24-يونيو-2017

برنامج الضجيج والسخرية والشتائم (فيسبوك)

انتهى المقلب. مرةً أخرى كنت يا عزيزي المشاهد ضحية العرض اليومي لبرامج المقالب المزيّفة التي تبارت المحطات العربية في بثّها، متكّلةً إما على المزاح الطريف مع المارّة وبعض الضحايا المنتقين من عموم الناس، أو على النجوم الذين يُقال إنه تم الاتفاق معهم مسبقًا لتمثيل دور الضحية والتظاهر برد فعل على ما عاشوه من معاناة تبعت صدمةً مما لم يكن متوقعًا.

وصل برنامج المقالب لرامز جلال إلى الحضيض بعد حلقة شاروخان والكشف عن أن المقلب مُعد بالاتفاق مع الممثل الشهير مقابل مبلغ كبير

برنامج "رامز تحت الأرض" لصاحبه رامز جلال والذي عُرض يومياً على شاشة "MBC" منذ مطلع الشهر الكريم، كان الأكثر حضوراً ليس لقيمة فيه بل لكل تلك العوامل التي اعتبرها الإنتاج مكمّلة للنقص الذي يعتري الفكرة والمضمون وأداء جلال المستفزّ بسطحيته، لكنها مع ذلك عرّضت البرنامج لهجوم مضاعف.

فهذه المقالب التي كان يُوصى بها بمختلف نسخها، بين موسم وآخر، لإثارة الفضول.. وسط فوضى البرامج والمسلسلات التي تُنهك المشاهد بدل أن تنفعه أو أقله تسليه، وصلت هذا العام إلى الحضيض بعد وضعها على "مشرحة" النقد والسخرية من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين فنّدوا الحلقات وأشاروا إلى الثغرات وتداولوا ما نُشر من أخبار خصوصاً تلك التي جيء بها من الهند عقب عرض حلقة الممثل شاروخان والكشف عن أن المقلب مُعدّ بالاتفاق مع الممثل الشهير مقابل مبلغ كبير.

اقرأ/ي أيضًا:  عقلية المجتمع الذكورية: رامز جلال مثالاً

نجومية زائفة أيضًا

رامز جلال الذي لا صفة معروفة له تكرّسها إنجازاته. هل هو ممثل؟ فأي من أدواره لم ينطبع في ذاكرة المشاهدين، هل هو مقدّم برامج؟ فأي فكرة أو عبرة قدّمها عبر الشاشة، حاول مرة أخرى أن يحقق النجومية بالشهرة، دون أن يتنبه إلى أن ليس كل مشهور نجمًا.. فراح يعيد صياغة برنامجه سنويًا في الشكل دون أن يقرب المضمون، متنقلاً بين مسميات رامز قلب الأسد، ثعلب الصحراء، عنخ آمون، قرش البحر، واكل الجو، بيلعب بالنار ومؤخرًا تحت الأرض، ليحفظ لنفسه مكاناً في رمضان لم يصل إليه في الدراما التي ظلّ حضوره باهتاً فيها في كل ما قدّمه.

هي معادلة اختارها جلال للظهور دون أن يلعب فيها دوراً جوهرياً؛ المال لاستقدام الضيوف، والضيوف الذين يوافقون على المشاركة مقابل المال.

عبر برنامج المقالب، حفظ رامز جلال لنفسه مكانًا في رمضان لم يصل إليه في الدراما التي ظل حضوره باهتاً فيها في كل ما قدّمه

اقرأ/ي أيضًا: برامج الكاميرا الخفية في تونس.. تخمة الترهيب

محاولات إنعاش البرنامج

في هذا الموسم الرمضاني طار رامز جلال إلى أبوظبي، واستعان بالإعلامي اللبناني نيشان، الذي يُقال إنه تقاضى مبلغ 400 ألف دولار مقابل وضع علاقاته بالفنانين في تصرّف البرنامج. فمنح بذلك الإعلامي اللبناني الذي أطلّ لدقائق مطلع كل حلقة قيمةً لبرنامج لا قيمة له، وذلك من خلال دور مزدوج أُسند إليه؛ الأول "وسيط" يوقع معارفه من الفنانين في مصيدة رامز والثاني كإعلامي عبر محاورة سريعة للنجوم الضيوف.

أما رامز، معدّ ومقدّم البرنامج، فقد انكب على أداء دوره المعتاد وهو السخرية، من خلال تفنيد تصرفات وإجابات الضيف منذ ظهوره (أمام شاشته داخل الأستديو) بالتهكم الذي يصل إلى حد الإساءة، ومن ثم ارتداء زيّ سحلية ضخمة من نوع تنين كومودو لمهاجمة الضيف نفسه الذي يكون قد وقع في بؤرة رمال متحركة ويتخبّط في حال من الخوف والغضب معاً. وفي كل هذا وذاك لم يكن هناك أي ضحك. بعض التململ لم يلبث أن تحوّل إلى كثير من الملل.

إزاء ما تقدّم لم يكن مستغرباً أن يحقق برنامج "رامز تحت الأرض" نسبة مشاهدة مرتفعة لكن بصورة متذبذبة، فالضيوف الذين ظهروا فيه تباعاً كانوا عنصر الجذب الرئيسي وسط غياب واضح للبرامج الحوارية الترفيهية التي تعرض عادة في رمضان، ويحلّ نجوم الصف الأول في مجالات مختلفة ضيوفاً فيها.. كناديا الجندي، فيفي عبدو، الشاب خالد، وائل كفوري وغيرهم من محبوبي العرب الذين يتبعهم محبوهم أينما ظهروا.. حتى في برامج المقالب. علماً أن عدداً من ضيوف البرنامج ليسوا معروفين عربياً فعدل المشاهدون عن متابعة حلقاتهم مباشرة.

إجابة ملتبسة

بالعودة إلى السؤال، الإشكالية عمّا إذا كانت المقالب حقيقية أم معدّة مسبقاً، فإن وسائل التواصل الاجتماعي شهدت عقب عرض بعض الحلقات موجات من التعليقات الساخرة نالت من صدقية البرنامج. منها من سأل عن الاستعداد المسبق للضيوف من خلال الملابس الرياضية ليوحي بأنهم على علم مسبق بما ينتظرهم. فاللافت برأي رواد مواقع التواصل هو تلك النظارات الشمسية التي لم تسقط عن وجه شاه روخان، أو القبعة التي ظلت ثابتة على رأس فيفي عبدو طيلة صراعها داخل الرمال المتحركة، فضلاً عن بنطال وائل كفوري الذي اختلف لونه بين مشهد وآخر ما دل على أن الفنان قد غير ملابسه خلال التصوير.. وقد زكى هذه الشكوك تصريح المغني اللبناني جو رعد الذي كشف عن اتصال "موثّق" تلقاه من صحافية تدعوه إلى المشاركة في برنامج مقالب آخر من تقديم الممثل هاني رمزي، موضحاً "بصريح العبارة" أن المتصلة طلبت إليه التمثيل والادعاء أنه أغمي عليه.

وإذا كان طلب الممثلة ناديا الجندي عدم بث الحلقة التي صُوّرت معها في أبوظبي، ثم عودتها عنه لاحقاً مع توضيح لـ "جمهورها" تبرّر من خلاله تصرّفها، دحض برأي البعض فرضية "الفبركة"، إلا أنه ظل برأي آخرين "زوبعة في فنجان" لافتعال الضجّة حول برنامج الضجيج والسخرية والشتائم.

اقرأ/ي أيضًا:

مثقفون جزائريون يدينون إهانة بوجدرة في برنامج تلفزيوني

رشيد بوجدرة.. المحكوم عليه بالازدراء مزحًا!