انفردت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بنشر تفاصيل جديدة تنُشر للمرة الأولى، حول قصة الرحالة الأمريكي الشاب سام غودوين الذي اختطفته قوات النظام السوري خلال تواجده في مدينة القامشلي في شمال سوريا، وأبقته قيد الاعتقال لمدة 62 يومًا في صيف عام 2019.

 استفاد سام غودوين من عدة عوامل ساهمت في تخفيف معاناته، منها جنسيته الأمريكية، وتدخّل عباس إبراهيم في قضيته، فيما يبقى مصير عشرات الصحفيين والمصورين والناشطين الذين اعتقلهم نظام الأسد منذ سنوات مجهولًا

الجديد في القصة التي نشرتها وول ستريت جورنال يتمحور حول تفاصيل الدور الكبير الذي لعبته عائلة سام غودوين، ونشاطها الدؤوب ولجوءها إلى كل الطرق الممكنة لإنقاذ ابنها من قبضة نظام الأسد، وإخراجه من السجون المعروفة بأنها تشهد الكثير من الفظائع والانتهاكات الإنسانية. 

اقرأ/ي أيضًا: بنغلاديش تستمر في ترحيل لاجئي الروهينغا إلى جزيرة معزولة

كان سام غودوين، وهو لاعب هوكي في فريق جامعة سانت لويس، قد خطّط لزيارة 193 دولة حول العالم. وخلال زيارته لسوريا في العام 2019، تحديدًا إلى مدينة القامشلي، وبينما كان سام يتكلم مع والدته في مكالمة مصورة، ويوجه الكاميرا إلى تمثال الرئيس السابق للنظام السوري حافظ الأسد، قامت قوات الأسد على الفور باعتقاله، دون أي مسوغ أو مبرر قانوني، بالرغم من أنّه أكد لهم أنه مجرد سائح، وأنه كان يتكلّم مع والدته. 

وخلال رحلته التي استهدفت زيارة كل دول العالم، مرّ سام غودوين في أكثر من بلد يشهد حروبًا وظروفًا أمنية استثنائية، الأمر الذي قد يشكّل تهديدًا لحياته، كاليمن وكوريا الشمالية، لكن المشاكل انتظرته حتى وصوله إلى سوريا، التي دخلها عبر إقليم كردستان في العراق، مستفيدًا من المساعدة التي قدمها له صحفي عراقي، للدخول إلى مناطق النفوذ الكردي في شمال سوريا. 

فور اعتقال سام غودوين، بدأت عائلته برحلة البحث والاستقصاء، للحصول على المعلومات حول مكان احتجازه، إضافة إلى التحرّكات في اتجاهات متعدّدة وإجراء الاتصالات بالجهّات النافذة. وقد تواصلت الوالدة مع الـFBI بداية الأمر، ولاحقًا مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية ودبلوماسيين من الشرق الأوسط وروسيا، وصولًا إلى الفاتيكان، بدون أن تحصل على نتائج ملموسة. 

 تبين بالصدفة أن شقيقة سام غودوين لها صديقة لبنانية في الجامعة، وصلتها باللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن اللبناني، الذي له الكثير من التدخلات في قضايا الخطف والتفاوض والتوسّط مع الخاطفين

 وانتظرت السيدة غودوين، والدة سام، عدة أسابيع قبل أن تعرف المعلومات الأوّلية عن ابنها، وتدرك انه اختطف في مدينة القامشلي في سوريا، وزجّ به في زنازين نظام بشار الأسد. لاحقًا تبين بالصدفة أن شقيقة سام لها صديقة لبنانية في الجامعة، وصلتها باللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن اللبناني، الذي له الكثير من التدخلات في قضايا الخطف والتفاوض والتوسّط مع الخاطفين.

اقرأ/ي أيضًا: كيف أنهى جيش جنوب أفريقيا قرار حظر الحجاب على المسلمات في صفوفه؟

تواصل عباس إبراهيم مع السلطات السورية لمعرفة حيثيات اعتقال غودوين. وقال ممثلو النظام السوري أن الأخير كان يقوم بأعمال تجسّسية، وأنه "لا يوجد سياح في سوريا" بحسب علي مملوك، أحد أبرز وجوه نظام الأسد ونائب الرئيس للشؤون الأمنية، والمعروف بعلاقته الجيّدة مع إبراهيم.

انتظرت عائلة غودوين حتى نهاية شهر حزيران/يونيو 2019، لتحصل على الرسالة الأولى من سام، والتي يقول فيها أنه سليم وحيّ، وأنه متواجد في سجن عدرا في دمشق، وهو بحاجة لمساعدة  قانونية وقنصلية. وقد تلقت العائلة عدة رسائل من معتقلين كانوا مع سام في السجن، تأكدوا من خلالها أنه هو من أرسلها، بسبب استخدامه لرموز لا يعرفها إلا أفراد العائلة. 

وفي 25 تموز/يوليو 2019 اتصل عباس إبراهيم بعائلة غودوين وأخبرهم أن بشار الأسد وافق على إطلاق سراح ابنهم، وتم تسليمه لأهله في العاصمة اللبنانية بيروت بعدها بأيام. ليواصل حلمه لاحقًا، وأنهى رحلته حول العالم من خلال زيارة البرازيل في العام 2020.

وصلت قصة سام غودوين خاتمتها، وقد استفاد الشاب الأمريكي من عدة عوامل ساهمت في تخفيف معاناته، منها جنسيته الأمريكية، وتدخّل عباس إبراهيم في قضيته، فيما يبقى مصير عشرات الصحفيين والمصورين والناشطين الذين اعتقلهم نظام الأسد منذ سنوات مجهولًا. كما يرفض النظام إعطاء ذويهم أية معلومات عنهم. ناهيك عن أكثر من 150 ألف معتقل سوري موزعين على زنازين وأقبية النظام، ويموت عدد كبير منهم تحت التعذيب بدون أن يلتفت العالم إليهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أوكسفام: الفقراء يدفعون ثمن التغير المناخي وجائحة كوفيد -19 فاقمت عدم المساواة

منظمة العمل الدولية ترصد خسائر سوق العمل العالمي نتيجة كوفيد - 19