07-مايو-2023
تشات جي بي جي

(Getty) تتحضر مايكروسوفت لإتاحة شات جي بي تي كمساعد روبوتي إلى جانب رزمة تطبيقات أوفيس

المتغيرات العميقة في عالم التقانة تدعو المرء للتمهل في إطلاق الأحكام وتبني الاستنتاجات. فالتطورات في فضاء الصناعات المشكلة لعالم تقنيات التواصل والمعلوماتية تبدو كأنها تتسارع بوتيرة عالية، مكثِّفةً لحظة حصولها ومولدةً انهيارات متشابكة في قطاعات متعددة. وعلى ما تظهره الوقائع يبدو أن بداية التحول كانت في الانهيار السريع لصناعة الكريبتو بعد ما يقارب العقد من تشكل هذا القطاع حول تقنية البلوكشاين وتوجه رأس المال الاستثماري إليه، والخسائر الفادحة التي تعرض لها وما تمخض عنه هذا الصعود من تشكيل اجتماعي لما يشبه "الجماعة" المؤمنة بفلسفة خلاصية تجمع بين ثناياها تيارات أناركية وأخرى ليبرتارية، يتغذى إيمانهما من نبي مجهول، هو مخترع البلوكشاين، ساتوشي ناكاموتو، ويؤمهما دعاة وعرافون كثر حول العالم، كان أيلون ماسك كبيرهم وأكثرهم تأثيرا وإقناعًا.

هذه الفلسفة قامت على استعارة مفهوم "إيجاد حل لمشكلة قائمة"، وهذا يشكل عصب صناعات التطوير والابتكار (Innovation) وتوظيفه في بناء نمط (trend) تمثل بتقديم العملات المشفرة كحل لمعضلات كثيرة تعاني منها البشرية، تبدأ بالحرية ودمقرطة المشاركة والتخلص من براثن المشرع، مرورًا بتخفيض أكلاف الإنتاج، وصولًا إلى حلول جذرية لقطاعات مترامية تبدأ بأنظمة التخزين والتشغيل (hosting)، والتواصل المعلوماتي ولا تنتهي بأنظمة المدفوعات والتحويلات المالية، مرورًا بتحقيق الأفراد الأرباح الطائلة. هذا النظام الذي يمكن اعتباره فانتازيا تامة لم يلبث أن انهارت كل مقوماته، وكانت الطبيعة أول من تولى كشف انتفاء حاجته، حيث فرض انتشار وباء كورونا عامين ونصف من العزلات تسيدت فيها سلوكات "البقاء على قيد الحياة"، وأرست سلم قيم جديد يحدد ما هو أولي وأساسي ويلبي حاجة وعوزًا، وما هو كمالي ويمكن الاستغناء عنه. ثم تلا هذه الجائحة مباشرة اندلاع الحرب الأوكرانية، ودخول الاقتصادات العالمية بحالة تخبط مدفوعة بالتضخم وببرامج رفع الفوائد التي مازالت تقودها المصارف المركزية حتى الآن.

من اللافت أن انهيار المصارف على خلفية ارتفاع الفائدة، لم يدفع الدول لتبني استراتيجية استحواذ حكومية، وضخ سيولة مواكبة في الأسواق مقارنة بأزمة عام 2008

