12-ديسمبر-2022
واقيات ذكرية

توفر فرنسا الواقيات الذكرية مجانًا للشباب (Getty)

تعهّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بتوفير الواقي الذكري مجانًا في الصيدليات للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا، وذلك في محاولة للحد من حالات الحمل غير المرغوب فيه بين الشباب، ومكافحة انتشار الإيدز وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً مثل الكلاميديا والسيلان. 

تواجه فرنسا تحديات واسعة على صعيد انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا بين فئة الشباب

وقد أتى إعلان إيمانويل ماكرون خلال مناقشة حول الصحة العامة والجنس، في فعالية عقدت في إحدى ضواحي بواتييه في غرب فرنسا، حيث قال ماكرون في خطابه إن هذه الخطوة تعد ثورة صغيرة على صعيد منع الحمل"، علمًا أن الحكومة الفرنسية تؤمّن تكاليف الواقي الذكري بالفعل في حال تم صرفه من خلال وصفة طبية. 

وتأتي هذه الخطوة بعد أن بدأت الحكومة في تقديم وسائل منع الحمل المجانية لجميع النساء دون سن 25 هذا العام، ضمن مخطط واسع يستهدف توعية الفتيات دون فئة الـ18 عامًا بالتحديد، ومساعدتهن على الوصول إلى وسائل منع الحمل لأنهن لا يستطعن ​​تحمل تكاليفها عادة. 

الواقيات الذكرية

ويهدف هذا الإجراء الجديد إلى مكافحة انتشار الإيدز وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً في فرنسا، إذ تقدر السلطات الصحية أن عدد الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي في فرنسا زاد بنسبة 30% بين عامي 2020 و 2021. كما ستوفر الحكومة أيضًا اختبارات مجانية للأمراض المنقولة جنسيًا لنفس الفئة العمرية المستهدفة. 

ومنذ العديد من السنوات، سعى المشرعون الفرنسيون إلى الضغط من أجل تحسين إمكانية وصول المواطنين من كلا الجنسين إلى وسائل منع الحمل المختلفة، للحد من الحمل غير المرغوب فيه، والوقاية من انتشار الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، مثل الكلاميديا ​​والسيلان. 

وقد قال ماكرون في كلمته إنه "فيما يتعلق بالصحة الجنسية" للشباب فإن "لدينا مشكلة حقيقية"، مستشهدًا بتقارير لمؤسسات فرنسية رسمية، ومقرًا أن الوضع ما يزال بحاجة إلى الكثير من التطوير فيما يتعلق بالتربية الجنسية. 

وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن يوم الخميس الماضي، في كلمته، أن الإجراء لن ينطبق إلا على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا. إلا أنه عاد يوم الجمعة، وبعد احتجاجات وانتقادات من الناشطين ومؤسسات المجتمع المدني، ليؤكّد أن الإجراء سيستفيد منه كذلك القصّر، أي من هم دون 18 عامًا، باعتبار أنهم كذلك عرضة للأمراض المنقولة جنسيًا.

وبحسب بعض الأرقام الصادرة مؤخرًا في فرنسا، كما أفادت الغارديان البريطانية، فإن عدد المصابين بالكلاميديا ​​قد ارتفع العام الماضي بنسبة 15% مقارنة بالعام 2020، كما تزايد الرقم بأكثر من الضعف مقارنة بعام 2014 ، وفق بيانات تم الحصول عليها من الفحوصات التي يتم إجراؤها في المراكز الصحية الخاصة عبر فرنسا. أما بالنسبة لمرض السيلان، وهو أحد الأمراض الجنسية الشائعة، فإن العدوى به بين الفرنسيين تتزايد باطراد منذ العام 2016، بالإضافة إلى مرض نقص المناعة المكتسبة الذي لم تتناقص أعداد الإصابة به خلال العامين الماضيين، واستقرّ بجوار 5000 حالة سنويًا. 

وبحسب ما نقلت نيويورك تايمز عن جيروم أندريه، مدير مؤسسة "HF Prévention"، وهي جمعية معنية بالتوعية بالصحة الجنسية بين الطلاب والشباب، فإن هنالك تزايدًا كبيرًا في نسب الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا في فرنسا، مشيرًا إلى أنه في بعض الجامعات في باريس، يتراوح معدل الإصابة بين 40 إلى 60 بالمئة ممن يخضعون للفحوصات. 

وقد أشار ماكرون عبر تغريدة نشرت على حسابه الرسمي في تويتر إلى أن سيتم تنفيذ تدابير صحية أخرى كجزء من قانون الرعاية الصحية الذي تم إقراره مؤخرًا، تشمل توفير وسائل منع الحمل الطارئة المجانية لجميع النساء في الصيدليات واختبارًا مجانيًا للأمراض المنقولة جنسياً بدون وصفة طبية، باستثناء فحص فيروس نقص المناعة البشرية، وذلك لجميع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 26 عامًا في فرنسا. 

يشار إلى أن معظم دول الاتحاد الأوروبي توفر الواقي الذكري واختبارات الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي مجانًا في عيادات الصحة الجنسية، إلا أنها لا تتوفر على نطاق واسع مجانًا لأي فئة عمرية في الصيدليات أو العيادات العامة.