17-مايو-2019

سنان حسين/ العراق

تلامس أقدامي باحة المنزل

أمشي بخفة

كشيخ هرم

يخاف أن يسقط

وتتناثر عظامه مثل قطع البلور

أسمعهم يتكلمون

فتنطلق كلماتهم نحوي

كسهام تمزق جسد

آخر جندي في المعركة.

تتضارب اتهاماتهم

ويعيدون تنظيمها

أستمع الى نداء مجهول

يقول: تجاهل؛

فما جزاء الصامتين الذين

لا تطأ أقدامهم سوق الكلمات الرثيثة

غير ذلك.

*

 

الصور القديمة تشهد

على أننا مغمورون بعشق التاريخ

نحيله إلى ضمادات كبيرة

نعالج فيها حاضرنا المكلوم

يصبحُ أشبه بسفينة

تطوف في الثقب الأسود

تبحث عن أرواحٍ

نقايضها بأرواحنا المتخشبة

مثل جرة مثقوبة تبخرت فيها

آخر قطرة ماء.

لعلنا نشهد الزمن الجميل

الذي يحدثونا عنه.

كلما فجعنا.

*

 

لم يبقَ من الجندي الذي شربته الحرب

غير حذائه

وقلادة حفر عليها اسمه

وخوذة متعددة الثقوب

 

لم يبقَ من الجندي غير اسمه

وذكرياتٌ تسربت من ثقوب الخوذة

وحدها ذكرى طفلته التي لم تنطق اسمه بعد

ضلت الطريق وبقيت هناك هناك

تنتظر رأسًا يملأ كل فراغها المقفر.

*

 

صنعتُ تمثالًا من طين

أداري به وحدتي

أخاله محاورًا افتراضيًا

لكنه تكلم بالفعل تكلم أخيرًا

وطلب مني أن أعلمه

أسرار الانهيار على الطريقة العراقية.

*

 

لا يوجد فقراء في العراق

لم تكن تلك كذبة

سلوا تجار الموت عن زبائنهم الدائمين

كم كنا معهم أسخياء

يكيلون لنا الشعارات الفارغة

وندفع بدلًا عنها مهج قلوبنا

وحدها الرصاصة الأخيرة

من أخبرتنا بذلك

قبل أن تقطع حبل الحياة

لذلك أخذنا التيه حتى في موتنا

ولَم يتسنَ لنا سؤال ملك الموت

الاخير لأجل من ماتت كل أحلامنا.

 

وحده كرسي الحكم في العراق

صناعة محلية

عصي على الكسر

عصي على التلف

عصي على الحرق

كلما ما في الأمر

أنه صنع من عظام الشهداء.

 

 

لم يبقِ لنا الماضون

مجاديف صالحة

تعيننا على تحريك

قارب هذا الجحيم قليًلا.

*

 

‏الشيبُ

‏أكفان مؤجلة

‏لأحلامنا التي

‏لم تلقَ حتفها بعد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لا ينتصف الطريق

خوف امرأة