ما يبدو للناظر سلسلة انهيارات متتالية ظهرت أولى حلقاتها في انحسار مد العملات المشفرة وخطابها مخلفة نحو تريليوني دولار من الخسائر، وانهيار مصرف سيليكون فالي راعي صناعات التكنولوجيا الرقمية وعرافها المالي في كاليفورنيا، و من ثم مصرف استثماري عريق ك كريدي سويس، ومصرف فيرست ريبابليك الأمريكي، يبدو في حقيقة الأمر سلسلة حلقات في عملية تصحيح تقوم بها الأسواق. وهذا التصحيح يبدو، من جهة، حاملًا في طياته ترسيخًا لأنماط كانت قد ابتدأت في الثلاثين سنة الماضية وغيرت حياة البشر، ومن جهة ثانية إنتاجًا لمحاولات عقلنة إمكانات أنماط كانت تحاول التغاوي على مسرح الأدائية بوصفها "حلًّا لمشكلة"، أملًا في أن تصبح لاحقًا حاجة للبشرية. ففي نظرة سريعة يبدو أن موجه الانهيار هذه بدأت تستقر رويدًا على سمت جديد يشكله هذان المنحيان المتوازيان. الأول يتمثل بعملية معالجة للحمولة الزائدة التي نمت في متن وضفاف تقنية المعلومات وشكلت جزءًا من نسيجها وخطابها. والثاني هو تحول أنماط كانت قد بدأت الدخول التدريجي إلى حياتنا في الثلاثين سنة الماضية إلى حاجات أساسية لا فكاك من استخدامها واستعمالها.

ومن اللافت أن انهيار المصارف على خلفية ارتفاع الفائدة، لم يدفع الدول لتبني استراتيجية استحواذ حكومية، وضخ سيولة مواكبة في الأسواق مقارنة بأزمة عام 2008، بل تركت الحكومات السوق يتدبر شؤونه، فكان أن استحوذ مصرف فيرست سيتيزن على سيلكون فالي بنك، و HSBCعلى ذراع هذا المصرف في بريطانيا، وكذلك قام UBS بالاستحواذ على كريدي سويس بتسهيل من الحكومة السويسرية، والآن نرى JP Morgan يستحوذ على مصرف فيرست ريبابليك المتعثر، تطبيقًا لنظام المقتدر يستحوذ على المتعثر.

يبدو أن سلوك المشرع والحكومات في رعاية عمليات التصحيح في الأسواق دون تدخل مباشر حتى الآن، يشبه أكثر ما يشبه عملية اقتصاص قضائية من وجوه بارزة في قطاع الكريبتو وقطاعات تكنولوجية أخرى يجمع ما بينها نزعة شعوذة تلحفت بالسحر والدجل وسيلة لادعاء صناعةِ حاجةٍ يُقبِل عليها المستخدمون والمستثمرون على حد سواء. ومن الأمثلة على ذلك محاكمات لرؤساء تنفيذيين في هذا القطاع ك سام بانكمان فرايد، مؤسس منصة "FTX"، ومايكل آلن ستوريلي المدير التنفيذي لشركة تيتانيوم المتخصصة في صناعة الكريبتو، ودعاوى قضائية عدة تلاحق تشانغ بنغ زاهوو مؤسس منصة باينانس، ودعاوى قضائية تلاحق مشاهير ومؤثرين كانوا قد سوقوا لهذه الصناعة وهللوا لها لقاء أجر.

هذا بالإضافة إلى خفوت حاد في مشاريع استثمارية في هذه التقنية خارج نطاق العمالات المشفرة. إلى جانب محاكمة اليزابيث هولمز التي وصفت بمحاكمة العصر، وهي شابة ثلاثينية، أسست شركة ثيرانوس في قطاع الصناعات الطبية، التي وصل حجمها لـ 9 مليارات دولار. وهولمز كانت قد قامت بعملية خداع شيدت من خلالها سمعة للتقنية التي بنتها تقوم على إمكانية اكتشاف أمراض جمة، كالسرطان، عبر إجراء فحص دم سريع، وقد استقطبت مستثمرين كـ روبرت مردوخ وهنري كيسنجر الذي نصبته عضوًا في مجلس الإدارة.

