28-يناير-2021

أمام مركز لإعانات البطالة في الصين (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أدى انتشار فيروس كورونا خلال عام 2020، إلى خسارة 114 مليون عامل لوظائفهم المسجلة حول العالم، الأمر الذي شكل قفزة هائلة في أرقام البطالة عالميًا. كما تراجع في نفس الوقت معدل ساعات العمل الإجمالية عالميًا بنسبة 8.8%، أي ما يوازي 255 مليون وظيفة بدوام كامل مقارنة بعام 2019. ومن الجدير الإشارة إلى أن نسبة ساعات العمل المفقودة تعادل 4 أضعاف الساعات المفقودة نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بالاقتصاد العالمي، انطلاقًا من وول ستريت وسوق العقارات الأمريكي في 2007، وصولًا لذروتها في عامي 2008 و2009. 

اعتبر مدير منظمة العمل الدولية أن الأزمة الحالية في سوق العمل العالمي من أصعب الأزمات التي واجهت القوى العاملة ومجال العمل منذ الكساد الاقتصادي العالمي الكبير 1929

كل هذه المعطيات السلبية فيما يتعلق بالاقتصاد العالمي والقوى العاملة تم أخذها بالاعتبار في تقرير منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، الصادر يوم 25 كانون الثاني/يناير 2021. والتقرير الحالي المشار إليه هو سابع إصدار محدث لـمنظمة العمل الدولية ضمن هذا الإطار، وجاء تحت عنوان "كوفيد-19 وعالم العمل" ويشير إلى أن الخسائر هائلة ضمن سوق العمل دوليًا، حيث أن 8.3% من أجور القوى العاملة فقدت، أي ما يعادل 3.7 تريليون دولار أمريكي، وما يشكل 4.4% من مجمل الناتج الإجمالي العالمي. 

اقرأ/ي أيضًا: عمالة الأطفال تتفاقم عربيًا وعالميًا في ظل استمرار جائحة كوفيد - 19

في ذات السياق، قال المدير العام لمنظمة العمل الدولية، غاي رايدر في تصريحات رسمية، أن "هذه الأزمة الحادة من أصعب الأزمات التي واجهت القوى العاملة ومجال العمل منذ الكساد الاقتصادي العالمي الكبير 1929، وأشد من الأزمة المالية العالمية في عام 2009". وأشار  رايدر في تصريحاته إلى أن إجراءات الإغلاق منعت العمال من تأدية وظائفهم وقللت فرص إيجاد وظائف جديدة، كما أحبطت سعي العمال لإيجاد وظائف جديدة.

ويبقى من المرجح فقدان المزيد من الوظائف هذا العام أيضًا على صعيد عالمي، إذ أضاف رايدر "كل السيناريوهات متوقعة هذه السنة لناحية خسارة المزيد من الوظائف وساعات العمل وستستمر الضائقة المالية والاجتماعية لملايين الأشخاص حتى نهاية عام 2021 وما بعدها أيضًا". وتظهر بيانات منظمة العمل الدولية أن النساء والشباب صغار السن والعمال ذوي المهارات المتدنية من الفئات الأكثر تضررًا في الوقت الحالي، وقد شكلت نسبة من خسروا وظائفهم من الشباب في الفئة العمرية 15-24 سنة حوالي 8.7% مقارنة بخسارة الوظائف لدى الفئة الأكبر سنًا بنسبة 3.7%.

تظهر بيانات منظمة العمل الدولية أن النساء والشباب صغار السن والعمال ذوي المهارات المتدنية من الفئات الأكثر تضررًا بفعل جائحة كوفيد -19

بينما تستمر منظمة العمل الدولية بمطالبة الحكومات في جميع دول العالم بالاستثمار في تعزيز مشاركة القوى العاملة من الفئات المتضررة وإيجاد الحلول والبدائل والسياسات المناسبة. مثل إيجاد وتفعيل برامج التدريب في مجالات العمل المتنامية مثل قطاع التكنولوجيا وقطاع الخدمات المالية. هذا أن القطاعات الأكثر تضررًا بفعل الأزمة الحالية تتركز في اقتصاد الخدمات أكثر من أي قطاع آخر. 

لكن المدير العام لمنظمة العمل الدولية غاي رايدر، أشار أيضًا إلى أنه "بالرغم من كل المعطيات القائمة فهناك أخبار جيدة حيث يشهد الاقتصاد العالمي عدة مؤشرات تشير إلى إمكانية التعافي، ولكنها ضئيلة حتى الآن حسب ما تشير إليه بوادر السنة الحالية 2021". ويتعلق مجمل الحديث عن وجود مؤشرات التعافي الاقتصادي العالمي وعودة سوق العمل والتوظيف إلى النهوض بالتوقعات المتعلقة بنتائج حملات التلقيح ضد فيروس كورونا عالميًا. لكن توقع حدوث تقدم بطيء في حملات التلقيح قد يساهم في استمرار الخسائر في سوق العمل الذي يشهد توقعات بعدم الانتظام  والتعافي البطيء أساسًا، ومن أكثر المناطق التي اعتبرتها منظمة العمل الدولية عرضة لمزيد من المخاطر أتت أوروبا والأمريكتين وآسيا الوسطى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما قصة التحالف النقابي العالمي لموظفي جوجل؟

اقتباسات وتقييمات فيلم "النمر الأبيض" تنتشر في تويتر