تضاعف استهلاك منتجات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل خلال السنوات الـ 15 سنة ماضية، وذلك بسبب انجذاب الجميع للصورة التي أبرزتها مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت والتلفاز، والسعي وراء مقاييس باتت وكأنها معيارية ثاتبة لجمال البشرة. ويأتي سؤال كيف أعتني ببشرتي على الصعيد اليومي في صدارة الأسئلة التي يسألها الكثير من الشباب من كلا الجنسين، وذلك باعتبار الوجه هو الجزء الأهم الذي يشكّل انطباعًا أوليًا بالغ الأهمية أمام الآخرين.
يجب أن نكون نحن كمستهلكين متنبّهين لما يناسبنا من بين كل هذه المنتجات، وذلك بوضع الخطة التي تناسب بشرتنا
تؤكد هذه الأرقام شركة أبحاث المستهلك الدولية (Euromonitor International)، وفي سياق هذه الطفرة الهائلة في أعداد المنتجات وأنواعها، يجب أن نكون نحن كمستهلكين متنبّهين لما يناسبنا من بين كل هذه المنتجات، وذلك بوضع الخطة التي تناسب بشرتنا، واختيار المنتجات التي تحقق الأهداف التي نريدها منها، ولتوفير وقتنا وجهدنا وأموالنا.
في هذا المقال سنستعرض أهم النصائح التي يقدمها أطباء الجلدية إجابة عن سؤال: كيف أعتني ببشرتي يوميًا:
احمِ بشرتك من أشعة الشمس الضارة
تُصدر الشمس ثلاثة أنواع من الأشعة، ومنها الأشعة فوق البنفسجيّة (UV)، والتي لها أضرار على البشرة، فتؤكّد الدكتورة كارولين روبنسون، وهي طبيبة أمراض جلدية وحاصلة على شهادة البورد، ومتخصصة في العناية بالبشرة العرقيَة، والعناية الوقائية بالبشرة، أن: "استخدام واقي الشمس كل يوم أمر لا بد منه، بغض النظر عن كمية الميلانين الموجودة في البشرة".
وتقسم أنواع منتجات الوقاية من أشعة الشمس إلى نوعين رئيسيين:
- واقي الشمس الكيميائي (Sunscreen)
وهو النوع الأكثر استخداماً للحماية من أشعة الشمس، والذي يحافظ على إبعاد أشعة الشمس عن الجسم، ولكنه يسمح بدخول جزء منها إليه.
- واقي الشمس الفيزيائي (Sunblock)
يعمل هذا النوع من واقيات الشمس على منع اختراق أشعة الشمس كلياً للجسم، ويشكّل طبقة أكثر سمكاً من النوع الأول عند تطبيقه على البشرة.
لا يوجد توصيات من الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلديّة (ADD)، بأن أحد النوعين هو الأفضل، فيمكن استخدام أي منهما، وللحصول على الفعالية المطلوبة من استخدام واقيات الشمس، يجب الحرص على ما يلي:
- التأكد من أن المُنتج يحمي من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة.
- يحتوي على عامل حماية من الشمس (وبالإنجليزية: Sun Protection Factor) يساوي 30 أو أكثر.
- مقاوم للماء.
- التأكد من عدم حساسية البشرة لمكونات المُنتج.
- أن يتم تطبيق المنتج بشكل صحيح على البشرة.
بإمكانك اختيار أي النوعين تفضّل، ولكن في النهاية يجب عليك أن تختار، لأن واقيات الشمس هي أكثر المنتجات ضرورة للعناية بالبشرة وصحتها وحمايتها، فإن كنت ستختار من بين جميع منتجات العناية بالبشرة نوعاً واحداً فقط، يجب أن يكون واقي الشمس.
حدد نوع بشرتك
البشرة عدة أنواع، فمنها الدهنية، والجافة، والمختلطة أو المركبة وتكون بين الجافة والدهنية، ومنها الطبيعية التي لا تعتبر جافّة ولا دهنيّة.
من المهم جداً معرفة نوع بشرتك، ثم تحديد أهداف العناية بالبشرة، وبعد ذلك شراء المنتجات التي تساعدك بتحقيق هذه الأهداف. عدم تحديد الأهداف سيدخلك في حلقة مفرغة من شراء منتجات العناية بالبشرة دون تحقيق الاستفادة منها، هذا إن لم يكن لها أثر سلبي.