غير أن هذه "الصحوة" القضائية وترك السوق يتدبر شؤونه عقب رفع معدلات الفائدة في غير بلد، أدى إلى ذوبان مضاعف للكماليات والأحلام الخلاصية، تمثل بتسريح الآلاف من القطاعات التكنولوجية. وهذا الرقم ما زال عرضة للتزايد، إذ يتهيأ فيسبوك وغيره لتسريح الآلاف في دفعة ثانية من التسريحات الجماعية. ولكن المنحى الآخر الذي يرافق سلوكات التصحيح تلك يبدو أنه بدأ بترسيخ التقنيات الحيوية التي تعتمد عليها البشرية بشكل أساسي. وهذه التقنيات كمجموعة ميتا (فيسبوك، واتساب وإنستغرام) كما غوغل وآبل وأمازون، ومايكروسوفت، وهذه معظمها شركات نجت من فقاعة الدوت كوم والانهيار الكبير عام 2000، وتصلب عودها ونمت بخط بياني تصاعدي في العقدين الماضيين، متشاركة مع المصارف وشركات المدفوعات الإلكترونية ك فيزا وماستركارد، برسم معالم حياتنا اليومية. وبنظرة سريعة إلى هذه التقنيات واحتلالها أولويات جمة في يومياتنا، فإن غوغل وأمازون ومايكروسوفت، أصبحت تقدم خدمات تتجاوز مجالاتها الأساسية في صناعة البرمجيات والكومبيوترات والهواتف الذكية والبحث، والتسويق، والمبيعات بالتجزئة، لتحتل ما يقرب من خمسين في المئة من سوق التشغيل في السحاب (Cloud Hosting) العالمي، أي أن ما كان يعتبر أنظمة خوادم وشبكات وبنى تحتية خاصة بالشركات والمصارف والدول، أصبح عقارات رقمية تؤجرها هذه الشركات وتؤمن صيانتها حول العالم. وهذا يؤشر إلى أن امتداد هذه الشركات صار يشكل شبكة استهلاكية أساسية للمستخدمين كما للشركات والمصارف والحكومات التي تطمح في بناء أنظمة وخدمات تقنية للمستخدمين، وعليه باتت هذه الشركات تشكل بنية تحتية مترامية لاقتصاد العالم الحديث.

وفي سياق مواز، فإن انكسار خطاب الكريبتو الذي شكل نوعا من الـ "avant-guard" تكنولوجية في لحظة تضخم الأنا التقنية وبدا أنه يهدد رسوخ هذه الشركات والأنظمة والأنماط التي أرستها، أضف إلى ذلك عمليات التسريح لآلاف العاملين في هذه القطاعات، قد شكل نوعًا من صفعة للذات التقنية ولتصوراتها الإيجابية المفرطة في أوهام خلاصية ويوتوبيات تلونها سعادة بشرية. غير أن هذه الصفعة لم تأت من خارج السياق التقني والاستثماري، أي أنها لم تطرح تغييرًا جذريًّا لتصورنا عن أنفسنا. ذلك أن الشركات الناجية من انهيار عام 2000 والتي ترسخت الآن بوصفها حاجة ماسة للبشرية، هي من يعيد التقاط المشهد عبر سيطرة محكمة على خطاب التقدم وترسيم المستقبل. فها هي آبل التي تتسيد على ما يزيد عن ملياري جهاز قيد الاستعمال، تطرح عدة ميزات جديدة في الأسواق، تتمثل في خدمات الدفع بالتقسيط، والادخار بفائدة أعلى من تلك التي تقدمها المصارف بعد أن كانت تسيدت على عرش المدفوعات بالتجزئة عبر محفظتها الرقمية. أما أمازون وغوغل فعززتا قدراتهما في التشغيل في السحاب وعقدتا اتفاقات مع مصارف ودول حول العالم لتسريع عملية الانتقال إلى هذه التقنيات. فيما افتتح فيسبوك، عبر تطبيق واتساب، إمكانية الدفع المالي كخاصية جديدة في دول مثل البرازيل.

