16-مارس-2023
getty

الانتخابات التركية ستعقد بتاريخ 14 أيار/ مايو المقبل (Getty)

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية التركية المزمع تنظيمها 14 أيار/مايو المقبل بدأت تتضح أكثر فأكثر صورة الخارطة التنافسية وخارطة التحالفات الممكنة كما بدأت استطلاعات الرأي ترجّح كفّة أحد المتنافسين وأحد التحالفات على الآخر.

نقدّم لكم صورة بانورامية عن المشهد الانتخابي في تركيا على مستوى الأحزاب والشخصيات المتنافسة وعلى مستوى محطات الانتخاب وأهم التواريخ المرتبطة بهذا الاستحقاق

وفيما يلي نقدّم لكم صورة بانورامية عن المشهد الانتخابي في تركيا على مستوى الأحزاب والشخصيات المتنافسة وعلى مستوى محطات الانتخاب وأهم التواريخ المرتبطة بهذا الاستحقاق الذي يعتبر مفصليًا عند الكثير من الأتراك. مع الإشارة إلى أنّ الانتخابات المقبلة ستكون الانتخابات الثامنة والعشرين التي تنظمها تركيا في تاريخها المعاصر.

موعد الانتخابات؟

كان من المقرر عقد الانتخابات المزدوجة في 18 حزيران/ يونيو المقبل، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقادة حزب العدالة والتنمية تحدثوا عدة مرات عن نيتهم تقديم موعد الانتخابات إلى شهر أيار/ مايو المقبل.

وفي مطلع العام الجاري، أعلن أردوغان عن نيته رسميًا، استخدام الصلاحيات الدستورية التي تتيح له تقديم موعد الانتخابات. وفي 10 آذار/ مارس، وقع أردوغان بشكلٍ رسمي على مرسوم تقديم موعد الانتخابات إلى 14 أيار/ مايو المقبل.

getty

لماذا تم تقديم موعد الانتخابات؟

وحول أسباب تقديم موعد الانتخابات كان أردوغان وحزب العدالة والتنمية قد تحدثوا عدة مرات عن  تقاطع موعد الانتخابات السابق مع موسم الإجازات الصيفية  والامتحانات الجامعية في التركية.

وفي تصريحات سابقة، تحدث أردوغان عن تزامن موعد الانتخابات الجديدة، مع ذكرى أول انتخابات ديمقراطية شهدتها تركيا في 14 أيار/ مايو 1950، حين فاز الحزب الديمقراطي التركي، وقال أردوغان في حينها: "ستوجه أمتنا ردها على تحالف طاولة الستة (تحالف الأمة/ مجموعة أحزاب معارضة) في اليوم نفسه بعد 73 عامًا". 

الأحزاب المشاركة

على مستوى المشاركة الحزبية تقرر أن يشارك 36 حزبًا سياسيًا في الانتخابات بحسب ما أعلنه رئيس المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا، أحمد ينار، الذي أكّد في تصريح له أنّ 36 حزبًا سياسيًّا تركيًّا "مؤهلون للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الثامنة والعشرين المقرر إجراؤها في 14 أيار/ مايو 2023".

ومن بين الأحزاب المؤهلة للمشاركة في الانتخابات التركية 2023 حزبا المعارضة المؤسسان حديثا بقيادة علي باباجان وأحمد داود أوغلو، بعد انشقاقهما عن حزب العدالة والتنمية، والحزب الكردي المرفوعة ضده قضية لحله، هذا بالإضافة للأحزاب الرئيسية مثل حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد وحزب الحركة القومية.

getty

الجدول الزمني

أما على مستوى الجدول الزمني الذي أقره ووافق عليه المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا فيقرر أن يكون يوم 18 آذار/مارس الجاري تاريخ بدء تقويم الانتخابات، و20 آذار/مارس تاريخ تعليق قوائم الناخبين، و24 آذار/ مارس اليوم الأخير للأحزاب السياسية التي قررت المشاركة في الانتخابات بتشكيل تحالف، لتقديم بروتوكول التحالف الذي يتضمن تواقيع القادة إلى المجلس.

وفي الحادي والثلاثين من آذار/مارس 31 يتم الانتهاء من قائمة المرشحين الرئاسيين بنشرها في الجريدة الرسمية، على أن يتم الانتقال بعد ذلك إلى فترة الدعاية للانتخابات، والتي ستنتهي قبل يوم واحد من موعد تنظيم الانتخابات المقررة 14 أيار/مايو.

