05-نوفمبر-2015

أي معنى لريال مدريد في حال انفصال كاتالونيا؟ (لويس جين/Getty)

"لن يكون صعبًا إقناع الاتحاد الدولي أو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بأن يعلب برشلونة في بطولة كبيرة كالدوري الفرنسي في حال استقلال كاتالونيا، لكن أظن أن الذكاء يكمن في الحفاظ على الكلاسيكو"، هكذا أجاب الرئيس السابق لبرشلونة خوان لابورتا عند سؤاله عن مستقبل الفريق بعد استقلال كاتالونيا. فالإقليم الذي يسعى منذ سنوات لتحقيق استقلاله عن إسبانيا يضم فريقين في الدوري الإسباني وهما برشلونة واسبانيول. ولا يخفي أبناء كاتالونيا الذين لهم دور في نادي برشلونة رغبتهم بالانفصال وقد أعلن كل من تشافي وبويول وبيكيه تأييدهم لاستقلال كاتالونيا، كذلك فإن الثقافة والانتماء الذي تصنعه المؤسسة الرياضية الأولى يدفعان باتجاه الحصول على الاستقلال كيف لا وشعار برشلونة "أكثر من نادي".

في حال انفصلت كاتالونيا فإن الدوري الإسباني لن يكون قادرًا على استقبال كل من برشلونة واسبانيول

في الأسابيع الماضية ومع عودة قضية الاستفتاء على استقلال كاتالونيا إلى الواجهة حملت جماهير برشلونة في مباراة فريق بايرن ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا أعلام إقليم كاتالونيا وقد تسبب ذلك بتغريم الفريق مبلغ أربعين ألف يورو، إذ اعتبره الاتحاد الأوروبي تدخلًا سياسيًا في كرة القدم، وكان هذا الأمر قد تكرر سابقًا في نهائي دوري أبطال أوروبا في العام الماضي حيث تم تغريم الفريق مبلغ ثلاثين ألف يورو.

ومع ازدياد الضغط السياسي بهدف التصويت على الاستقلال، أعلن رئيس الاتحاد الإسباني خافيير تاباس أنه في حال التصويت بنعم لصالح الانفصال فإن الدوري الإسباني لن يكون قادرًا على استقبال كل من برشلونة واسبانيول وهو ما يشير إليه بوضوح القانون الإسباني الذي يسمح بمشاركة فريق واحد من خارج الأراضي الإسبانية ببطولة الدوري أو البطولات الرسمية الأخرى وهذا الفريق يتمثل اليوم بـ "أندورا" وهي دولة صغيرة تقع على جانبي سلسلة جبال البرانس التي تمتد بين فرنسا وإسبانيا. ومع مشاركة هذا الفريق رسميًافي البطولات الإسبانية سيكون الحفاظ على "الكلاسيكو" رهنًا بتعديل القانون الإسباني وهو ما سيخضع للبرلمان المركزي في مدريد، وسيكون موضع تصويت بين أعضائه.

في الوقت الذي تعد خسارة العملاق الكاتالوني ضربة قاسمة لليغا الإسبانية ولروح المنافسة فيها، خرج رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ليزيد من حدّة القضية ويعلن عن استعداد الدوري الفرنسي لاستقبال الفريق الكاتالوني وذلك بهدف رفع مستوى الدوري وزيادة المنافسة فيه. وفي حال تم هذا الأمر لن يكون برشلونة الفريق الوحيد الذي يشارك في ليغ 1 من خارج الدولة الفرنسية حيث يشارك فريق إمارة موناكو، وهي الدولة المستقلة ذات الحكم الملكي الدستوري، منذ سنوات طويلة في الدوري الفرنسي.

لكن هذه المشاركة ستحتم على أغنى أندية العالم الالتزام بالشروط الصارمة التي يفرضها الدوري الفرنسي وهو ما سيلزمه ببيع عدد كبير من لاعبيه لتحقيق الاستقرار المادي وتسديد الديون المصرفية، فالقانون الفرنسي لا يسمح بالأندية ذات الديون المرتفعة بالمشاركة في الدوري وهو ما جعل من مجموع ديون أربعين نادٍ في فرنسا مائة مليون دولار (أي ما معدله اثنان مليون وخمسمائة ألف دولار للنادي الواحد) في الوقت الذي تتجاوز فيه ديون فريق برشلونة وحده خمسمائة وثلاثين مليون دولار. فالفرق المشاركة في الدوري الفرنسي تخضع لسلطة هيئة الرقابة المالية الوطنية التي تراقب وضعها المالي بشكل دوري منعًا لأي انهيار أو خلل في ميزانيتها وهو ما لن يستطيع برشلونة التعاون معه في ظل سياسته المالية الحالية وبالتالي سيواجه صعوبات كبيرة بانضمامه للدوري الفرنسي.

يبدو الوضع المالي لفريق كاتالونيا سيئًا اليوم، خاصةً في ظل ضغوط اللعبة الانتخابية الداخلية للفريق من جهة والقوانين الصارمة للفيفا التي حرمت النادي سابقًا من شراء لاعبين من جهة ثانية. كذلك فإن الوضع القانوني للبلوغرانا لن يكون سويًا في حال استقلال كاتالونيا عن إسبانيا ولا يبدو مخرج الإنقاذ لبرشلونة واضحًا اليوم، لكن إنقاذ "كلاسيكو الأرض" يبدو واجبًا فالحقيقة أنه لن يكون هناك أي قيمة لريال مدريد في غياب برشلونة. لكن السياسة تقول كاتالونيا أولاً برشلونة ثانياً !

اقرأ/ي أيضًا:
برشلونة بلا ميسي.. ما العمل يا انريكي؟
أبرز أحداث تداخل الرياضة والسياسة في العالم