الشركات الناجية من انهيار عام 2000 والتي ترسخت الآن بوصفها حاجة ماسة للبشرية، هي من يعيد التقاط المشهد عبر سيطرة محكمة على خطاب التقدم وترسيم المستقبل

ما يبدو لافتًا في ظل هذه المتغيرات التي تبدو متناسقة مع نظرية التدمير الخلاق للتقانة التي وضعها جوزيف شومبيتر في أربعينات القرن الماضي، هو سرعة عملية التسليع التقني (commoditisation)، مدفوعة بإشباع كبير للإنتاج بدأ يصيب هذه التقنيات. فأن يظهر شات جي بي تي ويحتل رأس الهرم في اهتمام الرأي العام والمستثمرين، ويترافق هذا الظهور مع رعب بشري من نتائجه الفادحة على أسواق العمل والمهن وصناعة المعرفة، ويثير كل هذه الخشية الوجودية التي استثمرت في إنتاجها شركة مايكروسوفت عشرة مليارات فقط من الدولارات، ثم يتنادى كل من غوغل وفايسبوك وأيلون ماسك لإنتاج أشباه له في وقت واحد، فهذا يشير إلى غياب التمايز الابتكاري وظهور كساد السلعة التقنية حتى قبل إنتاجها المنهجي. وهذا المنحى ليس بجديد، إذ بدأت عدة تقارير بالظهور منذ سنوات عدة، بالإضافة لأصوات ليبرتارية وأناركية تقنية، مثل بيتر ثييل (شريك أيلون ماسك في بايبابل) تصوب كلها باتجاه حدوث عملية تباطؤ في التحديث مردها إلى وجود هوة بين لحظة الابتكار الأولى وعملية البناء والتوزيع، وهي لحظة تسيطر عليها هذه الشركات الكبرى المتسيدة الآن وتجهض تمددها. فشركة "نويانس" (Nuance)، على سبيل المثال، كانت من أولى الشركات الصغيرة التي طورت تقنية التعرف الصوتي (Voice Recognition)، غير أن مسارعة آبل وأمازون لطرح سيري وألكسا كمميزات مكملة لمنتجاتهم أحبط نمو "نويانس"، وجعل من الأبحاث في هذه التقنية تقف عند حدود الاستعمال التي صممها العملاقان التقنيان وضبطا تطورها لما يصب في استراتيجيتهم الربحية.

هذا النمط من التحديث هو أيضًا مؤشر لوصول البشرية إلى لحظة من الإشباع التقني واستنزاف لإمكانيات الابتكار خارج الأنماط التي أرستها شركات تقنية التواصل والمعلومات وما يدور في فلكها. وهذا الفشل يتجلى في ما يشبه المراوحة في محيط ثابت للمخيلة، وما يترتب على ذلك من ضمور في عملية إيجاد حلول لمشاكل تعاني منها البشرية ونقلها إلى حيثية واقعية خارج إطار موت التاريخ وكائناته وصناعة النسيان عبر أدائية عالية ممسرحة تغلف السلوك الإدراكي للمستخدم دون أن تولد علاقات مجتمعية جديدة تنقل مدى الابتكار إلى حيز جديد لتوليد فرص حلول لمشاكل أساسية داهمة. غير أن مدار هذا التباطؤ وسيطرة الشركات الكبرى على خطاب التحديث والابتكار ينبع من وصول التصورات التقنية الكبرى، التي احتلت موقع السرديات الكبرى في نهاية القرن الماضي، إلى حائط مسدود اليوم. وفي ما يظهر، فإن خطاب الحتمية التقنية الذي وجد ضالته بقيم ليبيرالية كالإتاحة، والمبادرة الفردية والتواصل والمعرفة المفتوحة وإمكانية الإنجاز قد فعل فعله، وأنتج عالمًا رديفًا يقيم جزء كبير من البشرية فيه. غير أن هذا العالم الجديد يتمحور حول نقطة من تخصص نحيف في قطاعات ضيقة مثل صناعة المعلومات والتواصل، مما خلق مساحة ضيقة نرى من خلالها أنفسنا والمستقبل حيث يتكثف فيها الإنجاز التقني والتجاري على حساب علوم أخرى تتقدم ببطء مثل صناعات الطاقة البديلة، وصناعات العقاقير الطبية الشافية، بسبب غياب الحافز الربحي السريع وارتفاع أكلاف الإنتاج مقارنة بمثيلاتها في مجال تقنية المعلومات.