وينص القانون الانتخابي في تركيا على أنه إذا لم يتمكن المتنافسون في الانتخابات الرئاسية من الحصول على نسبة 50+1% من الأصوات، تعقد جولة ثانية في 28 من أيار/مايو. 

getty

ماذا تقول الاستطلاعات؟

وفيما يخص حظوظ الفوز يلاحظ أن الاستطلاعات التي صدرت حتى الآن متضاربة، خاصة أن خارطة التحالفات القائمة لم تستقر حتى اللحظة إن على مستوى تحالف حزب العدالة والتنمية الحاكم أو التحالف المعارض له المعروفة بالطاولة السداسية، حيث يسعى التحالف الأخير لاستقطاب أصوات "حزب الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد، وبالأخص من قبل المرشح الرئاسي زعيم "حزب الشعب الجمهوري" كمال كلجدار أوغلو.

من يتنافس على الرئاسة؟

وتتنافس عدة أسماء على الانتخابات الرئاسية لعلّ أهمها الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومرشح الطاولة السداسية زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، وتأتي أسماء منافسين آخرين في درجة ثانية من الأهمية بينهم محرم إينجه الذي سبق وأن خسر الانتخابات أمام أردوغان في الانتخابات السابقة، وسنان أوغان الذي كان سابقا مع حزب "الحركة القومية" وانضم بعد ذلك إلى "حزب النصر" الذي يتزعمه أوميت أوزداغ، ودوغو بيرينجيك، رئيس "حزب وطن"، وأوزتورك يلماز، رئيس حزب الابتكار، وجيم أوزان الرئيس السابق لحزب "الشباب" ورئيس الحزب الواحد أحمد أوزال والطبيب التركي الشهير سيردار سافاش، والحقوقي عمر لطفي أفشار.

getty

خارطة التحالفات

وتتكون خارطة التحالفات حتى الآن من أربع تحالفات، هي تحالف الطاولة السداسية الذي يقف خلف كمال كليجدار أوغلو في السباق الرئاسي والتحالف الثاني هو تحالف حزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس التركي أردوغان، ويعرف التحالف الأول باسم "تحالف الأمة"، فيما يعرف تحالف الحزب الحاكم مع حليفه القومي "حزب الحركة القومية" باسم "تحالف الجمهور". 

ونجح التحالف الداعم لأردوغان مؤخرًا من توسيع دائرته بعد سلسلة مفاوضات قام بها حزب العدالة والتنمية مع أحزاب صغيرة، في مقدمتها "حزب الدعوة الحرة" (هدى بار وهو حزب كردي ذو توجه إسلامي) وحزب "الرفاه" الذي يتزعمه، فاتح أربكان، نجل رئيس الوزراء التركي الأسبق الراحل نجم الدين أربكان.

أما التحالف الثالث فيعرف بتحالف"العمل والحرية" ويقوده "حزب الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد، والتحالف الرابع هو تحالف وليد أعلن عنه قبل أيام تحت اسم "تحالف الأجداد ata"، بقيادة زعيم "حزب النصر"، أوميت أوزداغ المعروف بعدائه للاجئين.

وتجرى الانتخابات التركية في ظل وضعية استثنائية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا وأسفر عن دمار هائل وآلاف القتلى. واستحوذت تداعيات الزلزال والتعامل معها على خطاب المرشّحين البارزين في الانتخابات لاستقطاب أصوات الأتراك.

getty

وفي هذا السياق لاحظ مراقبون "تراجع انشغال حملة الرئيس التركي الانتخابية ببعض الملفات الأساسية لحساب الزلزال ومعالجة تداعياته، إذ بات هذا الملف يحظى بالأهمية القصوى"، على إثر الزلزال تعهد الرئيس أردوغان مرارًا بإعادة إعمار ما دمره الزلزال في الولايات الـ11 المنكوبة في ظرف عام واحد، "ولا يزال يجري زيارات ميدانية تفقدية إلى تجمعات الخيام التي يقطنها المشردون بسبب الزلزال، ووعد المواطنين بنقلهم في أسرع وقت ممكن إلى بيوت جاهزة متنقلة مؤقتة" في وقت أعلن فيه وزير العمران والبيئة والتغير المناخي في الحكومة التركية مراد كوروم "وضع أساسات لأكثر من 21 ألف وحدة سكنية في المناطق المنكوبة ضمن خطة إعادة إعمار هذه المناطق".

وعلى الطرف الآخر أجرى مرشح المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو زيارة إلى ملاطية إحدى الولايات الأكثر تضررا من الزلزال برفقة رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش في أول فعالية له منذ اختياره ليكون مرشحا مشتركا عن الطاولة السداسية في السادس من آذار/مارس الجاري.