13-يونيو-2023
gettyimages

التقديرات تشير إلى نهاية مرحلة تراجع الرؤوس النووية في العالم (Getty)

أطلق باحثون، أمس الإثنين، تحذيرات من أن الترسانات النووية لعدد من البلدان، وخاصة الصين، زادت العام الماضي، في وقت واصلت فيه قوى نووية أخرى تحديث ترسانتها وأدواتها النووية. وتحدث هذه التطورات، حسب الباحثين، في ظل سياق توترات جيوسياسية متصاعدة على الصعيد العالمي.

عدد الأسلحة النووية التشغيلية في ترسانات قوى عسكرية كبرى آخذ في الازدياد مرة أخرى

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم دان سميث، قوله: "نحن نقترب، أو ربما نكون قد وصلنا بالفعل، إلى نهاية فترة طويلة من تراجع عدد الأسلحة النووية في كل أنحاء العالم".

وتعليقًا على تحذيرات الخبراء اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية أن العالم "ينجرف إلى فترة من أخطر الفترات التي شهدها تاريخ البشرية".

زكي وزكية الصناعي

وتشير الإحصائيات إلى أن العدد الإجمالي للرؤوس الحربية النووية بين القوى النووية التسع (بريطانيا والصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان والولايات المتحدة وروسيا) يقدر بنحو 12512 رأسًا نوويًا، بينها 9576 في المخزونات العسكرية الجاهزة للاستخدام المحتمل، بزيادة تصل إلى 86 رأسًا مقارنة بالعام الماضي، وفقا لأحدث تقرير صادر عن معهد سيبري.

وبحسب تقرير الغارديان فإن هذا الارتفاع ينهي فترة التدهور التدريجي في الرؤوس النووية التي أعقبت نهاية الحرب الباردة. 

وبحسب معطيات معهد سيبري فإن 60 من الرؤوس الحربية الجديدة تمتلكها الصين. وتقتسم روسيا وكوريا الشمالية وباكستان والهند باقي الزيادة الأخرى في الرؤوس النووية، بوقاع 12 رأسًا لموسكو و5 رؤوس حربية لكل من باكستان وكوريا الشمالية و4 رؤوس للهند.

getty

وتأتي هذه الزيادة بالرغم من إعلان الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي 2021 أن الحرب النووية لا يمكن كسبها ولا يجب خوضها أبدًا.

بكين تطوّر ترسانتها النووية

رفعت الصين مخزونها من السلاح النووي من 350 إلى 410 رأس نووي، ما يبين أن الصين وجهت جانبًا من عائدات نمو اقتصادها إلى تطوير جيشها وترسانتها النووية. وبحسب الخبراء فإنه "لا يمكن ربط هذه الزيادة في المخزونات بالحرب في أوكرانيا، نظرًا إلى الوقت الطويل اللازم لتطوير رؤوس حربية نووية".

وذكرت صحيفة الغارديان أن "عدد الأسلحة النووية التشغيلية في ترسانات قوى عسكرية كبرى آخذ في الازدياد مرة أخرى"، كما سبقت الإشارة إليه.

ويتوقع معهد سيبري أن تستمر الصين، وهي ثالث أكبر قوة نووية في العالم، في زيادة نمو ترسانتها، ويضيف التقرير أن الصين لم تعلن أبدًا عن حجم ترسانتها النووية وأن العديد من تقييماته تعتمد على بيانات من وزارة الدفاع الأمريكية.

getty

وفي ذات السياق من المتوقع أن تزداد الترسانة التشغيلية البريطانية بعد إعلان قبل عامين عن رفع حدها من 225 إلى 260 رأسًا حربيًا.

ومع ذلك، قالت حكومة المملكة المتحدة إنها لن تكشف علنًا عن كميات أسلحتها النووية أو عن نشر رؤوس حربية أو نشر صواريخ وسط توترات عالمية متزايدة. والسياسة البريطانية الجديدة هي مجرد علامة واحدة على انهيار التعاون بشأن مستقبل الأسلحة النووية، وفقًا للصحيفة.

بودكاست مسموعة

يذكر أن الولايات المتحدة علقت حوارها الثنائي بشأن الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا في أعقاب حرب أوكرانيا. وأعلن الكرملين أنه علق مشاركته في آخر معاهدة للحد من الأسلحة النووية.

وتعليقًا على هذه المعطيات نقلت صحيفة الغارديان عن المدير في سيبري دان سميث قوله: "نحن ننجرف نحو واحدة من أخطر الفترات في تاريخ البشرية. من الضروري أن تجد حكومات العالم طرقًا للتعاون من أجل تهدئة التوترات الجيوسياسية وإبطاء سباقات التسلح والتعامل مع العواقب المتفاقمة للمشاكل البيئية وزيادة الجوع في العالم". 

روسيا والولايات المتحدة معا تملكان نحو 90% من جميع الأسلحة النووية على مستوى العالم

يشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة معا تملكان نحو 90% من جميع الأسلحة النووية على مستوى العالم. كما تمتلكان بالإضافة إلى أسلحتهما النووية القابلة للاستخدام، أكثر من 1000 رأس حربي تم إخراجها من الخدمة العسكرية، ويتم تفكيكها تدريجيًا.