3 خطوات رئيسية للعناية ببشرتك على المستوى اليومي
يعتمد روتين العناية بالبشرة اليومي على 3 ركائز أساسية وهي:
- التطهير
تطهير وتنظيف البشرة عن طريق غسلها بالماء والمنتج الطبي المناسب أمر مهم لقتل البكتيريا المسببة لالتهابات البشرة وغيرها من الأمراض الجلدية.
- الحماية
حماية البشرة عن طريق استخدام واقيات الشمس الفيزيائية أو الكيميائية.
- العلاج
تشمل عملية العلاج عدة إجراءات منها ترطيب البشرة، واستخدام المواد النشطة لتحقيق أهداف العلاج.
يعتمد روتين العناية بالبشرة اليومي على 3 ركائز أساسية وهي التطهير والحماية والعلاج
فإن لكل مشكلة تتعرض لها البشرة مواد نشطة تعمل على معالجتها، مثل أنه يصف الأطباء الآن المُنتجات التي تحتوي على الريتينويدات، للتخلص من خلايا الجلد الميتة، وتقليل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، وترطيب ملمس البشرة، ويصفون مضادات الأكسدة مثل فيتامين سي، لإصلاح أضرار أشعة الشمس، والبقع الداكنة.
ومن أشهر المواد النشطة في مرطبّات البشرة هو حمض الهيالورونيك، إذ يعمل على سحب جزيئات الماء من الهواء والبيئة المحيطة، وجذبه إلى البشرة، فيعمل على ترطبيها وتقليل ظهور التجاعيد فيها.
وضع المنتجات على بشرتك بالترتيب الصحيح
بعد تحديد أهداف العناية بالبشرة، وشراء المنتجات التي تحتوي على المواد النشطة اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، نصل هنا إلى خطوة تطبيق هذه المنتجات على البشرة، ومن المهم للوصول لأقصى درجات الاستفادة من هذه المنتجات هو وضعها بالترتيب المناسب والصحيح، ويمكن أن نسهّل هذا الأمر باتباع قاعدة: وضع المنتجات الأكثر رقّة على البشرة أولاً، ثم التدرّج حسب سماكة المُنتج، وبالتالي المنتج الأكثر سماكة هو آخر منتج يوضع على البشرة.
البحث عن المنتجات التي تجمع المواد النشطة معاً
بدلا من استخدام العديد من المُنتجات لتحقيق أهداف العناية بالبشرة، يمكن دمج الأهداف باستخدام عدد أقل من المنتجات، وذلك بالبحث عن المنتجات التي تحتوي على المواد النشطة معاً، فمثلا يوجد بعض أنواع واقيات الشمس التي تحتوي على مضادات الأكسدة.
وهذا الاختصار المفيد لعدد المنتجات المُستخدمة للعناية ببشرتك، سيوفّر عليك الوقت والمال.
لا تستعجلوا!
لمعرفة فاعلية المنتج الذي تستخدمه لبشرتك، يتطلب الأمر تجربة هذا المنتج لمدة ثلاثة أشهر متواصلة على الأقل، والسلوك الرائج بتغيير منتجات العناية بالبشرة كل شهر هو مضيعة للوقت والمال، ويؤخّر الوصول لأهدافك، حول بشرة صحية ونضرة.
بمجرد أن حددت أهداف العناية ببشرتك، وتوقفت عن شراء المُنتجات دون قراءة ما إذا كانت تحتوي على المواد النشطة التي تحتاجها بشرتك، وانتظار الوقت المناسب لتجربة المنتجات، واختبار فاعليتها على بشرتك، فإنك هنا بدأت بتوفير الوقت والجهد والمال للوصول لبشرة صحيّة، فأنت لست بحاجة إلى الكثير من منتجات العناية بالبشرة، بل إن اختيار المُنتجات هو الأهم.
قد تساعدك أيضاً ممارسات عديدة في الوصول لبشرة صحيّة، فلا غنى عن شرب كميات كافية من الماء والسوائل، وتناول الخضار والفاكهة الغنيّة بالفيتامينات والمعادن
وقد تساعدك أيضاً على العناية اليومية بالبشرة والوصول لبشرة صحيّة، ممارسات بسيطة صحية، إذ فلا غنى عن شرب كميات كافية من الماء والسوائل، وتناول الخضار والفاكهة الغنيّة بالفيتامينات والمعادن اللازمة لتجديد خلايا البشرة، ويمكنك تطبيق حركات تدليك البشرة التي ستساعد على تنشيط الدورة الدمويّة فيها، وتفعيل إفراز المواد اللازمة لصحة البشرة، مثل الكولاجين.
