التشخيص والعلاج.

 

يُعد كل من التعلم الآلي والتعلم العميق تقنيات قوية تُستخدم في حل العديد من المشكلات في مختلف المجالات، حيث تمثل ثورة في طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع البيانات والمعلومات. فبفضل تقدم التكنولوجيا، أصبح بإمكاننا تطبيق هذه الأساليب الذكية في مجموعة متنوعة من المجالات كالطب، والتسويق، والصناعة، والنقل، والعديد من المجالات الأخرى.

يعتمد اختيار تقنية التعلم المناسبة على نوع المشكلة التي نواجهها، وحجم البيانات المتاحة، والهدف من الحل. فعلى سبيل المثال، قد يكون التعلم الآلي أكثر مناسبة لمشكلة تتطلب تحليل بيانات مُعقدة وتنبؤات دقيقة، في حين يمكن أن يكون التعلم العميق الخيار الأفضل عندما يتعلق الأمر بالتعرف على الأنماط والمعالجة الفورية للمعلومات.