30-يونيو-2021

نمر في رحلة إنقاذ من لبنان - M.E

أفادت وكالة رويترز في تقرير أعده الصحفيان عصام العبدلله ومهى الدهان أن الحيوانات لم تسلم من انهيار الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي في لبنان. وقد عاين معدو التقرير بعض حدائق الحيوانات الموجودة في لبنان للإطلاع على الواقع الذي تعيشه. في إحدى حدائق الحيوانات في منطقة الحازمية على مقربة من العاصمة بيروت، عاين معدو التقرير الحال الذي آلت إليه الأمور ووصفوا المشهد بالكلمات التالية "لم تتحرك القطتان الكبيرتان النحيفتان والضعيفتان بينما كانتا مستلقيتان على أرضية خرسانية في قفصهما، بينما كان على مقربة منهما دب بني هزيل يسير بقلق في محيطه". ما يدلل على الوضع الذي تعيشه الحيوانات في ظروف مماثلة في جميع حدائق الحيوان الخمس في لبنان، حيث أصبحت في خانة التهديد بالموت، وكذلك رفع  احتمالية إغلاق هذه الحدائق لأبوابها أمام الزوار.

تعيش حدائق الحيوانات في لبنان، وعددها 5 بالمجمل، مشهد ترقب وغموض بخصوص مصير الأنواع التي تقتنيها بسبب العجز عن تغطية تكاليف تغذيتها وعلاجها أمام ارتفاع الأسعار والانهيار الاقتصادي العام

بينما جاء في التقرير "الحيوانات الثلاثة الجائعة هي من بين آخر الحيوانات المهملة في إحدى حدائق الحيوانات في الحازمية على مقربة من العاصمة بيروت، حيث أصبحت رعايتها وتأمين الطعام لها أمرًا باهظ الثمن بسبب الأزمة الاقتصادية التي لا زالت تعصف في كافة المجالات الحياتية في لبنان"، وحيث وضعت الأزمة أكثر من نصف السكان إلى الفقر بعد انخفاض العملة المحلية (الليرة اللبنانية) بأكثر من 90% من قيمتها أمام النقد الأجنبي.

اقرأ/ي أيضًا: افتتاح سفارة إسرائيل في أبوظبي يشعل موجة انتقادات عربية عبر السوشيال ميديا

في حين قال مدير منظمة أنيمالز ليبانون الخيرية، جيسون ماير، وهي منظمة إنقاذ خيرية تبحث عن مأوى للعديد من أصناف الحيوانات المتواجدة في لبنان "في هذه المرحلة الصعبة، لم تكن القطط قادرة على العيش كالأسود"، وأضاف "من وجهة نظر الحمض النووي هؤلاء هم من صنف الأسود، ولكنهما مجرد حيوانين تخليا عن الحياة وهما ترقدان هنا داخل القفص"، وأشار بالقول "لا توجد وسيلة لدى حدائق الحيوانات لتعويض تكلفة ما تنفقه على طعام الحيوانات لديها"، وتابع حديثه "لا يمكن لأي رسوم دخول أن تغطي نفقات الحفاظ على هذه الحيوانات بشكل صحيح" بحسب تقرير وكالة رويترز.

وقد ارتفعت أسعار الأعلاف وكافة أطعمة الحيوانات بشكل كبير، سواء الحيوانات المخصصة للاستهلاك البشري أم تلك المخصصة للاقتناء المنزلي أو تلك الموجودة في حدائق الحيوانات. وعلى سبيل المثل، يأكل الأسد حوالي 50 كيلوغرامًا من الطعام أسبوعيًا، بتكلفة 100 ألف ليرة لبنانية للكيلو الواحد، أو ما يعادل حاليًا حوالي 6 دولارات بسعر السوق للكيلوغرام الواحد، ومن المرجح أن ترتفع التكلفة كلما ارتفع سعر الدولار أمام الليرة اللبنانية. وبالمقارنة، فإن الحد الأدنى للأجور المحدد من قبل الدولة اللبنانية، لا يتجاوز 700 ألف ليرة لبنانية، أي ما يعادل أقل من 50 دولارًا في الشهر هذه الأيام.

يذكر أن منظمة أنيمالز ليبانون نجحت مؤخرًا في نقل حوالي 15 أسدًا ونمرًا إلى خارج لبنان، بالإضافة إلى حوالي 250 حيوانًا بريًا، وكذلك عملت المنظمة الخيرية على إنقاذ القطط والكلاب على مدار العامين الماضيين. وفي الأسابيع المقبلة، سيتجه إثنان من الدببة إلى ولاية كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية. فيما تأمل المنظمة إرسال 3 أسود أخرى إلى ذات الوجهة أو إلى جنوب أفريقيا. وتهدف المنظمة في عملها إلى تجنب ما حدث في حدائق الحيوانات في المناطق التي شهدت حروبًا مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان قبل فوات الأوان. وفي هذا الصدد علق ماير بالقول "تنهار حدائق الحيوان وتعاني الحيوانات، إما أن تموت في أقفاصها أو نرسلها إلى محمياتها".

وعن الحيوانات المقتناة في المنازل، قال المواطن اللبناني حسين مكي لألترا صوت، وهو شاب لبناني يبلغ من العمر 30 سنة، ويقتني كلبة من صنف الهاسكي، "أدفع حوالي 25 دولارًا في الشهر للاهتمام بمتطلبات كلبتي"، وأضاف "لكني أتقاضى راتبي بالعملة الصعبة، وفي حال تغيرت أحوالي فإني سأفكر في بدائل، خاصة وأن تكاليف علاجها مرتفعة بعد أن صارت كبيرة في السن".

ووافقه الشاب صافي عادل، 30 سنة، وهو مقيم في لبنان، ويقتني هر في منزله من نوع سكوتش، وقد تحدث لألترا صوت بالقول "باتت تكلفة الطعام واللقاح والرمل والبحص باهظة الثمن بعد الارتفاع الهائل للدولار أمام الليرة اللبنانية، خاصة وأن تقديم أي طعام لهر قد يؤثر على صحته ويزيد من احتمال الأمراض وربما يودي بحياته". وأضاف عادل "أصبحت أخصص ميزانية كبيرة لهري تصل إلى حدود نصف مليون ليرة لبنانية شهريًا"، وأشار إلى أن لديه مدخول بالدولار الأمريكي حاليًا يصله من خارج لبنان، لكن في حال انقطع هذا المدخول فإنه سيفكر في بدائل أخرى، ومنها التخلي عن هره إما لمن يرغب به أو لأحد المراكز المخصصة لذلك، بحسب قوله.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تقرير حكومي أسترالي: تداعيات كورونا ستلاحق الاقتصاد لأربعين سنة قادمة

مطالبات محلية وعالمية عبر السوشيال ميديا بوقف إعدام المعتقلين السياسيين في مصر