وَحيُ الجنّ
هذا النبيُّ المقطوعُ من أوتار الله
جاءَ بجماجم الغيب
ليقرأَ طالعَ أيَّامي
أوَّلَ ما رَمى أحجارَهُ في البئر
نزَّت الدُموعُ في أطراف
أصابعي
لَم أعرفْ
أنَّهُ سَيُشعلُ الأنهارَ في
الذاكرة
أردتُ منهُ،
أنْ يأتيَ في شجرة الأيَّام.
لأُحدّقَ فيها جيّدًا
وأعرفَ
كم طيرًا مريضًا
سيُكسَر منقارُهُ في رأسي!
عملُ اليدِ الثالثة
في أصابع يدكِ الثالثة
التي لقنتْ الطيور
سرَّ الأقفاص
قرأتُ الماء
وتحدثتُ مع الغبار
قلتُ للشجرة:
اركضي
وغيرتُ اتجاهَ الريح
غسلتُ قمرَ الليلِ
بماءِ النعاس
فنزلَ على نهديكِ
كقطٍ وديع وغفا.
طريقةُ رسمٍ
- إلى أوليفيا ماتيو
إذا أردتِ أن تَرسمي شيئًا
مُدهشًا
أو تُصوّري حالةً
خارجةً عن حدودِ الحواسْ
مثلًا:
سمكة تُدخّنُ الجسرَ
شظيّة تسبحُ في الهواء
دُخَان مُتجمّد في الذاكرة
ما عليكِ سوى أن تُؤمني
أنَّ الشجرةَ تنبحُ،
ويمكنُها أن تطير إلى النَّهر
ومِنْ ثمَّ تُطْفئينَ حواسَكِ
وتُغْرِقينَ غُرَفَ رأسكِ بالمياه
حتّى تتأكدي أنَّ اللوحةَ الحقيقيّة
هي التي حينما تَسْقطُ من الجدار،
تتركُ مكانَها بقعةُ دمِ.
تكوين
- إلى زيدون الرائي
يسقطُ اللّيل من دائرةِ الظلام
جثّة سائلة
حين يمرضُ النَّهار،
تهربُ الأميالَ من الساعاتِ
جنود يحتضرون
والريحُ في الأفقِ
تعوي
عقرب كبير يمرُ بجانب القمر
وجرسُ البابِ
يدخلُ في اليد،
طير أعمى
تنطفئُ الشَّمسُ في الجوابِ
رماد
وتنغرزُ في قيامةِ السؤال
طفلةً ميّتة.
اقرأ/ي أيضًا: