03-أغسطس-2020

لوحة لـ بيوتر يابلونسكي/ بولندا

واذكُرْ في الكتاب

 

ليس صوتُ الصدى

في الفراغِ

لإيقاعِ قارورةِ العِطر

لا الدَّمُ من أسفلِ البابِ

فوق الرُّخام

ولا صرخةُ الطفلِ

وهو يدوسُ على قِطعةٍ من زُجاجٍ تشظَّى

وراءَ الفضيحةِ،

قارورةُ العطرِ

كانت وراء إشاعةِ إسقاطِ طفلٍ

لقارورةِ العطر،

والطفلُ أصغرُ مِن أن يخاف

ولكنَّهُ، حين قامَ بفعلتِهِ، أدركَ الأمر!

إذ شمَّتِ الأمُّ، من مطبخٍ، خبرًا

لتهرولَ، مذعورةً، نحوهُ

وبحنوٍ قليلِ النظيرِ

من القَدمِ استأصلتْ "قِطعةَ العطرِ"

ثُمَّ، ومن دون وعيٍ، بكاملِ قوَّتِها

صفعتْهُ على خدِّهِ

لتسيلَ الدماءُ من الأنف

لكنَّها لم تخَف عندما انتبهتْ

فهي ليست دماءً، كما تلك، حمراءَ

بيضاءُ هذي الدماءُ 

وليس لها، قَدْرَ ما سبحتْ في البراءةِ، رائحةٌ

ولِمَن أدركَ الأمر

ليس لها، قدر ما سبحت في البراءة، لونٌ،

كما صيَّرَ الماءَ عيسى إلى خَمرةٍ

صيَّرتْ أمُّهُ ذلك الدمَ ماءً

من المستحيل

يصيرُ دمُ المرءِ ماءً!

 

ديجا ڤو

 

انفرطت خَرزُ المِسبحةِ السوداء

على سطحِ رُخامٍ

في الليل،

لكي لا تسقطَ نحو الأرضِ التُّفَّاحةُ

أو ينبحَ كلبٌ، حين يمرُّ غريبٌ، قُربَ الدار

انفرطتْ قطَراتُ المطرِ البيضاء

على سطحِ الرمل،

ولا أسوأ من كونِكَ تَشهدُ ما يحدثُ

إلَّا أنْ تتخيَّلَ،

ثمَّةَ، في ظلِّ النكسةِ، حدْسٌ صَحَّ

لتشعرَ بالبهجةِ والخُذلان

فتُخرِجُ قُطعانَ الأغنامِ إلى الحقلِ

وتنتظرُ إلى أن يخطفَ ذئبٌ كالبرقِ 

؛ لتصديقِ الرؤيا

انفرطتْ ذرَّاتُ غُبارٍ صفراءُ

على سطحِ الماءِ

فسالَ دمُ الإنسان

انفرطتْ، من مِروحةِ الغدِ، حبَّاتُ المِلح 

وقَرَّتْ في عينيَّ

انفرطتْ، من فميَ، الكلماتْ!

 

اقرأ/ي أيضًا:

من دفتر يوميات الموتى

حرز قديم للطريق