13-ديسمبر-2022
لوحة لـ بول ريبيرول

لوحة لـ بول ريبيرول/ فرنسا

1

كنتُ أعرف أن الوقت سيخونها

سيتركها غارقة في خمر جسدها

الأبيض

سيجعلها تعتقد أنّ أناملها بقايا

أمواج تكسّر زبدها على فم النعاس

لكنّي ووسط هذي الضوضاء

أبحث عن صورة أشتهي

بها ذاتي من خلالها

عن ماريّا التي

تضيع بين سلالم الصوائت والصوامت

عن ماريّا التي تحرر جسدها من الثياب

عن ماريّا التي توقّع على كدمات البلاط

خطوات نحو غياب من دخان.

 

2

انتظرتها والثرثرات تأكل

من كرم صبري

كلّما دخلت أحرف اسمها

تسلّلت نكهة البرتقال

من عيني الشمس

إلى سقف حلقي

كلّما اتخذ اسمها موضع الرنين

تفوّق طعم العنب على طعم الخمر

في بدني

ماريّا يا آخر ياسمينة افلتها

سجن الغصون

ماريّا يا عطر التاريخ المختلف عليه

انتظرتها وقبل أن تجمعنا اللحظة

تولت عقارب الساعة إلى أفاعٍ

تشرب من دمنا كي ينمو الصبر

في أحشاء الحياة.

 

3

قالت لي ماريّا في اتصال هاتفي

سكب صوتها في أذني كالماء في قدح

صائم زاهد تبرّجت وتهذّبت وتزيّنت

كي أراك لكنّ الطرقات ابتعلتني

لم أكن سندبادًا لأخطفها من حيتان الإسفلت

لم أكن شوبرت لأنثرها لحنًا على أسطر الحاضر

لم أكن بورخيس لأنظمها ضوءًا يؤنس عتمة العمى

سكتّت وبقيت ماريّا بعيدًا تضحك

وقتها فقط شعرتُ كم كان سهلًا

أن أصدق سعادة الطفل حين تتدحرج كالمستحيل

الكرة أمامه..

 

4

أعرف أن كثيرات يبعدنكِ

عنّي

أعرف أنكِ نجمة تفرّ من

مخدع اليد وأعرف أن الكلمة

ستتلاشى كلّما تجاوزنا بخوف

طرقات الصمت

لهذا قررت بيع كل كراكيبي

اللغويّة

كلّ وحداتي السرديّة

كلّ أسهمي الكلاميّة

كلّ بيوتاتي الأدبية

كلّ صوري الفنيّة

وأتقدم نحوكِ صامتًا لا شيء

معي سوى عكّازين

أنتظر كسرهما بين جسور حضنك

كي نبدع من خشمها قلمًا

يجعلني أخطّ بحبر السماوات وملح الأرض

اسمي أخيرًا على جسدكِ الطريّ الطريّ.

 

5

كأي شيخ ينتعل خطى الصبا

سأزحف نحو باب القصيدة

واتركه مفتوحًا

 

حين تدخلين لا تطرقي عليه

التهميني كاللبوة فورًا

التهميني قطعًا سأكون فريستك

المخلصة.

دلالات: