30-يناير-2021

بعد فيضان في بنغلاديش (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تطرقت ورقة بحثية بعنوان "فيروس عدم المساواة"، صادرة عن منظمة أوكسفام الدولية، إلى آخر التطورات المتعلقة بقضايا التغير المناخي في معرض تناول الدراسة لجوانب متعددة لعدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية في ظل جائحة كوفيد - 19. وخلصت الورقة إلى  أن أغنى 1% من مجمل سكان الأرض مسؤولون أكثر من غيرهم عن التغير المناخي الحاصل وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وتشير هذه النسبة المئوية لمن هم في أعلى السلم الاقتصادي، بينما الأكثر تضررًا من التغير المناخي ونتائجه الكارثية، التي تؤثر على حياة الجميع، فهم الفقراء. وبحسب الورقة فإن 1% من سكان الكوكب استخدموا ضعفي كمية الكربون التي استخدمها 50% من السكان الفقراء على مدار الـ25 سنة الماضية.

أوكسفام: أدت جائحة كوفيد - 19 إلى تعميق الفجوة بين الأغنياء والفقراء عالميًا، وقادت إلى تفاقم عدم المساواة في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية

وتذكر الورقة الصادرة عن أوكسفام أن أزمة فيروس كورونا أدت إلى تعميق الفجوة بين الأغنياء والفقراء عالميًا،  وقادت إلى تفاقم عدم المساواة في جميع النواحي، فقد زادت ثروة الأغنياء بمقدار 3.9 تريليون دولار أمريكي بين 18 آذار/مارس و 31 كانون الأول/ديسمبر 2020. في حين أن عدد الأشخاص الذين يعيشون على أقل من 5.50 دولار أمريكي يوميًا ارتفع إلى حوالي 500 مليون إنسان مع نهاية عام 2020. وهذه الأرقام تأتي، بحسب أوكسفام، ضمن الحديث عن ارتفاع كمية استهلاك الكربون من قبل الأغنياء. إذ تستدل أوكسفام بالإشارة إلى مثال سوق مبيعات اليخوت الفاخرة والطائرات الخاصة الذي وصل إلى ذروته خلال جائحة كوفيد-19 بنمو بلغ 40%.

اقرأ/ي أيضًا: مطالبات لبنانية في السوشيال ميديا باستقالة المجلس النيابي بعد أحداث طرابلس

كما ورد في الورقة موضوع الحديث أن "في غالبية بلدان العالم الأغنى هم الأقل تضررًا من الوباء، وحافظوا على ثرواتهم وراكموها وضاعفوها دون اكتراث لما يعنيه ذلك من زيادة في انبعاثات الكربون، العامل المسبب للانهيار المناخي". في المقابل فإن التغير المناخي يعني بالنسبة للفقراء والأشد فقرًا صعوبة أكبر في العيش، خاصة بالنسبة للأطفال والنساء وذوي الإعاقة. 

وأضافت الورقة "على الرغم من عدم حصانة أي شخص من الوباء، إلا أن العواقب ستظل أكثر تدميرًا بالنسبة للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل والفقيرة، والتي هي بلدان أكثر عرضة للخطر، وتواجه أكبر حالات النزوح بسبب المناخ". وأشارت ورقة أوكسفام أن على الحكومات حول العالم إعادة التفكير في التقسيمات الطبقية وفقًا لنموذج جديد يقوم على "من يستفيدون من استهلاك الكربون الذي يوفر الثروة وبين من يدفعون أثمان التغير المناخي ولا يجنون الثمار المالية من الصناعات الضخمة".

أوكسفام: 1% من سكان الكوكب استخدموا ضعفي كمية الكربون التي استخدمها 50% من السكان الفقراء على مدار الـ25 سنة الماضية

في هذا الصدد أوصت أوكسفام بأن على الحكومات عدم السماح ببناء محطة طاقة واحدة جديدة تعمل بالفحم، لأن المجتمعات الأكثر فقرًا وتهميشًا تدفع تكاليف التغير المناخي عبر زيادة نسبة الوفيات فيها وتدهور الصحة العامة. كما وتحتاج الحكومات إلى تنفيذ سياسات من أجل تخفيف الطلب على الطاقة، واستخدام الطاقة المتجددة، ما يعني إنهاء الدعم للصناعات الضخمة في مجال الطاقة والبترول، وكذلك إجبار المصارف على إنهاء الاستثمار في هذه الصناعات واستبدالها باستثمارات أكثر استدامة. وعلى الحكومات كذلك فرض ضرائب مرتفعة على هذه الشركات والحد من الاستهلاك المرتبط بالرفاهية، ومن ثم تحويل أموال الضرائب هذه إلى المجتمعات الفقيرة على شكل برامج دعم اجتماعي مما سيخفف من وطأة الهوة الحاصلة بين الأغنياء والفقراء وتحقيق جزء يسير من العدالة الاجتماعية.

ويعتبر انبعاث ثاني أكسيد الكربون النتيجة المباشرة للمحرك الأساسي للإنتاج ومراكمة الثروات، كونه يصدر عن حرق الوقود  في المصانع والطائرات والسفن وغيرها من الصناعات والآلات الضخمة. وتؤدي هذه الانبعاثات إلى حبس وضغط الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، ما ينتج عنه ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض ويسبب هذا الارتفاع تغير في المناخ، وعادة ما تكون انعكاساته على شكل فيضانات وزلازل وأعاصير مدمرة، إضافة إلى التلوث البيئي. وبحسب مقطع  مصور نشره  المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن حرارة الأرض ستزداد بنسبة 2.3% خلال 5 عقود من اليوم، وسترتفع مع ذلك بشكل سنوي أعداد البشر الذين يعانون من نقص الإمدادات الغذائية والمائية ومن الآثار الصحية لهذا التغير. لكن مع اتباع نهج عالمي فعال ومتكامل يمكن تأخير حصول ذلك الارتفاع في حرارة الكوكب لمدة 100 عام إضافية. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

الرابطة الكندية للصحفيين تدين تشويه سمعة العمل الصحفي في قضايا المناخ

مراسلون بلا حدود: تصعيد جديد في بيلاروسيا ضد الصحفيين عبر تلفيق التهم الجنائية