09-أبريل-2021

محطة محروقات في بيروت (Getty)

فيما كان اللبنانيون يواجهون عشرات المشاكل في حياتهم اليومية على مختلف الأصعدة الاقتصادية، الاجتماعية، الصحية والأمنية، وفي الوقت الذي أصبحت حياة المواطن عبارة عن نضال يومي للحصول على أبسط مقومات الحياة، حيث أصبحت مشاهد اللبنانيين في التعاونيات وهم يتصارعون للحصول على هذه السلعة أو تلك مألوفة، تصدرت أزمتان جديدتان - قديمتان الواجهة في الأيام الأخير، مرتبطتان بشكل كبير بـ"الخبز والبنزين". 

رغم الظروف القاسية التي يشهدها لبنان، تستمر قوافل تهريب البضائع المدعومة إلى سوريا 

بات مشهد طوابير السيارات المصطفة أمام محطات الوقود في لبنان مألوفًا للغاية، ويمكن اليوم مشاهدة سيارات مركونة على جوانب الطرقات لأن أصحابها انقطعوا من مادة البنزين، ولم ينجحوا في الحصول على كميات جديدة لتعبئتها. في هذا الوقت، يستمر الصراع بين نقابة الأفران، وبين وزارة الاقتصاد، إذ أعلنت نقابة الأفران والمخابز عن أنها ستمتنع عن تسليم الخبز للمحلات والتعاونيات ابتداءً من الجمعة 9 نيسان/أبريل، اعتراضًا على قرار الوزارة بتخفيض سعر ربطة الخبز. 

واستخدم الناشطون والمغردون في لبنان وسائل التواصل الاجتماعي لانتقاد الحالة التي أوصلتهم  إليها الطبقة الحاكمة، وللتعبير عن شعورهم بالعجز واليأس أمام هول مشاهد طوابير الخبز والبنزين، التي وصفوها بـ"طوابير الذل" والإشكالات في التعاونيات، ونفاذ أنواع عديدة من الأدوية ومن المنتجات الغذائية، والارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار الأمريكي في مقابل الليرة اللبنانية. 

بهذا الخصوص قالت الناشطة جوانا عازار إن آمال وطموحات اللبناني تقلّصت إلى درجة أنه سيشكر الله في حال حصل على الحليب، البنزين، أو الخبز. فيما قال فيديل حسن إن أصحاب المليارات في لبنان من السياسيين، يقفون اليوم متفرجين على الانهيار، ومستمتعين بإذلال الناس في كل شيء.

ونشرت صفحة ثورجي صورة لأفران سندريلا  خلال فترة الحرب الأهلية، حيث يزدحم المواطنون أمامها للحصول على الخبز، فيما تبدو صورة المتاريس في الخلفية، للإشارة إلى أن لبنان في طريقه للعودة إلى أيام الحرب.

وقالت الناشطة هدى من باب السخرية والتهكّم، إن ميشال عون هو أهم رئيس في العالم، ولبنان هو أفضل بلد صديق للبيئة، حيث لا بنزين، لا كهرباء، لا مازوت، ولا غاز.

وبالحديث عن أزمة البنزين، قالت الناشطة جنان شحادة إن معظم محطات البنزين في الجنوب كان مغلقة صباح الجمعة 9  نيسان/أبريل، فيما كانت طوابير البنزين تمتد لمئات الأمتار، وقالت إن أهالي بعلبك اضطروا الذهاب إلى زحلة للحصول على البنزين، ونشرت صورًا لمواطنين ينتظرون منذ الصباح الباكر للحصول على البنزين. فيما دعت سوزان إلى أكل البسكويت بسبب انقطاع الخبز، في محاكاة ساخرة لمقولة ماري أنطوانيت الشهيرة، وقالت إن حياة اللبنانيين باتت عبارة عن انتظار متّصل، وأصبح الفرح مرتبطًا بتعبئة البنزين، أو بالحصول على الدواء. 

وما يزيد الطين بلة بالنسبة للبنانيين، هو أنه بالإضافة إلى فساد الطبقة الحاكمة وانغماسها في الصفقات المشبوهة، تستمر قوافل تهريب البضائع والمحروقات والأدوية والطحين إلى سوريا بلا رقيب أو حسيب، وهي مواد مهرّبة مدعومة بالدولارات النادرة أصلًا في الخزينة اللبنانية، فيما يعجز اللبناني عن إيجاد أبسط مقومات الحياة بالنسبة لمواطن القرن الـ21.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

دلالات: