11-يونيو-2016

رامز جلال(يوتيوب)

"خد التخينة واوعى تخاف.. منها مخدة ومنها لحاف"، هكذا عبّر رامز جلال، الممثل والكوميدي المصري، صاحب برامج المقالب الرّمضانية، عن رأيه بالأجساد والوزن الزائد. بغضّ النّظر عن كمية الرّعب التي يصيب بها ضيوفه وجمهوره، قرّر إضافة كميّة من الذّكورية والعنصرية الطّافحة إلى المحتوى أيضًا.

للكوميديا حدود، حتى السوداء منها تراعي الضوابط الأخلاقية، بين الكوميديا والتفاهة شعرة، هي الشعرة ذاتها التي تفصل بين الأخلاق وانعدامها

جلد رامز جلال على رأيه، وحصر المشكلة فيه لا يعدو أن يكون تضييقًا لدائرة الأزمة المجتمعية. الذكورية أولاً، والعنصرية الجندرية والجسدية ثانيًا مشكلة يعاني منها المجتمع العربي، فالتّمييز الجسدي يظهر في عدّة مواقف: زين عبيد، الطّفل الذي ظهر في برنامج "The Voice Kids" كان ضحية للتخلّف والعنصرية المجتمعية بدوره، وتعرّض لحملة استهزاء عشواء على مواقع التّواصل الإجتماعي، كنشر صورٍ له مذيّلةً بتعليقاتٍ: "لا تصوتوا لزين، بل أعطوه فرّوجًا مشويًا"، يومها ردّ زين على السّاخرين بمزيدٍ من النّجومية.

اقرأ/ي أيضًا: بن علي يحاور ساسة تونس على الهواء في رمضان!

السُّمنة الزّائدة قد تكون ناجمةً عن الأكل غير الصّحي أو سوء عملٍ في الغدّد، مما يزيد من الإفرازات ويرفع الوزن كما الدّهون، أي أن السُّمنة حالةٌ مرضية، لا مدعاة للسخرية، وهذا ما لا تفهمه شبكة "MBC"، التي وجدت في جملة رامز جلال ضالّتها، واستعملتها كمادّةٍ ترويجية، قبل أن تمحوها وتزيل التّغريدة لاحقاً بسبب الضّغط على مواقع التّواصل.

العنصرية الجسدية، والتي تستهدف المصابين بالسّمنة، تراجعت في السّنوات الأخيرة في كثيرٍ من المجتمعات، لكن مؤخّرًا عادت لتظهر إعلاميًا. رامز جلال، أثار من حيث لا يدري من خلال استضافته للممثلتين زيزو وشيماء يوسف، مشكلة مزمنة وهي العنصرية، التي قد تفرّق النّاس حسب لون بشرتهم أو شكلهم الخارجي أو جنسيتهم، وعليه أن يعتذر أولاً بسبب سقطته الأخلاقية، وثانيًا بسبب استغلال منبرٍ واسع لتكريس مفهومٍ مريض. للكوميديا حدود، حتّى السّوداء منها تراعي الضّوابط الأخلاقية، بين الكوميديا والتّفاهة شعرة، هي الشّعرة ذاتها التي تفصل بين الأخلاق وانعدامها.

اقرأ/ي أيضًا: 5 إعلانات رمضانية تتصدر الجدل في "السوشيال ميديا"

محاربة العنصرية كمنظومةٍ متكاملة تبدأ بالمنزل، فالشّارع، فالحي والمدرسة، بمرافقةٍ من الإعلام للمراحل كافّة. "مخدّة ولحاف" رامز دون شكّ، ستكون العبارة الأبرز في القادم من الأيام، خاصّة بين الأطفال وستسبب دون شكٍّ أيضًا، أثرًا نفسيًا سلبيًا عند ضحاياها.

كأن التّرويج لثقافة نشر الرّعب التي يقوم بها جلال لا تكفي، عدم تداركه، وشبكة mbc للخطأ وتصحيحه، هو تبن غير مباشرٍ للفكرة، ومساهمة في نشر العنصرية وتكريس التّفرقة والتّفريق، أي أن مقاطعةً البرنامج هي ضرورة لوقاية المجتمع من إصداراته السّلبية المهينة، وحمايةً لمشاعر كُثُر، سيقعون ضحايا لشخصٍ أراد تعبئة الوقت المخصص لحلقته، وقناةٍ رأت في سخريته وعنصريته، عامل جذبٍ للمعلنين.

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا اختلف الناس حول باسم يوسف؟

إعلاميون ضللوا الرأي العام في مصر