وفي غياب أي تحد مصيري داهم، يبدو أن الأزمات التي يمر بها هذا التخصص العلمي الضيق ستدفعه ليكمل في مسار مضاعف من فلسفة محافظة تعطي أولوية للتنافس على الفعالية السيستيمية، مع الإبقاء على ذات التصورات التي جذبت نموه التصاعدي خلال العقود الثلاثة الماضية، وما شات جي بي تي إلا نموذج لذلك. ومع استمرار حمى هذا البحث عن كمال أدائي عبر عملية توسيع لجيوب هذا العالم الجديد وخنادقه، سنبقى إلى أجل غير مسمى نقيم في لحظة انتظار هبوب رياح وجودية تجذب انتباه رأس المال الاستثماري التقني إلى مغامرات جديدة خارج هذا النمط المسيطر، حيث يبدو أن التغيير المناخي وتبعاته سيشكل رافعتها الأساسية في العقود المقبلة. وفي ما يبدو على أنه مؤشر إلى المستقبل في القادم من العقود، حيث تزداد نسبة الأدائية وتقصير كلفة استخدام الوقت في الحياة الرقمية، تتحضر مايكروسوفت لإتاحة شات جي بي تي كمساعد روبوتي إلى جانب رزمة تطبيقات أوفيس، في حين تضع هذه الشركة العملاقة قطاع الألعاب الرقمية والميتافيرس نصب أعينها وهذا ما يؤشر إليه قرار المشرع البريطاني بوقف عملية استحواذ الأخيرة على شركة "أكتيفيزيون" للألعاب الافتراضية بمبلغ 69 مليار دولار وذلك بداعي حماية المنافسة في الأسواق.

ومما يعزز الظن بتطور مسار جديد في هذا المجال، قد يكون متمثلًا بتسارع تطور نمط مواز ليصبح حاجة في هذا الفضاء، هو إطلاق الصراع على الهوية الرقمية ومن يملكها، كمفتاح ومؤتمن على الافتراض، في طور نموه الثاني بين الحكومات من جهةٍ وشركات التقانة من جهة أخرى، وهو صراع سيؤسس المنظومة التعرفية على الأشخاص في العالم الافتراضي المتطور تباعًا، والذي بدأت بشائره بالظهور بمجموعة قوانين سنها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، تحدد فيها الهيئات الناظمة هياكل وأنظمة التحديد والتعرف ومشاركة الداتا الرقمية للمستخدمين، كما تفتح المجال لمؤسسات كالمصارف لكي تصبح شريكة في إصدار بيانات هوياتية رقمية لتسهيل عمليات تجارية ومالية في هذا الفضاء. وفي المقابل أقدمت آبل مؤخرا على إتاحة رقمنة رخصة القيادة في أمريكا لاستعمالها كبطاقة هوية شرعية في التعاملات المالية.

في انتظار وصول اللحظة التقنية التالية إلى ذروتها المقبلة يبدو أنه يجدر بنا التكيف مع تصلب الميتافيرس والألعاب الافتراضية الجديدة ومواكبتها كقدر، يقيم فيها حطام جيلين مخضرمين من البشر الذين عايشوا الأنالوغ والحرب الباردة مع Generation Z اليافع والغائب عما كان عليه العالم، في لحظة تنامي هذه اللحظة الراهنة، إذ يبدو أن هذا العالم الافتراضي وهو يوسع جيوبه ويبني أنظمة تعرف وتصديق هوياتي رقمي، سيكون أحد ملاجئ البشرية من غضب الطبيعة في الزمن الآتي.